أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن “بعض اللبنانيين يحكم على بعض الأمور وفق “الطريقة اللبنانية المعروفة “، وأن الشاطر هو من ينال ما يريده ولو كسر مئة حاجز، وبالتالي هذا البعض يحكم على خطوات القوات اللبنانيّة تبعاً لهذا المفهوم، ورغم ذلك نحن لم ولن نلعب لعبة التشاطر في ظل الهدف الذي نبغى الحفاظ عليه”.
وقال في حديث عبر الـ”LBCI” في برنامج حوار المرحلة: “نحن لم نرفض الحوار فقط لمجرد الرفض بل “لحقنا الحوار على باب الدار” ولكن من دون جدوى، من هنا لا نريد تضييع وقت الناس سدىً. وذكّر أنه في العام 2006 “كنت قابض جد خبرية الحوار” وكنت أصدّق أنه حوار جديّ وعلينا تكثيف الجهود ووضع كل ثقلنا في هذا الإطار. أما اتفاق الدوحة “مكرهاً أخاك… “، كما أشير إلى أننا ذهبنا إلى الحوار في عهد الرئيس الأسبق ميشال سليمان كي لا يتهمنا الأخير بالمقاطعة”.
وأردف: ” نعيم قاسم ونبيل قاووق وهاشم صفي الدين يدعون باستمرار الى الحوار ولكن من لا يعرف حزب الله، يجب أن يعي من هو داعي الحوار وأهدافه، فحزب الله لم يتمكّن من التحاور مع حركة أمل، كما أن أكثر من حاور حزب الله كان الشهيد رفيق الحريري ونعلم ماذا حدث بعدها، وبالتالي هذا الحزب لم يكن يوماً من دعاة الحوار، باعتبار أن لديه صورة براغماتيّة وخطة معيّنة واضحة “ما بزيح عنا”.
واستطرد “نتقاطع مع بعض القوى السياسيّة على بعض الأمور، والسؤال البديهي: ما هو مضمون الحوار الذي يطالب به البعض؟ فحزب الله يغش الناس، إذ كان بإمكاننا إيصال مرشحنا خلافاً لما يدعي بأنه ليس باستطاعة فريقهم ولا فريقنا إيصال رئيس جديد للبلاد.
ولفت إلى أن إستراتيجيّة حزب الله وحلفائه تعتمد مقاربة “لا فريق يملك 85 صوتاً”، مستبعدةً الاحتكام إلى الآليات الدستوريّة في البلاد وبالتالي البعض يسعى إلى تحويل لبنان الى دولة كـ”أفغانستان” حيث القرار لدى العشائر والعائلات”.
ورداً على سؤال طالب رئيس القوات حزب الله بالتوقف عن تعطيل النصاب قبل الدعوة الى الحوار، مؤكداً أن القوات لم تعطّل يوماً النصاب ولا سيما في الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة.
أضاف: “هم يعطلون النصاب خوفاً، ونتمنى إعادة مشاهدة تسجيلات الجلسة حيث بدا جلياً أن البعض عمد الى التصويت والمغادرة فوراً من الجلسة لتعطيل الدورة الثانية، والفريق الآخر يصرف 99.9% من وقته للترويج الإعلاميّ الخاطئ بينما %0.01 ينجز أموراً إيجابيّة، بيدَ أن البعض يقول أن تركيبة النظام اللبنانيّ توافقيّ، وكل الأعراف التي أدخلها هذا البعض هي لتسهيل أمورهم”.
واستشهد بانتخابات الولايات المتحدة الأميركية حين وقع خلاف ألزمهم فتح دورات متتاليّة حتى انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب.
وإذ أكد أنه “من الواجب تسيير أمور البلد ضمن الآليّة الدستوريّة قبل الحوار، أعرب جعجع عن انفتاح نواب تكتل الجمهورية القوية داخل مجلس النواب مع الجميع، فرغم علاقتنا المقطوعة مع التيار الوطني الحرّ تقاطعنا معه على اسم جهاد أزعور”.
