* لوقف بعض المؤسسات العالمية عن اغراق اسواقنا ومساعدة منتجاتنا بالدخول الى اسواق أوروبا
استضافت جمعية الصناعيين اللبنانيين ورشة عمل حول المرحلة الثانية من مشروع سوليد الذي ينفذ بالتعاون مع BUSINESSMED، وبدعم من الاتحاد الاوروبي لتعزيز الحوار الاجتماعي في جنوب المتوسط. وتستهدف المرحلة الثانية ست مجموعات هي: النقابات العمالية، منظمات اصحاب العمل، منظمات المجتمع المدني، المجالس الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والمجالس والجماعات المحلية والجمعيات المهنية.
شارك في اللقاء رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين سليم الزعني رئيس المجلس الإقتصادي الإجتماعي شارل عربيد، رئيسة BUSINESSMED جيهان بوطيبة، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، رئيس تجمّع رجال الأعمال اللبنانيين نيكولا بو خاطر ممثلة الاتحاد الدولي للنقابات هند بن عمار، منسقة شبكة القطاع الخاص ريما فريجي، وعدد من أعضاء مجلس ادارة الجمعية.
بداية رحب الزعني بالحضور وشكر Businessmed على تنظيمها هذا اللقاء في مقر الجمعية وبالتعاون معها. وقال “ينعقد هذا اللقاء حول موضوع اساسي وهو الحوار الثلاثي الاطراف بين اصحاب العمل والعمال والمجتمع المدني، ودوره في تعزيز العمالة على الصعيد الوطني، خصوصا لما للوضع الاجتماعي من تحديات اساسية ادت الى ثورات وفي بعض الاوقات الى ركب موجة التطرف التي تشغل المجتمع الدولي”.
وإذ قال الزعني “اننا نؤمن بأن الاقتصاد المستدام يبنى على قواعد متينة اساسها تماسك اقتصادي اجتماعي”، أكد إيلاء جمعية الصناعيين الحوار الاجتماعي اهمية قصوى ونتواصل مع شركائنا في الانتاج باستمرار، في اطار من التعاون الايجابي البنّاء، خصوصا في هذه المرحلة بغية الحفاظ على عمالنا اولاً ثم على مؤسساتنا، وكذلك من أجل الحفاظ على الامن الاجتماعي”.
ولفت الزعني الى أن القطاع الصناعي اللبناني يأتي بعد الدولة في تأمين فرص العمل للشباب اللبناني، مشيراً الى أنه خلال الازمة الحادة التي تضرب البلاد سجل القطاع الصناعي اقل نسبة هجرة عمالة لبنانية تراوحت بين 1 و2%، فيما سجل انشاء عدد لا بأس به من المصانع والتوسع في خطوط الانتاج مما ادى الى خلق وظائف جديدة للبنانيين. كما ان القطاع اخذ المبادرة بزيادة اجور العاملين فيه بما يتناسب مع قدرة كل مصنع من دون انتظار اقرار ذلك بشكل رسمي.
وحيا الزعني روح المسؤولية التي تحلى بها “شركاؤنا في الانتاج في الظروف الصعبة التي مرّ بها اقتصادنا”، مثمناً العمل الدؤوب الذي يقومون به في ظروف اقتصادية ومالية صعبة لم يعرف العالم مثيلاً لها منذ اكثر من قرن، تفاقمها المنافسة غير المشروعة التي تتعرض لها مؤسساتنا من المؤسسات العائدة للنازحين.
وناشد الزعني “شركاءنا في الشمال، وفي اطار الشراكة المتوسطية الى زيادة المبادرات التي تهدف الى تعزيز قدرات مؤسسات الجنوب والعاملين فيها اولاً عبر اطلاق برامج حول التدريب المهني، وثانياً عبر وقف بعض المؤسسات العالمية عن اغراق اسواقنا بحيث يزداد الضغط على ايجاد فرص عمل للشباب مما يدفعهم للهجرة الى اوروبا”، متمنياً المزيد من التعاون على مستوى الجنوب.
وختم الزعني بشكر BusinessMED وبرنامج SOLID والمجموعة الاوروبية لعقد هذا الحوار، مناشداً باسم فرقاء الحوار الثلاثة العمل على مساعدة مؤسساتنا المحلية أيضا” بالدخول الى الاسواق الاوروبية وبتقديم التحفيزات والاجراءات التي تقدمها لبلدان اخرى، كي نرفع حقاً تحدي خلق فرص عمل في بلداننا ونوقف تدفق طاقاتنا الشبابية الى الشمال”.
