بمناسبة يوم الفداء، استشهاد مؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي أنطون سعاده، وذكرى شهداء الضنية أقامت منفذية الضنية في “القومي” احتفالا حاشدا في ملعب بلدية قرية السفيرة حضره وفد مركزي من قيادة الحزب ضم كلا من المندوب المركزي – عضو المجلس الأعلى جورج ديب، عضو المجلس الأعلى عبد الباسط عباس، عميد الثقافة والفنون الجميلة د. كلود عطية، العميد ساسين يوسف، إلى جانب منفذ عام الضنية منهل هرموش وأعضاء هيئة المنفذية، ومنفذ عام عكار أحمد السبسبي وعدد من مسؤولي الوحدات الحزبية.
وشارك في الإحتفال رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، أمين فرع شمال لبنان في حزب البعث العربي الإشتراكي جلال عون، أمين سرّ فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة “فتح” في شمال لبنان مصطفى أبو حرب، عضو اللجنة المركزية ومسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في شمال لبنان أبو عدنان عودة، سكرتير حزب الشعب الفلسطيني في شمال لبنان أبو وسيم مرزوق، عضو اللجنة المركزية لحركة الإنتفاضة الفلسطينية العميد يوسف حمدان، رئيس بلدية السفيرة علي حسون وأعضاء مجالس بلدية، رئيس رابطة مخاتير الضنية ضاهر أبو ضاهر، براء أسعد هرموش وعدد من المخاتير، ورجال دين وحشد من القوميين والمواطنين.
استهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني والنشيد الرسمي للحزب السوري القومي الإجتماعي.
عرّف الاحتفال الأمين أحمد علي حسن وتحدث عن معاني يوم الفداء والوفاء.
كلمة رئيس بلدية السفيرة
ألقى رئيس بلدية السفيرة علي حسون كلمة فقال: نلتقي اليوم في بلدتنا السفيرة، وتجمعنا الدماء الزكية التي بذلها القوميون من أبناء الضنية مقتدين بالشهيد القدوة – مؤسس حزبهم وباعث النهضة الزعيم أنطون سعاده.
وأشار رئيس بلدية السفيرة إلى الحادثة الأليمة التي حصلت في منطقة القرنة السوداء ونتج عنها خسارة شابين من آل طوق، وقال: إننا إذ نعزي ذوي الضحيتين، ندعو الدولة اللبنانية بكل أجهزتها إلى إيلاء هذه المسألة اهتماماً استثنائياً توصلاً لمعرفة المجرمين وسوقهم إلى العدالة لينالوا العقاب الرادع
وختم كلمته موجها التحية إلى الذين افتدوا هذه الأرض بأرواحهم، وفي مقدمتهم شهداء الحزب السوري القومي الإجتماعي من أبناء الضنية ومن كافة المناطق على امتداد الأمة. والتحية موصولة إلى شهداء الجيش اللبناني وشهداء المقاومة.
كلمة رئيس المركز الوطني في الشمال
وألقى رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير كلمة قال فيها: في الثامن من تموز بما يحمل من أصدق معاني الفداء، وأرقى دلالات التضحية، وأسمى درجات الإيثار، نجد أن بلادنا تتعرّض لضغوط من كل حدب وصوب، وتزداد يوماً بعد يوم. ففي الوقت الذي يسعى فيه العديد من المخلصين إلى اجتراح الحلول بهدف انتشال لبنان من وضعه غير الطبيعي، نجد في المقابل مَن يطرح علينا ما يعمّق من أزمتنا، ويسعى إلى تقسيم لبنان متلطياً خلف عناوين الفدرالية.
وشدّد الخير على ضرورة تحقيق الإنماء المتوازن، وأن تحظى كافة المناطق المحرومة بالاهتمام اللازم من الدولة ومؤسساتها حرصاً على العدالة بين أبناء الوطن الواحد. إلا أن ذلك لا يبرره اللجوء إلى مشاريع تقسيمية قديمة – جديدة سبق للبنانيين أن قالوا كلمتهم بخصوصها، وحسموا خياراتهم باتجاه ترسيخ وحدة البلاد والحفاظ على قوتها وكرامتها.
وأكد الخير: الشغور في سدة رئاسة الجمهورية لم يعد مقبولا ودعا إلى انتخاب رئيس للبلاد، يتمسك بثوابت وحدة لبنان وقوة مؤسسات الدولة فيه، وحريص على احتضان المقاومة بما تشكله من عنصر قوة أساسيّ للبلاد، وقادراً على ترسيخ علاقات لبنان مع محيطه القومي لا سيما سورية.
وقال الخير: لم يكفِ البلاد ما تمرّ به من أزمات، حتى أطلت الفتنة برأسها من “القرنة السوداء” في محاولة لتفجير الوضع بين أبناء الوطن الواحد. إننا إذ نتقاسم آلام المصاب الجلل الذي لحق بأبناء شعبنا من آل طوق، نطالب الدولة اللبنانية بكافة أجهزتها الأمنية، وتحت إشراف القضاء المختص، ببذل كل ما يتطلّبه الأمر من جهود لتوقيف الجناة.