ورداً على تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري الأخير، علّق رئيس القوات “الله ياخد بيد بريّ ولودريان، والرئيس بري زعلان منيّ بطل صديقيّ”.
وأوضح أن غالبية فرقاء المعارضة ترفض الحوار بصيغته، فلو كانت نية حزب الله إنهاء الفراغ لكان التقى نوابنا في البرلمان، ولكان الرئيس بري قدّم أسماء، وحين دعانا البعض الى تسمية مرشحين، رفضوا ميشال معوّض وصلاح حنين وسواهم من الأسماء وأصروا على سليمان فرنجيّة، وهم يحاولون جاهدين إقناع المعارضة به”.
تابع: “فريق الممانعة يريد تعطيل العملية الانتخابيّة، فيما الغرب غير مقتنع وغير متحمسٍ للحوار والكلّ يعلم هذا الموقف، أما نحن فنرفض الرضوخ ونطالب بالعمل على أساس الدستور”.
ولفت الى أن “هذا الفريق يصادر القرار الاستراتيجيّ، فقد نتج بعد اتفاق الدوحة الثلث المعطل له، كما تولى وزارة المال…”.
ورداً على سؤال، ذكرَ جعجع أن “البطريرك مار بشارة بطرس الراعي دعا الى ثلاث دورات متتالية يتبعها الحوار، بينما نحن نؤيّد فتح دورات متتاليّة حتى انتخاب رئيس جديد للبلاد”.
وعن سبل الخروج من الفراغ، أجاب رئيس القوات: “زمطت زمطة 7 أيار مرّة، ولن تكرر، والبلد مش رح يمشي متل ما بدوا حزب الله، بدنا نمشي حسب الدستور”.
وعن موقف القوات من الحوار في حال دعت إليه جهة دولية، قال: “فليذهب حزب الله وحركة أمل وحلفاؤهم وليتحاوروا في ما بينهم، في ظل المؤشرات التي تؤكد على عدم رغبتهم بانتخاب رئيس، ولو لم ينسحب فريق الممانعة لكانت ارتفعت أصوات جهاد أزعور أقله 10 أصوات”.
وعن بعض الأسماء في السباق الرئاسيّ، قال جعجع: “اسم قائد الجيش جوزيف عون مطروح منذ بدء الانتخابات، وتأييدنا له ليس اتهاماً، لكن اليوم مرشحنا هو جهاد أزعور وما يهمنا الوصول الى انتخاب رئيس من خلال نيل أصوات إضافيّة، وفي حال عقدت جلسة انتخابية جديدة يحصل الأخير مرة أخرى على 59 صوتاً وفي الدورة الثانية يصبح رئيساً، ولوّ أنني لا اضمن جبران باسيل لكن الظروف ألزمته التصرف بهذا الشكل”.
وعن إسميّ زياد بارود ونعمة إفرام، أجاب: “للبحث صلة، اليوم مرشحنا جهاد أزعور”.
وعن اسم إبراهيم كنعان، أجاب: “نريد أسماء مقبولة لدى المعارضة التي تشكل 40 نائباً، أما تكتلّ الجمهورية القوية فيضم 19 نائباً”.
وعن جولة الموفد الفرنسي كشف جعجع أن “جان – إيف لودريان، حاول طرح اسم ثالث ونحن ننصحه بألا يتعذب بإعادة طرح الحوار، ولاسيما أننا قمنا بمشاورات جانبية بين مختلف أطراف المعارضة للتقاطع على أزعور، ونحن جاهزون لمشاورات جانبية للوصول الى اسم جديد في حال طرح، شرط أن يكون الاسم سياديّ”.
وتابع: “الانتخابات انتخابات ولا يمكنها أن تكون مبنيّة على حوارات، إلّا إذا كانوا يبغون تغيير المفاهيم السائدة”، لافتاً الى أن “اعتماد هذه الآلية السياسيّة أوصلتنا الى ما نتخبط به اليوم”.
