“مشروع وطن الانسان” يختم شهر التوعية بسرطان الثدي بفتح نافذة على الدعم المستدام من خلال إعادة التأكيد على البطاقة الصحية
والطبيبات المشاركات يطلقن مبادرة للدعم والمرافقة الطبية والنفسية
لأن “صحة الوطن من صحة المرأة” وبوردة زهرية اللون، إنطلق “حديث الثلاثاء” Tuesday Talk من “مشروع وطن الانسان” لهذا الاسبوع، متناولا التوعية عن مرض سرطان الثدي.
وانعقدت ندوة توعويّة بمشاركة مهتمين ومختصين حضوريا وعبر تطبيق زوم. خُصّصَت ندوة هذا العام للحديث حول ثلاثة أمور:
أولا، أهمية العلاجات وسط الانهيار الذي تعرّض له وما زال القطاع الصحي في لبنان
ثانياً، أهمية الغذاء في الوقاية من الإصابة وفي مراحل العلاج
ثالثاً، مدى تأثير الضغط النفسي والاحتضان النفسي العلاجي بعد الإصابة
شارك في الندوة طبيبة الدم والامراض الخبيثة الدكتورة كليمانس متى التي اعتبرت أن تردي الوضع الاقتصادي منع الفحوصات الوقائية عن الكثير من النساء ما أدى الى تزايد الاصابات بنحو30 بالمئة، كذلك أدى انقطاع العلاجات خلال السنتين المنصرمتين الى تفاقم المرض لدى المصابات، وإضافة الى الوجعين الجسدي والنفسي، برزت الانعكاسات الاقتصادية على المصابة التي باتت مدة علاجها أطول وأقسى، فيما باتت خزينة الدولة تتكبد كلفة مرحلة علاجية أطول. وعن الحل من وجهة نظر الأطباء، قالت الدكتورة متى، إن البطاقة الصحية تحضر لداتا معلومات واضحة تسهل عملية تنظيم العلاج، وناشدت المعنيين خصوصاً من النواب ووزارة الصحة المبادرة في هذا الاتجاه.
وتوقفت أخصائية التغذية جانين عواد الجميل عند الشروط المفقودة للتغذية الصحية السليمة مع غياب التوعية الهادفة وتدهور الاوضاع الاقتصادية وغياب الرقابة السليمة على الانتاج الزراعي وبالتالي التوضيب وحفظ المواد الغذائية وسط الفوضى العارمة التي يمر بها لبنان.
وشددت على أهمية الغذاء في الوقاية من الاصابة وبالتالي المتابعة الغذائية المرافقة للعلاج بعد الاصابة والتي من شأنها أن تلعب دورا اساسيا في شفاء المصابات.
أما اخصائية العلاج النفسي غادة سلامة فأشارت الى أن للضغط النفسي تأثيراً كبيراً على النساء المعرّضات. وأوضحت أن، وفق دراسات عالمية، صُنّف الشعب اللبناني من الشعوب الاكثر كآبة خلال السنتين الماضيتين. وبات معلوماً أن الضغط النفسي يؤدي الى تفاقم الامراض وأبرزها مرض السرطان.
أضف الى أنّ النساء المصابات يحتجن الى رعاية نفسية واحتضان لم يعد متوفراً وسط الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتردية التي يمر بها اللبنانيون واللبنانيات، مما يحتّم على اللبنانيين دعم بعضهم البعض بغياب دولة داعمة بكل ما للكلمة من معنى.
وكان تدخلٌ مقتضب من عالمة النفس الاجتماعي وعضو المجلس التنفيذي ل”مشروع وطن الانسان” تانيا تابت التي اعتبرت أن اللبنانيين يعانون منذ أربعين عاماً وأكثر من تراكم أحداث دراماتيكية تؤدي الى تزايد غرقهم في الأمراض والصراعات الذاتية في وقت دولتهم غائبة عن مواطنيها.
واختتمت الندوة بطرح مبادرة تقضي بتسليم لائحة بأسماء اختصاصيين نفسيين واختصاصيي تغذية وستشكل نواتها الطبيبات الثلاثة اللواتي شاركن، من أجل تقديم مرافقة مجانية للمصابات اللواتي لا يستطعن تأمين تكلفة العلاج الغذائي والنفسي.