ثمنّ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الجهد الفرنسي، مؤكدًا أن فرنسا ليست مسؤولة عمّا يحصل في لبنان إنّما يجب أن تدرك الواقع والمسار الذي نحن فيه عندما تريد القيام بمبادرة بنية صافية، مشددًا على أننا لن نقبل ببقاء تسليم المؤسسات لحزب الله ولن نقبل بأن يكون ثمن انتخاب رئيس الاستسلام لحزب الله.
وأكّد الجميّل أننا بحاجة لتطمين وإلّا نعتبر المسار انقلابيًا لا يمكن إلّا أن يؤدي إلى سيطرة حزب الله على القرار السياسي في لبنان، واصفًا أي حوار خال من تطمين حقيقي لضحايا العمل الانقلابي الذي يقوده حزب الله بأنه تكريس لانتصار الجلّاد على الضحية.
كلام رئيس الكتائب جاء بعد استقباله الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في بيت الكتائب المركزي في حضور النائبين نديم الجميّل والياس حنكش، عضو المكتب السياسي جويل بو عبود ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب مروان عبدالله.
وقال الجميّل: “عبّرنا عن موقفنا من الأزمة التي يمرّ بها البلد والرسالة الأساسية هي أننا نعتبر أن المؤسسات والنظام الديمقراطي رهينة السلاح والاستقواء وطالما هذا الواقع موجود فالإستحقاقات مضروبة من أساسها”.
أضاف: “بعد 9 أشهر من التعطيل خلق حزب الله “أمر واقع”، ووضع علامات استفهام كبيرة على كل العملية الديمقراطية وأصبحت عملية فرض أمر واقع، ومنطلقات جديدة في الانتخابات الرئاسية بقوة السلاح والتعطيل.
ولفت الجميّل إلى أننا عبّرنا للموفد الفرنسي أننا تقدمنا كمعارضة بخطوة حوارية بمجرد أننا رشحنا جهاد أزعور واتفقنا مع ميشال معوض على الانسحاب من السباق الرئاسي، ونعتبر هذه الخطوة حوارية.
وتابع الجميّل: “نعتبر أن الحوار الذي أطلقته المعارضة هو حوار علنيّ، وقوبلت مبادرتها برفض تام وبالتخوين والتهديد والتعطيل، كما قوبلت بأن رئيس المجلس أوقف الدعوة الى جلسات انتخابية منذ 3 أشهر وبالتالي هذا كان جواب حزب الله على مبادرتنا وعلى ذهابنا الى منتصف الطريق بدلاً من أن يلاقينا إلى منتصف الطريق، وما زلنا في مكاننا، لذلك نعتبر أن من المفترض أن يلاقينا حزب الله الى منتصف الطريق اذا اردنا الكلام بالرئاسة ولكن لدينا قناعة بأن الحزب ينتهج منطق الاستقواء والفرض والاستيلاء على المؤسسات وعلى الديمقراطية وعلى البلد”.
وناشد الجميّل الدول الصديقة أن تتفهم الواقع الذي نمرّ به وأن تساعد لبنان على أن يُحرّر نفسه من هذا الواقع، وأن لا تضع الجلاد والضحية بالمرتبة نفسها، معتبراً أنه لا يمكن أن يكون من يُهدّد ويقتل بنفس مستوى من يعاني من التعطيل والإغتيال، لذلك لا نستطيع أن نجمعهم على الطاولة نفسها وكأنهم متساوون.
وأشار إلى أن هناك فريقًا يتمسك بالنظام الديمقراطي وبدولة القانون ويحترمه وآخر لديه ميليشيات مسلحة تعتدي على الناس وتسيطر على القرار السياسي في البلد وتأخذه رهينة وهذا هو الواقع الذي عبّرنا عنه.
وشدد الجميّل على أن أي حوار ليس فيه تطمين لضحايا العمل الانقلابي لحزب الله هو تكريس لانتصار الجلاد على الضحية.
وكرر: “نحن بحاجة لتطمينات وإلا اعتبرنا المسار انقلابيًا لا يمكن إلّا أن يؤدي إلى سيطرة حزب الله على القرار السياسي في لبنان”.
وثمّن الجميّل الجهد الفرنسي، معتبراً أن فرنسا غير مسؤولة عما يحصل في لبنان، إنما يجب ان تدرك الواقع والمسار الذي نحن فيه عندما تريد القيام بمبادرة بنية صافية، جازماً عدم القبول ببقاء المؤسسات رهينة حزب الله وأن يكون ثمن انتخاب رئيس الاستسلام له.
وتمنّى الجميّل أن يأخذ لودريان الملاحظات وهو في مرحلة بلورة المبادرة التي سيقوم بها وهي توافقية لكن يفكر بترجمتها عمليًا، وان تأخذ الترجمة كل الملاحظات والمخاوف وأن يكون هناك تطمين حقيقي للمعارضة وليس تطميناً لمن يعطل البلد ويسيطر عليه ولديه ميليشيا وسلاح ومتهم بالقتل هنا وهناك.
وتابع: “لا يمكن أن تنقلب الآية وتصبح المشكلة عندنا فهي ليست كذلك فنحن نؤَمّن النصاب ونحضر كل الجلسات ولا نتعدى على سيادة لبنان ونلتزم الدستور لكن يحاولون قمعنا والسيطرة على قرارنا وقرار البلد”.
وختم الجميّل قائلاً: “نريد مبادرة متوازنة تُعطي كل التطمينات لفريق المعارضة”.
وعن مبادرة بري الحوارية قال الجميّل: “أولا نحن لا نعرف ما هي هذه المبادرة ولا يريدون تسميتها حوارًا ولا نعرف الآليات التي ستعتمد ومن سيُديرها وقد تبين أن ليس بري من يديرها وهذا ما فهمناه الآن مضيفًا: “بري طرف في المعركة ومدير حملة أحد المرشحين وبالتالي لا يمكن أن يدير حوارًا وإن لم يكن هو فلننتظر لنرى من سيدير الحوار وجدول الأعمال ومضمونه وبأي استعدادات سيأتي الفريق الآخر، هل بالمنطق نفسه أي هو باق في مكانه ويريدنا ان نأتي اليه إن كان الأمر كذلك فلن نأتي، لأننا سبق وذهبنا الى منتصف الطريق فليأتِ هو إلى منتصف الطريق”.
وختم رئيس الكتائب: “لن نعطي موقفًا من أمر غامض وعندما تتوضح الصورة نتخذ الموقف المناسب”.