كلمة البعث
كلمة حزب البعث العربي الإشتراكي ألقاها أمين فرع شمال لبنان جلال عون فأشار إلى أن فلسطين في فكر الزعيم سعاده المقاوم وفي مبادىء حزبه، هي جوهر القضية القومية، وأن المقاومة هي خيار اساسي واستراتيجي من أجل فلسطين. لقد قاومنا المحتل الاسرائيلي في لبنان وقاومنا الإرهاب في سورية وقاومنا مشروع الهيمنة في العراق وواجهنا المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي… وليست صدفة أن يحتضن تموز، ذكرى حرب تموز وذكرى استشهاد سعاده وذكرى استشهاد ثلة من المقاومين الشرفاء في الضنية.
وأضاف: نجتمع اليوم من ذكرى استشهاد سعاده لنؤكد على صوابية دعوته للتخلص من الطائفية البغيضة، ونحن مطالبون كاحزاب قومية ووطنية أن نقوض النظام الطائفي الذي بسببه وصلنا إلى ما وصلنا إليه، من وضع اقتصادي مترد وأزمات على الصعد كافة.
وختم عون مؤكداً على عمق العلاقة بين حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي والتي تعمدت بالدماء في معركة دحر الارهاب واسقاط مشروع تقسيم سورية، هذه المعركة التي خضناها معاً إلى جانب الجيش السوري وقيادة الرئيس القائد الدكتور بشار الأسد.
كلمة فصائل منظمة التحرير
كلمة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سرها وأمين سر حركة فتح في شمال لبنان مصطفى أبو حرب الذي تحدث فيها عن الشهيد أنطون سعاده صاحب الفكر القومي، الذي كان يسعى دائمًا إلى توحيد الأمة.
وتطرق إلى معركة جنين البطولية التي سطر فيها أبناء الشعب الفلسطيني أروع ملاحم التضحية والفداء، حيث استطاعوا بصمودهم هزيمة جبروت الجيش الصهيوني الذي لا يُقهر، مشيرًا إلى أن ذلك أنموذج للعمل الفلسطيني المقاوم الذي نشأ منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية ولن تنتهي فصوله حتى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني.
وأشار أبو حرب إلى أن لبنان المتعافي هو قوة لفلسطين، مؤكدًا رفض الشعب الفلسطيني لكل مشاريع التوطين والتهجير أو الوطن البديل.
كلمة تحالف القوى الفلسطينية
كلمة فصائل التحالف الوطني الفلسطيني ألقاها عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أبو عدنان عودة الذي أشار إليى أنه منذ العام 1949 حتى هذه اللحظة تستمد هذه الثورة فكرها وعقيدتها من روح سعاده. وقد برز ذلك جليّا خلال فترة اجتياح العدو الصهيوني للبنان في العام 1982، حيث خُضنا وإياكم المقاومة.
واشار عودة إلى أنّ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أستمرت على نهج المقاومة، ونتيجة دورها في دعم إنتفاضة شعبنا المقاوم داخل فلسطين المحتلة والاشتراك ميدانياً الصعد كافة، جرى استهدافها واغتيال قادتها ومنهم الشهيد القائد جهاد جبريل. وهنا نسجل لرفقاء السلاح في الحزب السوري القومي الإجتماعي عملهم البطولي في كشف خلية الخنفساء المجرمة التي نفذت جريمة الاغتيال الموصوفة.
أضاف: لقد تابعنا المسيرة سوية نحن ونسور الزوبعة وكافة فصائل المقاومة، ووضعنا أكتافنا إلى أكتاف الأبطال في الجيش السوري، حيث قدمنا جميعا الشهداء في سورية من أجل أن ننتصر، وها هي اليوم سورية تنتصر.
وختم عودة: إن شعبنا الفلسطيني الصامد وفصائل المقاومة تستمد فكرها المقاوم وعزمها من شهيد الثامن من تموز أنطون سعاده. فها هو هذا القائد الزعيم يخلد في هذه المدرسة المجيدة التي استمرت وستستمر حتى تنتصر هذه الأمة.
كلمة منفذية الضنية
وألقى منفذ عام الضنية في الحزب السوري القومي الاجتماعي منهل هرموش كلمة المنفذية فأكد أن حزب سعاده باقٍ ومستمرّ، ينمو ويكبر، يتوسّع وينتشر.
