خديجة الحجار – صدى الاقليم – سبلين
“لبكرا أحلى” مشروع أطلقته بلدية سبلين لزراعة 4000 نصبة خروب في البلدة تحفيزاً للزراعة والصناعة، وعودة إلى جذور المنطقة التي تحمل اسم هذه الشجرة “اقليم الخروب”.
فالمشروع الذي تنفذه البلدية بالتعاون مع AICS و CESVI وجمعية URDA بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، أمّن فرص عمل لأكثر من 100 شخص من البلدة، بحسب ما قال رئيس البلدية محمد يونس، لتمكينهم اقتصادياً، كما وسيساهم في تحسين مستوى الخدمات العامة في البلدة.
وللمناسبة أقيم حفل في قاعة البلدية برعاية وحضور وزير الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن، أقامت بلدية سبلين، وحضره وزير العمل مصطفى بيرم، العقيد غسان عثمان ممثلاً وزير الداخلية القاضي بسام المولوي، وكيل داخلية إقليم الخروب في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور بلال قاسم ممثلاً رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، أحمد الرواس ممثلاً النائب بلال عبدالله، مسؤول حركة أمل في الإقليم والشوف حسين الحاج، رئيس مصلحة الشباب في وزارة الشباب والرياضة محمد سعيد عويدات، الزميل الصحافي أحمد منصور ممثلاً رئيس اتحاد رجال الأعمال اللبنانية الخليجية المهندس سمير الخطيب، رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي زياد الحجار ورؤساء بلديات، مدير مستشفى سبلين الحكومي الدكتور ربيع سيف الدين، رئيس مجلس إنماء قضاء الشوف محمد الشامي، مدير عام شركة ترابة سبلين طلعت اللحام، معاون رئاسة المجلس الشرعي الأعلى علي الحاج، رئيسة بعثة جمعية تشيسفي فرانشيسكا لازاري، رؤساء مكاتب وزارة الشؤون الاجتماعية في المنطقة، ممثلون عن الأندية والجمعيات والدوائر الحكومية، وممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية وحشد من الأهالي.
يونس
استهلّ الحفل بكلمة ترحيبية من عضو المجلس البلدي أحمد مصباح يونس، ثم ألقى رئيس البلدية محمد يونس كلمة رحب فيها بالحضور، ولفت إلى أن الزراعة هي مستقبل الأوطان، وأن الأرض هي التنمية ويجب إبقاءها في تجدد، وهذا النهج التنموي أولته البلدية الأهمية حيث تم زراعة ما يقارب ال 10 آلاف شجرة من الخروب لتشكل الحزام الأخضر، لافتاً إلى أن هذه الجهود لم تكن لتثمر لولا إصرار الزعيم وليد جنبلاط على إنشاء هذا الحزام حول بلدة سبلين بالتنسيق مع مدير عام شركة ترابة سبلين طلعت اللحام.
وأشار إلى أن الظروف الصعبة التي تعصف بالبلاد تستوجب السعي للتخفيف من وطأتها، فكان العمل على تعزيز التماسك الإجتماعي عبر المشاريع الممولة من الجهات المانحة، فكان مشروع “لبكرا احلى” والذي تنفذه البلدية بالتعاون مع AICS و CESVI وجمعية URDA بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية. وشدد على أن هذا المشروع يهدف إلى التنمية البيئية والزراعية، وقد أمن فرص عمل ل110 عاملاً وعاملة من أبناء البلدة لتمكينهم اقتصادياً، كما ساهم في تحسين مستوى الخدمات العامة في البلدة.
وعرض للمشاريع التي نفذتها البلدية، مؤكداً أن نهج البلدية هو الإستمرار نحو بيئة خضراء.
وطالب وزارة العمل السعي لتأمين الهيكلية الإدارية والصحية المجالس البلدية وموظفي البلديات عبر إدخالهم في الضمان الاجتماعي، كما طالب بالإفراج عن مستحقات البلديات من دائرة الاستنسابية المطلقة.
وشكر الجهات المانحة ومنفذي المشروع، كما شكر مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان ومكتب شحيم والقاضي علي ابراهيم ومدير مكتب كهرباء الإقليم سعيد الحاج لتأمين الكهرباء للبئر الارتوازي.
لازاري
ثم تحدثت رئيسة بعثة جمعية تشيسفي فرانشيسكا لازاري فحيت الحضور وشكرت البلدية، وأشارت أن الجمعية تعمل في منطقة الشوف منذ 2015، ضمن إطار مشاريع الطوارىء والتنمية، ومنذ ذلك الوقت كان إلتزامها تقديم الدعم للفئات الأكثر حاجة من اللبنانيين وغير اللبنانيين مع مجموعة من الجهات الفاعلة على المستوى المحلي والدولي لتقديم المساعدات الإنسانية والتخطيط للمشاريع ذات الأثر الإيجابي.
