انتقد رئيس “هيئة الدفاع عن حقوق بيروت” المحامي صائب مطرجي بشدة “تقاعس معظم النواب المسلمين السنّة وتخاذل بعضهم، عن تلبية الاستجابة لنداء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي وجهه لهم بشكل مباشر في رسالة السنة الهجرية، بوجوب توحيد صفوفهم من الاستحقاقات الدستورية والميثاقية والوطنية، لإنقاذ لبنان وموقعي رئاسة الجمهورية والحكومة من الضياع والزوال والفوضى التي يسعى إليها البعض بكل ما يملك من قوة”.
وقال المحامي مطرجي في بيان له اليوم: “إن نداء مفتي الجمهورية ليس نداء طائفياً ولا مذهبياً على الإطلاق، بل هو دعوة لبنانية وطنية بامتياز، وبالتالي فإن نداءه ليس للترف السياسي أو عظة دينية لقيام النواب السنّة بواجبهم الوطني والأخلاقي التاريخي، بل هو بمثابة إنذار أخير للقيامهم بأوجب واجباتهم الحصرية في العمل على إنقاذ البلد والطائفة من الزوال، وللحفاظ على الدستور واتفاق الطائف والميثاقية الوطنية التي يتميز بها وطننا، ولحماية وصون المكتسبات الوطنية التاريخية التي دفعنا أغلى الأثمان في تحقيقها والدفاع عنها”.
أضاف: “إن هذا الموقف التاريخي المشرف ليس غريباً عن مفتي الجمهورية المؤتمن والحريص ليس فقط على وحدة الطائفة السنية في لبنان، بل الحريص على وحدة جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، لما فيه خير لبنان ومستقبل أبنائه وتعزيز عيشهم المشترك وتكريس لبنان الدولة وانتظام مؤسسات الشرعية”.
وقال: “إن مجرد إطلاق المفتي دريان هذه النداء، هو إدانة لمعظم لنواب السنّة بالتقصير والتخاذل عن القيام بدورهم، وإذا كانوا يتذرعون بالفراغ السياسي، فهم سياسيون بامتياز وليسوا أعضاء في جمعية “الحبل بلا دنس”، وذريعتهم المخزية إقرار ضمني بأنهم فاشلون ومقصرون ومتخاذلون، وأن وجودهم في هذه المرحلة عار على السياسة، وأنهم شهود زور، ويشكلون خطراً حقيقياً على مصير الطائفة السنية في لبنان، والأشرف لهم الاعتزال والاستقالة وعدم تحميل أنفسهم مسؤولية الفشل التاريخي”، مطالباً جميع النواب السنّة بالاستجابة الفورية لدعوة سماحة المفتي، والاجتماع فورا تحت قبة دار الفتوى، إذ من المرفوض بشكل قاطع أن تكون دعوته صرخة في واد من دون أي صدى، ولا يجوز في بلد مثل لبنان متعدد الطوائف والمذاهب مثل لبنان إن يخرج الرئيس الديني للطائفة وفي لحظة تاريخية وجودية حرجة، وفي ظل فراغ سياسي مريب، أن تهمل دعوته بعد أربعة أيام من إطلاقها بهذه الطريقة المعيبة من النواب المعنيين وكأنهم غير معنيين بها، فعليهم المبادرة فوراً لملاقاته في منتصف الطريق، والقيام بأقل واجباتهم تجاه وطنهم وطائفتهم ومن يمثلون، فهذه الدعوة استكمال لما بدأه سماحته بجمع النواب السنة باللقاء التاريخي في دار الفتوى، ووضعهم أمام مسؤولياتهم التاريخية والوطنية والأخلاقية، وهي دعوة مباشرة ونداء أخير، لأن السكين لم تعد فقط على رقبة الوطن، إنما أصبحت على رقبة المسلمين السنّة، والطائفة الإسلامية السنية هي الطائفة الأكبر في البلد، وتتمتع بالعمق العربي والإسلامي في المنطقة، وهي ركن أساسي في تكوين لبنان واستقراره وأمنة، وإذا كان استنكاف جهة وازنة عن العمل السياسي، أحدث كل هذه الفجوة، فكيف بغياب أو زوال هذه الطائفة برمتها عن المشهد السياسي؟، وعندها لن يكون للبنان مقدرة على النهوض من كبوته، ولن يكون هناك لبنان الوطن السيّد الحرّ العربي المستقبل الذي يعرفه الجميع، وسيكون النواب الحاليون هم في أقلّ توصيف المتخاذلين في مواجهة هذا المصير المشؤوم، ويتحملون مسؤولية تضييع الطائفة وحقوقها المكتسبة، وهذا ما لن نقبل به على الإطلاق، ولن يكون هناك مجرد شجب كلامي لهذا التخاذل، بل سيكون تحرك عملي لوضع الأمور في نصابها، واضعين أنفسنا وإمكاناتنا بتصرف سماحة المفتي لإنقاذ لبنان والطائفة السنية من الزوال المحتوم”.