أضاف: تجمعنا اليوم ضنية العز والكرامة لنضيء مشعالاً جديداً ينير طريقنا في سبيل وحدة المجتمع والأرض، التي من أجلها ارتقى شهيداً كل من الرفقاء علي محمد قاسم هرموش ومحمد علي كريم وجمال أحمد الكردي وغازي أحمد الرفاعي. لقد ارتقوا مقتدين بسعاده الشهيد، دون أن يمنّنوا الأمة أو المجتمع ببذلهم كل ما يملكون في سبيلهما. فهم المؤمنون حقّاً أن الحياة ما هي إلا وقفة عز فقط، فلماذا لا نقفها وننقل أسماءنا من سجلات العاملين في سبيل عزتها وكرامتها إلى سجلات الخالدين في وجدانها؟
وتابع: الثامن من تموز ليس مجرد تاريخ أو ذكرى، إنه في إيماننا عيد الفداء الذي يختصر كل تضحيات المقاومين ليصبح دم الشهيد هو حبر التاريخ.
وختم: التحيّة لأهلنا في جنوب لبنان وهم يقارعون جيش الاحتلال، التحية لأبناء شعبنا في جولاننا السوري وهم يرفضون هوية العدو ويصارعون في سبيل اقتلاعه من أرضنا، التحية لمنقذي شرف الأمة لمن خاضوا بالأمس معارك الشرف في جنين وفي كل بقاع جنوبنا السوري – فلسطين.
كلمة القيادة المركزية في “القومي”
وألقى عضو المجلس الأعلى في الحزب الأمين جورج ديب الكلمة المركزية، واستهلها بالحديث عن معاني المناسبة وقدوة سعاده.
ديب تحدث عن الحادثة التي حصلت في القرنة السوداء وذهب ضحيتها شابان من بشرّي فتوجّه إلى ذويهم بأحر التعازي، لافتاً إلى أن هذه الجريمة كادت أن تذهب بالمنطقة ولبنان إلى فتنة نعرف كيف تندلع ولا يمكن أن نعرف كيف تنطفئ وما هي الأثمان، لا لسبب إلا لأن نظامنا السياسي وتربية أجيالنا لا تقوم على أسس المواطنة والانتماء للوطن، يكونون فيه متساوين في الحقوق والواجبات، بل على أسس طائفية مناطقية مقيتة. وهنا وفي كل حادثة شبيهة بهذه الحادثة تتجلّى ضرورة نشر تعاليم ومفاهيم النهضة القومية الاجتماعية التي تكرس الانتماء للوطن وتسعى لقيام دولة مدنية لا طائفية.
واعتبر ديب أنه رغم هشاشة نظامنا الطائفي يستحضر البعض أفكارًا ومشاريع سياسية تقسيمية، يزيّنها البعض بعنوان اللامركزية الإدارية، ويصرّح البعض الآخر عنها علانيةً مطالبًا بنظام فدرالي والنقاء المذهبي المناطقي، أولم يجرب اللبنانيون الفدرالية الواقعية من قبل أمراء الحرب في مناطق التنازع، أولم تهدر الدماء وتسفك الأرواح في مناطق “الصفاء المذهبي”، ونحن في الحزب السوري القومي الإجتماعي نعلن صراحةً وعلى الملأ أننا كنا وسنبقى نرفض كل المشاريع التقسيمية الانفصالية وسنواجهها بكل الطرق والسبل المتاحة ونؤكد على وحدة لبنان شعبًا وأرضًا وحرصنا الدائم على سلامة شعبه وسلمه الأهلي ورفضنا المطلق لهذه المشاريع التي تضرب السلم الأهلي.
وذكّر بأن في فلسطين الأبية ومنذ أيام قليلة أعلنت جنين ومخيمها أنها العنوان والراية وأنها الطريق لتحرير فلسطين كل فلسطين من دنس الصهاينة المحتلين، عيونهم المؤمنة كسرت مخرز الجلاد، فإلى جنين وأهلها وإلى الشعب الفلسطيني المقاوم وإلى المقاومة الفلسطينية البطلة ألف تحية وسلام، تحية العز والافتخار، ونحن من الذين اعتنقوا العقيدة القومية الاجتماعية التي آمنت وعلمت أن الحياة كلها وقفة عز فقط. ونحن هنا في الضنية قريبون جدًا من المنية الأبية التي خرج منها الرفيق يحيا سكاف عميد الأسرى في سجون الاحتلال الذي شارك ورفاقة في إحدى العمليات البطولية الاستشهادية داخل فلسطين المحتلة، والقوميون الاجتماعيون مستعدون دائمًا لبذل الغالي والنفيس حتى تحرير فلسطين كل فلسطين!
وأكد ديب إن لبنان ليس جزيرة في محيط، بل هو مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بمحيطه الطبيعي، المشرق العربي والذي تعرّفه العقيدة السورية القومية الاجتماعية بالوطن السوري، ونحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي نؤكد على ضرورة نسج أفضل العلاقات مع محيطنا القومي وخاصة مع الدولة السورية لما فيه مصلحة الكيانين وأهلهما وإن معالجة الأزمات الطارئة أو العالقة من النزوح وترسيم الحدود البرية والبحرية لا تعالج إلا بأعلى درجات التعاون والتنسيق بين الحكومتين.