ولفتت إلى أن مشروع “لبكرا احلى” في سبلين أمّن فرص عمل مؤقتة لمئة شخص من البلدة لتحسين ظروفهم المعيشية.
وأكدت أنه من خلال المشروع تم الجمع بين الدعم الفوري والأهداف الطويلة الامد، لافتة إلى أن هذا الحدث هو أحد مظاهر التزام البلدية تجاه الأهداف الاستراتيجية البيئية التي أقرتها كسلطة محلية.
شعبان
وشكرت ابنة بلدة سبلين أمل شعبان باسم أبناء البلدة العاملين في المشروع جمعية تشيسفي والجهات المانحة على تحسين الواقع البيئي في البلدة، وعلى الدعم المادي ومساعدة الجيل الصاعد مادياً ومعنوياً.
بيرم
وألقى وزير العمل مصطفى بيرم كلمة فقال: أحييكم، هذه تحية الوالد ابو مصطفى، ومنه تعلمنا ثقافة المشاركة في هذا الإقليم الغالي، كان يذهب ليطالب بالشيء، فيقولون له “يا ابو مصطفى لماذا لا تطالب برغيفك، فيجيبهم: عندما تطالب بربطة الخبز مجموعة لكل القرى تحصيل حاصل يصل الرغيف الي”. هذا ما تربينا عليه، مع الأهل والأصدقاء والرموز الذين خبرتهم منذ الطفولة، ونبقى معاً من أجل وطن جدير ويستحق، ومن أجل وطن ودولة مقتدرة عزيزة، دولة غير متسوّلة، فنحن لا ينقصنا شيء، لا تنقصنا المواهب ولا الموارد البشرية.
أضاف: منذ اسبوعين أطلقت في القاهرة بإسم لبنان مبادرة الوصل العربي، لأننا نرفض جدران الفصل بين دولنا، والأصل أن تكون لدينا سياسة من أجل قومة الأمة، إذ لا قدسية لنا، إن لم ننتفض على السياسة، إلا نستطيع أن نتفق على الانسان، لذلك فلنطلق معاً صفر أمّية، صفر جهل، ونقاوم الفقر، ولنعود ونتصالح مع الطبيعة والبيئة والأرض، نعود إلى الصناعة والزراعة، ونعود إلى صناعة المعنى واستحقاق الحياة، بالتعاون مع كل أهل الخير والعطاء والجمعيات والمعنيين والبلديات التي سدّت فجوة التقصير عند الدولة في أصعب الظروف وباللحم الحي، ولكننا نبقى نعتنق ثقافة الأمل، ولأننا نؤمن بثقافة الأمل نصنع محاولات للعمل، ومن أجل ذلك أطلقت منذ فترة مسار التدريب المهني المعجل في كل المناطق اللبنانية وتعمدت أن أطلقه من عكار التي وجدت أهلها ينتمون إلى الدولة بقوة، وقلت لهم أنتم أكثر من رفد الجيش اللبناني بالمقاتلين والضباط والعناصر، وهذه ثقافة حب وانتماء للوطن، وأنتم عندما فعلتم ذلك لم تطلبوا مقابلاً، دوهذه ثقافة أكدها المسيح عليه السلام عندما قال: “أي فضل لكم أن أحببتم من يحبكم”، فالحب ليس التلقي بل العطاء.
وتابع: إن ما تقومون به اليوم هو فعل بناء، وهذا ما يجب أن يكون ثقافة، ثقافة التصالح مع البيئة، ويجب أن نعود إلى الصناعة والزراعة، إذ لا يعقل أن يكون سهل البقاع منذ 2500 سنة هو إهراءات إمبراطورية روما المترامية الأطراف، واليوم نحن وباللحم الحي نعمل من لا شيء، إذ لا وجود لمقومات لوجيستية او موارد مادية، لكننا نعمل على الموارد البشرية. ونحاول خلق فرص عمل، والمنصة الأخيرة التي أطلقتها بالتعاون مع دولة قطر الشقيقة هي جزء من هذا العمل، واليوم كان لنا لقاء مع منسقة الامم المتحدة في لبنان من أجل مزيد من التعاون بهذا المجال، ولدينا اجتماع الاربعاء من أجل زيادة في المؤشر الخاص، وسيتم التصريح بها في الضمان الإجتماعي لنرفده بشيء قليل في ظل غياب المساعدات من الدولة.
