كتب – علاء حمدي
أكدت الدكتورة ليلي الهمامي – الخبيرة السياسية التونسية واستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن ، أن مدينة القيروان التونسية تحتضن المهرجان الدولي للمولد النبوي الشريف كل عام حيث جرت العادة أن تتبادل الأسر القيروانية أطباق “العصيدة” و”الزقوقو” و”المقروض” الشهية في ما بينها تمتينا لصلة الرحم واللحمة الاجتماعية في هذه المناسبة.
وأشارت الهمامي الي استقبال مدينة القيروان مئات الألاف من الزوار من تونس وبلدان عربية في يوم الاحتفال بالمولد، منهم طلبة الجامعات الذين يقضون عطلة منتصف العام الدراسي، بالتزامن مع الاحتفال بالمولد ومنهم من يعود من الخارج ومنهم العاملون خارج المدينة ويعودون لقضاء العطلة مع أسرهم. ويحتضن جامع عقبة بن نافع، أحد أقدم المساجد في شمال أفريقيا، احتفالية المولد التي تشمل تلاوة للقرآن الكريم ومحاضرة في السيرة النبويّة والإعلان عن نتائج مسابقة حفظ الأحاديث النبويّة. عادات وتقاليد مدينة القيروان .
وأضافت الهمامي ان أهل وسكان مدينة القيروان تمتلك عادات خاصة تميزهم عن غيرهم، وهي عادات توارثوها جيلاً بعد جيل مرتبطة بالتقاليد العربية والإسلامية والتي تختلف بطابعها المميز عما هو موجود في بقية المدن التونسية الأخرى، كما تظهر هذه العادات بشكل واضح في المناسبات والأعياد، إذ يتميز أهل القيروان باللباس التقليدي المكون من الجبة، والبرنس، والعمامة، ويرتدي القيرواني هذا الزي في المناسبات الدينية والأعياد،
ومن الجدير ذكره أن المولد النبوي الشريف يعد أهم هذه المناسبات، وله ميزة خاصة عند أهل ولاية القيروان حيث يعود الاحتفال فيه إلى ما قبل القرن الماضي، فيقوم سكان المدينة بإعداد طبق خاص يسمونه العصيدة ويترافق إعداده بمراسم احتفالية وذلك عن طريق استقبال الناس في مختلف مساجد القيروان وزواياها وخاصة الجامع الكبير.
وتلألأت الأنوار في مدينة القيروان التونسية في عرض صوتي وضوئي ضخم يحاكي السيرة النبوية العطرة، ليبث مهرجان المولد النبوي الشريف الذي تحتضنه المدينة أجواء روحية راقية بين أكثر من 600 ألف زائر توافدوا من تونس والبلدان العربية المجاورة، وحضروا احتفال هذه السنة بالمولد النبوي. وتواصلت الاحتفالات ، لتحول المدينة ذات التاريخ الإسلامي العريق إلى عاصمة للمشاعر الدينية والإحساس الروحي الراقي. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة عدداً من المعارض التجارية المرتبطة بأجواء المولد النبوي الشريف، والمسابقات والمحاضرات الدّينية، علاوة على محطات موسيقية في مجال الإنشاد الصوفي.
وفي المدينة العتيقة بالقيروان، تختلط المساجد العتيقة (أهمها مسجد عقبة بن نافع)، والمقامات (أهمها مقام الصحابي أبو زمعة البلوي المعروف لدى التونسيين بسيدي الصحبي)، وتحتفظ المدينة بزخارف الأبواب والقباب والأزقة والأقواس ما يعطي للقيروان بهجة إضافية، فهي تنطق بعبق التاريخ، يوجد في القيروان العتيقة أكثر من 86 مسجداً و84 ضريحاً و62 قوساً و100 قبة فريدة، وهو ما يجعل منها معرضاً معمارياً مفتوحاً كل يوم أمام الزائرين.