وزير الثقافة:الدرع الازرق لا يحمي
جدد وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى دعوته الى :”تطبيق الشرائع والقوانين الدولية اولا على إسرائيل ورفع الغطاء عنها لتتوقف حربها الإجرامية على الانسان والحضارة والتاريخ والمستقبل “.
وقال :”غزّة بين بحرين: أبيض في الغرب وأحمر في كلّ بقعة من ترابها. تنزلُ عليها الطائراتُ بعصف الموتِ الداكن، فتدكُّ فيها كلَّ جمادٍ ومتحرّك، حتى لَيستوي تحت الدمار ما كان أثرًا من أوابد التاريخ، وما أصبحَ إثْرَ الغارة أَثَرًا بعد عين. وحشيةٌ تفلّتت من عقالها. همجيةٌ لم يشهدها العالمُ منذ وعي الحضارة لإنسانيتها. جنونٌ يدوس على كلِّ الشرائع والقوانين والمواثيق. سوادٌ دامسٌ يطمسُ قُزَحَ الحياة…
وأضاف:”ورغم ذلك لا يرى بعضُ من عندنا إلاَّ اللون الأزرق، حتى أقاموا الإعلامَ ولم يقعدوه بسبب قرارنا إزالة ذلك الشعار الذي رُفِعَ من دون علمِنا على قلعة بعلبك. أسارعُ إلى القول إن حسنةً تكمنُ في المطالبة برفعِه. فكما تقول لغة القانون، ذلك إقرار ضمنيٌّ من المطالبين، أجانبَ كانوا أم لبنانيين، بأنَّ إسرائيل إجرامية لا تتورَّعُ عن مهاجمة معالم التاريخ، كما تهاجمُ الأطفال والنساءَ والشيوخ والأطبّاء والصحافيين، وكما تُدمِّر الكنائس والمساجد والمدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف. هذا نتّفق معهم عليه بلا ريب، ونُثمّن إقرارهم به، لأنَّ الشواهدَ عليه حاضرة وسع الشاشات ومواقع التواصل.”
وأضاف في مقالة له اليوم :”أما موطنُ الخلاف فإيماننا بأنَّ اللون الأزرق لا يحمي، والشواهدُ أيضًا حاضرة: قصف قصر «الأونيسكو» في العام 1982 الذي كان يحمل شعار الأونيسكو المحمي بالمواثيق الدوليّة، مجزرةُ قانا في مركز قيادة القوات الفيجية التابعة لليونيفل عام 1996، المستشفى المعمداني في غزة، كنيسة القديس بورفيريوس ثالث أقدم كنيسة في العالم، مدارس الأونروا، المدرسة الفرنسية، المكاتب الإعلامية، التهديد بالقنبلة النووية… وقبل كل هذه ومعها وبعدها، قرارات الأمم المتحدة التي لم تُقِم لها إسرائيلُ وزنًا منذ اغتصاب فلسطين.”
مستطردا:”والى بعض اللبنانيين نقول:
إسرائيل تملك إحداثيات عن كلِّ حبّة تراب في الأرض العربية. وليس طيّاروها المجرمون بحاجة إلى رؤية علم أزرق ليتوقفوا عن قصف الموضع الذي رُفِع عليه. واتفاقية لاهاي للعام 1954، لم تلتزم إسرائيلُ يومًا بأحكامها، كي تلتزم الآن، وما يجري في المسجد الأقصى خير دليل. لا يحمي لبنان وناسه ومواقعه، إلا القوّة التي يملكها جيشه وشعبه ومقاومتُه. وللخائفين علينا من فوات فرصة مقاضاة الكيان المغتصب أمام المحاكم الدولية في حال إقدامه على قصف القلعة بعد إزالة الشعار، أقول: إقرأوا القوانين جيدًا، ثم أخبرونا عن مبالغ التعويضات التي دفعتها إسرائيل عن أعمال القتل والتدمير التي ارتكبتها منذ خمسة وسبعين عامًا إلى اليوم، تدركون أن خوفكم لا محلّ له، كي لا نقول أكثر.”
وقال :”ونكرّر للقاصي والداني الموقف الآتي الثابتين نحن عليه: «طبّقوا الشرائع الدوليّة أوّلاً على إسرائيل، وارفعوا غطاءكم عنها لتتوقف حربها الإجرامية على الإنسان والحضارة والتاريخ والمستقبل، فلا يبقى من خوفٍ على أي معْلم ٍ كان، لأنّ إسرائيل وحدها هي الهمجية التي تدمّر التراث والحياة والإنسانية، أما وطننا ومعالمنا وناسنا فنحن نعرف كيف نحميهم، لا بالشعار ولا بالاستنجاد بأصحاب الشعار، لأنّه ينطبق فيه وفيهم قول من قال: «فاقد الشيء لا يعطيه».
وختم المرتضى مقالته :”وفي غمرةِ الألوان، نؤكد للمطالبين برفع العلم الأزرق، سيّانِ أكانوا من الأجانب أو من اللبنانيين، بأنَّ أهل لبنان وغزّة وكلّ فلسطين، وكلَّ أبناء هذه الأرض لن يرفعوا قطعًا الأعلام البيضاء.”