ورداً على سؤال، شدد جعجع على أن “نفسُنا أطول بالانتظار”، كاشفاً عن أن القوات تفضل الشغور حتى الـ10 أعوام بدلاً من التصويت لمرشح حزب الله”.
وعن تخوّفه من امكانية فتح جبهة عسكريّة على الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة، ذكر أن “الخط الأزرق تم ترسيمه في أيار من العام 2000، والوضع مشابه في منطقة الغجر الجنوبية”، متسائلاً عما “حصل اليوم في 2023 ليتحرك هذا الملف؟”.
وتابع: “يقوم حزب الله بهذه المسرحيات لإقناع البعض بأنه ما زال مقاومة، وإذا كان الهدف البدء بترسيم الحدود اللبنانية مع إسرائيل فلنتفضل، أما في حال كان الموضوع يبغي إشعال الحدود فهذا موضوع آخر”.
ورداً على سؤال، رأى جعجع أن ميشال عون لو تصرف بحكمة عام 1988 لما وصلنا الى الفوضى، وكنا كرّسنا مناطقنا كمقاومة لبنانية، وعون هو من أوصلنا الى الفوضى باستخدامه الجيش في الداخل والخارج، وهو بيّ الطائف الفعليّ، وغياب السلاح مع باسيل يمنعه من إعادة كرة عمه”.
وأكد أن “المرشح الفعليّ لحزب الله كان منذ البدء سليمان فرنجية وخطوة تبّني ترشيح ميشال عون كان للحد من وطأة النتائج السيئة”.
وعن إمكانية إنشاء صيغة جديدة للنظام، اعتبر جعجع أن “أيَ طرح سيندرج في إطار اتفاق الطائف”، سائلاً: “هل وضعيّة الدولة في الوقت الراهن جيدة؟”، الجواب بسيط: “تركيبة الدولة “مش ظابطة” كما هي حالياً، ومن المفترض إعادة النظر بكل الأمور ضمن هذا الإطار، ولا نريد الطلاق ولبنان أصغر من أن يقسّم”.
ولفت الى أن “حزب الله وحركة أمل”، يكذبان الى حد النفاق باعتبار أنهما أكثر من ضرب الطائف، كما أن هذا الاتفاق لم يذكر مرّة واحدة كلمة المقاومة، لا بل حددّ دور الجيش اللبناني”.
وتوجه جعجع الى الرئيس بري قائلاً: “من غيّر مفاهيم الطائف؟ ومن تعدى عليه من خلال الثلث المعطل وعدم المداورة والمحافظة على حقيبة وزاريّة من هنا، والتمسك بالسلاح من هناك؟”.
جعجع الذي أعلن أننا “نريد نظام لا مركزية”، استبعد أي خوف أو خطر وجوديّ علينا، لكن يجب التفكير بوسيلة تعيد لبنان وطناً نستطيع العيش فيه بكرامة”، موضحاً أن “اتفاق الطائف أعطى كل فئة حقها بغض النظر عن الحجم، كما أقر المناصفة بين المسيحيين والمسلمين داخل مجلس النواب”.
وفي سياق آخر، أوضح جعجع أن “الأزمة اللبنانية انفجرت في 17 تشرين وبعد أشهر سنحيي الذكرى الرابعة لها من دون اتخاذ أي خطوة لجهة الإصلاحات، وبالتالي لا يمكننا الوصول الى مكان، في حال الإصرار على الاستمرار بالفوضى”.
وعن اتهام القوات بالمطالبة بإقرار نظام الفيدرالية، شدد على أن “أفضل الدول تسير في هذا النظام، وهي لا تناسبنا وحدنا، لا بل يجب أن تناسب الجميع، ونحن نطرح الصوت حصراً، ومشروع القوات اللبنانية يكمن في جمع كل الأفرقاء حول طريقة جديدة لإدارة البلاد”.
وعن ملف القرنة السوداء والخلافات العقارية في بعض المناطق اللبنانيّة، قال: “هذا ملف مختلف عن “كفرحونة” و”لاسا” وغيرهما من المناطق، ولم يكن هناك خلاف حول موقع القرنة السوداء جغرافياً، إذ منذ زمن تسمى بقرنة الشهداء”.