عربيد
ثم كانت كلمة لعربيد أمل فيها ان يكون هذا الحوار فعالا وأن يؤدي الى رسم سياسيات وخطط تترجم بالقوانين المطلوبة، عارضاً لبعض التحديات الاقتصادية لاسيما منها انخفاض الاجور وغياب التقديمات الاجتماعية وبالتالي غياب العدالة الاجتماعية في ظل واقع اقتصادي منهك.
ثم تطرق عربيد الى المنافسة غير الشرعية للعمالة اللبنانية والمتأتية خصوصا من النازحين السوريين كما تحدث عن أزمة الوجود السوري ووقعه على الاقتصاد والمجتمع اللبناني، متمنياً ان يقدم برنامج solid حلولا عملية، ومطالباً دول حوض المتوسط بالوقوف الى جانب لبنان.
الاسمر
بدوره، حيا الاسمر حس الحوار القائم بين اطراف الانتاج وبرنامج solid ونوه بالحوار الذي يحصل المجلس الاقتصادي الاجتماعي الذي بدأ يعطي نتائج جيدة نتيجة التعاون القائم بين اطراف الانتاج. واشار الى ان الاجتماعات التي تحصل في لجنة المؤشر يسودها ايضا روح من التعاون واصفا اياها بالمثمرة.
واعتبر الاسمر ان القطاع الخاص اللبناني هو نموذج للاقتصاد الناجح لاسيما القطاع الصناعي، داعيا الى دعم الصناعة اللبنانية لانها تؤمن فرص عمل للكثير من اللبنانيين. ولفت الى ان القطاع الصناعي بدأت بالتأقلم مع الواقع الاقتصادي الجديد وهو اول من بادر الى دفع جزء من رواتب عماله بالدولار مع بدل نقل. وختم بالتأكيد: لا سبيل امامنا الا الحوار المثمر.
بن عمار
من جهتها، تحدثت بن عمار عن مشروع solid الممول من الاتحاد الاوروبي والذي يضم في مرحلته الاولى حوارا بين ثلاث بلدان هي المغرب وتونس والاردن اما اليوم في المرحلة الثانية فسيتوسع هذا الحوار ليضم لبنان وفلسطين والجزائر. وركزت على ان الهدف من هذا الحوار الوصول الى ميثاق وطني في كل دولة ليتم في المرحلة الاخيرة من المشروع انشاء ميثاق موحد لدول جنوب حوض المتوسط يتم الانطلاق منه لفتح حوارات مع دول شمال حوض المتوسط ودول الاتحاد الاوروبي. ونوهت بأهمية المجالس الاقتصادية والاجتماعية في الدول المتوسطية، والتنمية المستدامة والحوارات الاجتماعية بين اصحاب العمل والعمال والمجتمع المدني.
بوخاطر
من جهته، تحدث بو خاطر عن ازمة القطاع العام وغياب الحلول وشدد على ان المطلوب حماية القطاع الخاص الشرعي من منافسة الاقتصاد غير الشرعي. وأكد ان عدم استقرار لبنان سيؤثر على محيطه المتوسطي كذلك اثار أزمة النزوح السوري وتداعياته على الاقتصاد اللبناني، لا سيما الاقتصاد الشرعي منه. ودعا بو خاطر الى اعادة هيكلة بعض القطاعات مثل الكهرباء، مؤكداً الحاجة لحلول سريعة منعا للانهيار. وتحدث عن حاجة القطاع الخاص اللبناني لمساعدة القطاع الخاص الاجنبي لا سيما لجهة التمويل.
عبود
ثم كانت كلمة لعضو مجلس ادارة الجمعية وممثلها في businessmedدانيال عبود أشار فيها الى ان برنامج “سوليد” يعلّم آلية الحوار لتصبح ثقافة عمل على الصعيد الوطني وعلى صعيد المؤسسات. وقال: ان الحوار في مشروع سوليد يساعد على تعزيز الثقة وهو كان بناءا ويهدف الى الوصول الى نتائج بأسرع الطرق.
ثم دار حوار بين الحضور حول البرنامج وأهميته في ارساء ارضية مناسبة لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة.