في سبيل معالجة التحدّيات التي تعيق توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في المنطقة العربية، اضطلعت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بمسح للتعرف على أوجه نظر أرباب العمل بشأن توظيف هذه الفئة في لبنان في هذا المجال، تصدر نتائجه في ورقة اليوم بمناسبة اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة.
وشمل المسح أرباب عمل من القطاع الخاص ومسؤولين في القطاع العام، ورأى نصفهم أنه من المكلف توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة بسبب التجهيزات التي قد يحتاجونها لتأدية وظائفهم. رأى الثلث أن الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر عرضة للحوادث والإصابات. في حين رأى ربع المجيبين أن إنتاجيّتهم منخفضة.
وتظهر نتائج المسح أن هناك تباينًا بين معدلات توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة بحسب نوع الإعاقة، حيث بلغت نسبة توظيف ذوي الإعاقة الجسدية ثلثي إجمالي الموظفين ذوي الإعاقة في المؤسسات والشركات التى شملها المسح، في حين كانت نسبة ذوي الإعاقات الذهنية ضئيلة.
وبحسب المشرفة على هذا المسح في الإسكوا مهريناز العوضي، فإن نوع الجنس هو أيضًا من العوامل الأساسية عند توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يمثل الذكور ثلاثة أرباع الموظفين ذوي الإعاقة في المؤسسات والشركات التي شملها المسح، بينما لا تمثل النساء إلا الربع منهم. وأضافت أن هذا دليل واضح على التمييز المُضاعف الذي تواجهه النساء ذوات الإعاقة بسبب الصور النمطية والممارسات السائدة.
وتقدّم الورقة توصيات وحلولًا عمليّة يمكن أن تساهم في إزالة بعض الحواجز أمام توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، وفي مقدّمتها الحواجز الثقافية، من خلال نشر التوعية بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز ثقافة التنوّع والشمول.
وشددت العوضي على ضرورة تطبيق الإصلاحات في الأنظمة القانونية والسياساتية، وتعزيز التنسيق بين مختلف الجهات المعنية بإعمال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مثل المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، وتأمين التجهيزات اللازمة في بيئة العمل، ما يضمن شمول الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل والمجتمع بشكل عام.
يرجى الضغط هنا للاطّلاع على الورقة.