الثلاثاء, مايو 6

بو عاصي: لا يستطيع الحزب الدخول إلى الميثاق اللبناني بشروطه

بو عاصي: لا يستطيع الحزب الدخول إلى الميثاق اللبناني بشروطه

أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن من أسوأ ما ضرب الطائفة الشيعية هو وصمها بالحرمان وإقتناعها بأنها مظلومة ومحرومة. صحيح أنها كانت كذلك ولكن ليست وحدها بل كل مناطق الأطراف في لبنان ومعظم الدول تعاني من نقص في الغذاء والتعليم والخدمات الصحية والمداخيل”.

أضاف في مقابلة عبر منصة “البديل”: “كما إن الادعاء انها وحدها من تعرّض لإحتلالين موجعين في الجنوب هما الفلسطيني مع “فتح لند” والاسرائيلي خطأ آخر، لأن اللبنانيين الجنوبيين على إختلاف مذاهبهم عانوا من هذين الاحتلالين الى جانب الاحتلال السوري الذي عانى منه الجميع”.

بو عاصي شدّد على أن الدول تنشأ من عقد إجتماعي حيث الجماعات أو الافراد يتخلون اولاً عن أمرين هما الحماية الذاتية وأخذ الحق باليد ويوضعان في وعاء هو نواة الدولة، مضيفاً: “هذا ما حصل بشكل واضح في لبنان في ميثاق عام 1943 حيث المواطنون متساويون امام القانون والدستور والمكونات متساوية أمام الدستور. ما يرتكبه “الحزب” اليوم هو خروج عن العقد الاجتماعي اللبناني وفرضه شروط للعودة إليه كالحفاظ على القدرات العسكرية وكيفية مقاربة السلاح. هذا لا يجوز، فالدخول الى أي عقد إجتماعي يتطلب الالتزام بشروط الجميع”.

ردّا على سؤال، هل قد تقدم “القوات” على هذا السيناريو يوماً عبر فرض سلاحها مجدداً على العقد الاجتماعي، جزم بو عاصي: “بالطبع لا إلا إن إنهارت الدولة ولم يعد هناك قوى عسكرية شرعية كالجيش والامن الداخلي قادرة على حمايتي وأصبحت ملزماً بالدفاع عن نفسي كما جرى عام 1975. هذا الامر غير مطروح اليوم، حيث دولتنا تكتسب مزيداً من القوة. مؤسساتنا تعمل بشكل أفضل وبدأنا نستعيد علاقاتنا الدولية ويبقى الواقع الاقتصادي وقطاع المصارف وعسى ان تنتهي أزمته. نحن اليوم على مشارف الخروج من الانهيار الذي مر به لبنان”.

كما شدّد على أنه لا يمكن لـ”الحزب” أن يهدد اللبنانيين ويحاول فرض شروطه على العقد الاجتماعي الذي يجمعهم، مضيفاً: “حذار ان يتوهم “الحزب” ان بإمكانه تهدديدنا بالسلاح، فتاريخنا مليء بالمقاومة والنضال”.

كذلك، أوضح أن “لا للشرق ولا للغرب” نقطة مهمة في ميثاق 1943 وحاول بعضهم إطلاق النار على الميثاق من خلالها وإستطرد قائلاً: “اللا تعني نعم للشرق والغرب على المستوى الثقافي والانفتاح السياسي والديبلوماسي والعلمي ولكن لا للإستقواء بالشرق أو الغرب على حساب شركائي بالوطن. ماذا يفعل “الحزب” اليوم، هو يستقوي بإيران أي ينسف الميثاق الوطني”.

تابع: “لنكن صريحين، كثر من اللبنانيين يقولون “نشالله تكفي إسرائيل عليهم” وهذا دليل انه لم يعد بإستطاعتهم تحمّل إستكبار “الحزب” وتوريطه لهم بحروب ومغامرات. لكن على الجميع أن يدرك أن الإسرائيلي يسعى لتحقيق مصالحه. انا اجزم ان لا علاقة لأحد من الافرقاء مع إسرائيل أو يراهن عليها والكل اجمع أن إسرائيل دولة معادية و”ما بينحط الايد فيها”، نتذكر كيف إنسحبت عام 1983 أو كيف إنسحبت عام 2000 وتركت جماعتها على الأرض وقالت دبروا حالكن”.

عن معادلة “الردع” التي رفاعها “الحزب” ومقولة امينه العام السابق نصرالله “إستهداف أي بناء في الضاحية سيقابله إستهداف مبنى في تل ابيب”، أجاب: “إما هذا الكلام هو من باب التهويل الذي يستخدمه البعض في المواجهات وإما أحياناً “الواحد بيكذب الكذبة وبيصدقها”. انا أرجّح الاثنين. دخلوا في مواجهة ليسوا على مستواها وكسروا مناطقهم”.

عن الحوار المقترح معه من قبل العماد عون، أوضح: “الرئيس يتناقش ولا يتفاوض مع أي طرف لبناني وبإعتقادنا كـ”قوات لبنانية” أن مهلة 6 أشهر كافية لتسليم السلاح. مصلحة المكون الشيعي قبل الاخرين ان يتم تسليم السلاح. هذا السلاح لن يفيد “الحزب” بل هو فقط آداة للتخريب. مقولة “الجيش سيصطدم مع “الحزب” خاطئة. الجيش في أي دولة يفرض القانون على مساحة الوطن وينتشر ويجمع أي سلاح غير شرعي واي مجموعة مسلحة تعرقل ذلك هي من يتحمل المسؤولية وليس الجيش من يشتبك معها. جمع السلاح غير الشرعي مسألة حياة او موت للبنان”.

رداً على سؤال “هل تخاف من تكرار 7 أيار أو القمصان السود”، أجاب: ” لا أعتقد ولكن هتلر كان على شفير الانهيار وشن هجوماً على الأردين Ardennes وإستخدم فيه فتيان بعمر 15 عاماً وقضي عليهم جميعاً. المجموعات التوتاليتارية مثل “الحزب” والتي تمتلك ايديولوجيات ذات بعد ديني لا يمكن ان ندرك متى تذهب الى الانتحار”.

رداً على سؤال، أجاب: “الشعارات الدينية التي رفعها القواتيون خلال الحرب هي ذات بعد إيماني وخصوصاً ان من يذهب الى الجبهة خلال الحرب يواجه الخوف اولاً. ولكن لا بعد ديني للمشروع القواتي بينما “الحزب” مشروعه كمشروع “الاخوان المسلمين” وفكر الإسلام السياسي قائم على: تطبيق الشريعة، رفع شعار “الإسلام هو الحل”، إلغاء الحدود وأخذ السلطة بالقوة. ومؤخراً بدأ الحديث بالمباشر عن ان هذا السلاح لانتظار عودة المهدي وهذا دليل افلاس”.

ختم بو عاصي: “بداية مقاربة رئيس الجمهورية والحكومة لملف سلاح حزب الله جيدة وإداء الجيش ممتاز بشهادة الأمم المتحدة وأحيي الرئيس عون وقيادة الجيش ونأمل الاستمرار بذلك”.