وأردف: ما حصل بالأمس من انتزاع حقنا في ثروتنا المائية والغازية والنفطية هو دليل على أنه عندما يجتمع المسؤولون السياسيون ويفاوضون بذكاء وبوحدة موقف متكلين على عنصر القوة الذي شكلته المقاومة في استراتيجية الردع المتبادل عندما طبقت معادلة “لا استخراج عندنا، اذا لا استخراج عندكم”، الأمر الذي يؤكد أننا في زمن لا يحترم فيه الضعيف، زمن لا يحترمنا فيه إلا الأقوياء، وعناصر القوة كبيرة في مجتمعنا بكل تلاويننا وهذه هي قيمة لبنان.
الحاج حسن
الكلمة الأخيرة كانت لوزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال فاعتبر أن شجرة الخروب مركزية لأنها تمثل اساس في القطاع الزراعي في هذه المنطقة، وهذا الشريط الساحلي يمكن لنا ان نحوّله الى هذه الزراعات المهمة. وبطبيعة الحال و حتى لا يفهم كلامنا ضد الزراعات الاخرى ، ان ثمرة الموز ممتازة ايضاً ، لكن يجب علينا الكشف ان شجرة الخروب حاصلة عل جدوى اقتصادية عالية جداً، والايام القادمة ستكشف عن بشائر هامة في هذا الصدد.
وتابع الحاج حسن كاشفاً انه استقبل في وزارة الزراعة بعض المستثمرين اللبنانيين الذين يريدون الالتزام بشراء حتى قيمة 4 مليون دولار من “قرون الخروب” . مؤكداً أن طلب الشراء هذا ليس من أجل انتاج دبس الخروب فقط ، بل من أجل استعمال الحبوب أيضاً في الصناعات الدوائية وغير ذلك. وأضاف “نحن نحتاج اليوم اي امر من شأنه ان يرفع من امكانية صمود المزارعين والمواطنين، وأضاف أن المزارع اصبحت صفته الاساس انه مستضعف ومحروم، واصعب صفة للانسان ان يكون مستضعفاً ومحروماً.” وقال “نحن نريد ان نحوّل هذا الحرمان وهذا الاستضعاف الى حالة قوة يتم تكوينها بالشراكة بيننا وبينكم، لأنني أؤمن بالشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص واؤمن بالعمل البلدي الضروري والاساسي واؤمن ايضا ان الهيئات البلدية يجب ان يكون لها دور أكثر فعالية و صلاحيات.
وأضاف: خسرنا كل شيئ في هذا الوطن، لكن كرامتنا وماء وجهنا لم نخسرهما، نحن لا يمكن لنا اليوم ان نقول الا اننا قادرون على ان نبني اي قطاع من القطاعات ضمن هذه الشفافية والمنهجية التي نعمل بها.
وأكد وزير الزراعة أن “لا شك اليوم المطلوب والمرتجى من وزارة الزراعة كبير جداً، كان هناك عطاءات، كان هناك خدمات تقدم، اليوم تقريباً لا يوجد شيء . وأشار انه لا يمكن للدولة ان تستمر عبر احتساب الموازنات على الدولار 1500، فيما سعر صرف الدولار 40000، لذلك نحن بحاجة الى حل وطني بامتياز ونبحث عن الشراكة مع الهيئات الاممية مثل Fao, WFP, undp من اجل تأمين استدامة لهذا القطاع، وتابع “نعلم جيداً ان الاكلاف التي يدفعها المزارع عالية جداً تتخطى 30 او 35% هذا الامر ينعكس في الداخل وفي الخارج، ما يجعل قدرتنا على المنافسة تصل الى صفر، لأن تركيا لديها نفس المنتجات وبدعم هائل و باسعار تنافس الجميع، اما نحن فقد استيقظنا بعد 40 عاماً وكأننا كنا في كابوس، وايقنا ان لا خيار لنا سوى الزراعة.
وأضاف وزير الزراعة في كلمته “اليوم المطلوب في الزراعة، في السياسة، في الاقتصاد، القليل القليل من المرونة، والقليل من التواضع، علينا جميعاً ان نتواضع. ولكن يجب علينا ان نتذكّر دائماً بأننا حققنا انتصار كبير جدا من خلال ارادة وقوة المقاومة والارادة السياسية في ما خص النفط والغاز وهو شيء ممتاز جداً، وسمكننا ان نصل الى شبكة الامان من خلال الانتهاء من الاستحقاقات القادرة على ان تخرجنا من هذا النفق ان كان في الازمة.
وختم متمنياً أن يرى مثل هذا المشروع الجميل في جميع المناطق اللبنانية، لأنه لم يبق من هذا الوطن الا هذه المساحات الخضراء وهذا الامل، “وحي على خير العمل.”
زراعة الشتول وكوكتيل
بعد ذلك تم زرع نصوبوالخروب في باحة البلدية، وتخلل الحفل عرض مصوّر عن مراحل المشروع وأهدافه ومناطق العمل.
كما أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.