أضاف: “الأراضي الزراعية في بقاعصفرين تتوسع وبدأ البعض “يتوسع” من خلال سحب المياه من النسّافات في القرنة السوداء، علماً أن وزارة البيئة تمنع قانوناً الاستفادة من المياه الواقعة فوق الـ2.500 متراً، ولاسيما أن هذه المياه ستصبح في وقت لاحق مياهاً جوفية تفيد المناطق المجاورة جمعاء”.
وتابع: “قامت النائب ستريدا جعجع مطلع العام بالتواصل مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بغية اطلاع قيادة الجيش على الإفراز القانونيّ بسبب النزاعات على النسّفات، وفي هذا الصدد، زارت أيضاً جعجع قائد الجيش وطلبت منه تسريع الترتيبات اللازمة تجنباً لأي إشكال”.
وعن تحقيقات أحداث القرنة السوداء، لفت جعجع الى انتهائها و”هناك موقوفان من بشري، و9 من بقاعصفرين، ونحن بانتظار القرار الظنيّ، وقلبي مع بشري، وتصرف نائبيّ بشريّ كان جيّداً، في المقابل تصريح جهاد عبد الصمد القديم كان مضراً للغاية”.
وشدد على “ضرورة تواجد الجيش اللبناني في المحلّة، الى أن يصدر القاضي العقاري قراره”، مثنياً على حكمة أهالي بشري، فلولا تصرفهم المسؤول لكانت الأمور مختلفة تماماً من حيث النتيجة، جازماً أن “أهالي الضحايا يعرفون شعورنا وظهرت هوية القاتل ونحن نساعد لكي يأخذ الجاني جزاءه”.
وعن تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان المركزيّ، قال جعجع: “يمكن أن تلعب حاكمية مصرف لبنان دوراً إيجابياً بين 10 الى 30% للشعب اللبناني”.
وأوضح رئيس القوات أنه في “المبدأ ودستورياً لا يحق لحكومة تصريف الأعمال تعيين حاكم جديد، ولكن في حال كانت خطوة تعيين شخصية كفؤة ستخفف على عاتق اللبنانيين، فلا مانع، في ظل غياب الانفراج الرئاسيّ”.
أضاف: “بين القانون والحق نحن بالتأكيد نميل الى الحق، وإذا كان التعيين على صورة المنظومة الحاكمة فنحن نرفضه، ولن تؤمن القوات اللبنانيّة الغطاء المسيحيّ لتعيين حاكم جديد”. أما ما يشاع عن ضغطٍ أميركيّ مُورس علينا للسير بكميل أبو سليمان حاكماً جديداً فهذا أمر غير صحيح”.
وأعلن أنه “في حال استقال نواب الحاكم، يجب أن يعلموا أن رغم استقالتهم سيتسلم وسام منصوريّ البنك المركزيّ”.
واستطرد: “لا يخيفنا أحد كمسيحيين في ما خص التلويح بخسارة أي موقع مسيحيّ، ورياض سلامة احترق، وهو ومنصوري ينتميان الى نفس المدرسة الماليّة، ومن الواجب العمل عل أساس النقد والتسليف، كما أن منصوري ملزم التسلم حسب الآليّة”.
وعن علاقة جعجع برئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي أعلن أن “تيمور جنبلاط تسلم الرئاسة منذ أسابيع وسنتواصل معه عند كل استحقاق”.
وعن العلاقة مع رئيس الكتائب قال: “كل يوم في حكي مع الشيخ سامي وهو على أفضل حال معنا”.
أما عن علاقة معراب بميرنا الشالوحيّ، أوضح أن “علاقتنا بالتيار الوطني الحرّ مبنيّة على تجربة سابقة، فيما علاقتنا بالاعتدال الوطني عاديّة، وهناك تعاون مقبول به مع بعض التغييرين، وبالتالي المطلوب انسجام سياسي مع الأطراف داخل مجلس النواب قبل كل استحقاق انتخابي”.