المطران ابراهيم ترأس قداساً احتفالياً في العيد الثلاثين لحركة لبنان الشباب
احتفلت حركة لبنان الشباب بذكرى مرور ثلاثين عاماً على تأسيسها بقداس احتفالي ترأسه رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم في كاتدرائية سيدة النجاة بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والأب شربل راشد. خدمت القداس جوقة الكاتدرائية بقيادة المرنم الأول جورج رياشي.
حضر القداس العميد الركن دفيد بشعلاني ممثلاً قائد الجيش البناني العماد جوزف عون، المقدم شربل حداد ممثلاً مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، الرائد اميل ابو حيدر ممثلاً مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا، الرائد علي التوم ممثلاً مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن طوني قهوجي، الأستاذ ميشال تنوري ممثلاً رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع، رئيس حركة لبنان الشباب وديع حنا واعضاء الحركة وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والمؤمنين.
وكانت للمطران ابراهيم عظة هنأ فيها الحركة بعيدها مشدداً على ضرورة التكاتف والتضامن، ومما قال :
” نجتمع اليوم في كاتدرائية سيدة النجاة، شهودا على عمل الله في وسطنا، محتفلين بيوبيل حركة لبنان الشباب الثلاثين، هذه الحركة التي تسعى لزرع بذور الأمل والإيمان في قلوب اللبنانيين، في زمن مليء بالتحديات والصعوبات.
في إنجيل الغني والعازر، قصة تُظهر تناقضات الحياة وتحدثنا عن مصيرين مختلفين. يذكرنا هذا الإنجيل بأن الأمور الزمنية مؤقتة وأن القيم الروحية هي الباقية. الغني في الإنجيل لم يُعرف باسمه، بل بثروته، بينما عُرف العازر باسمه الذي يعني “الله يعين”. هنا نرى أن الهوية الحقيقية للإنسان لا تكمن في الغنى الزائل، بل في العلاقة الأبدية مع الله.”
واضاف” الأوضاع الصعبة في لبنان اليوم، حيث الأزمات الاقتصادية والاجتماعية تضغط على النفوس، تدعونا لنعيش روح هذا الإنجيل. فكم منا يعيش حالة الغني، منغمسًا في هموم الحياة اليومية، متناسيًا الآخرين الذين يعانون من الفقر والحاجة؟ وكم منا يشعر بألم العازر، ينظر إلى الأغنياء ويتمنى فتاتًا من موائدهم؟
لا يمكن أن نكون مسيحيين من غير الوعي بأن كل فرد منا مدعو للعطاء والمشاركة والرحمة. فلا يجوز أن نكون أغنياء في أموالنا وفقراء في حبنا وإيماننا.
اليوم، مع حركة لبنان الشباب، نتذكر أن دور هذه الحركة كان مدة ثلاثين سنة حاسماً في بناء بعضِ ما تهدم من كيان الوطن من خلال تجسيد مثال العازر، بإيمانهم وأملهم، وهم أيضًا قادرون على تعليم الأغنياء درسًا في المحبة والتضامن.”
وتابع” نحن، ككنيسة وكمجتمع، مدعوون لأن نكون صوت الذين لا صوت لهم، لنكون يدُ الله التي تمتد للفقير والمحتاج، لنكون النور في ظلمة اليأس. لا يمكننا أن نغض الطرف عن الأوضاع الإنسانية التي تقع أمام أعيننا، لأننا جميعًا مسؤولون عن بعضنا البعض.
في ظل ما نواجهه من تحديات جسام، من غزة إلى جنوب لبنان، حيث تتوالى أصداء الحروب وتتردد وقائع العنف على مسامعنا، يبرز سؤال العدالة والرحمة في تعليمنا المسيحي بمزيد من الإلحاح. فالمسيح الذي علمنا أن نحب أعداءنا ونصلي لمن يضطهدوننا، يدعونا اليوم لنعكس صورته في هذا العالم المتألم.”
واردف سيادته ” إن إنجيل الغني والعازر الذي نتأمل فيه اليوم لا ينبغي أن يقتصر على تأملات نظرية أو روحانية بعيدة عن واقعنا؛ بل يجب أن يحثنا على العمل الجاد لمواجهة الظلم ونشر السلام. لا يمكننا أن نغمض أعيننا أمام الدمار والفقر الذي أحدثته النزاعات في غزة وجنوب لبنان وغيرِها من مناطق الصراع.
فلنتذكر دائمًا أيها الأحباء، أن المسيح لم يعدنا بعالم خالٍ من الألم، بل وعدنا بأن يكون معنا في كل الألم. وبينما نحتفل بيوبيل حركة لبنان الشباب، دعونا نجدد التزامنا بأن نكون يدًا ممدودة للعطاء وقلبًا مفتوحًا للمحبة. ولنشهد للحق والعدل الذي يحمله إنجيلنا، الإنجيل الذي يدعو كل غني أن يتقاسم ما لديه مع الفقراء والمحتاجين.”
وختم المطران ابراهيم ” أتقدم بأطيب التمنيات لحركة لبنان الشباب في يوبيلها الثلاثين وآمل أن يكون لها العمر المديد في خدمة لبنان الذي لأجله نرفع صلواتنا كي يعبر هذا الوطن الكبير في أهميته من عتمة الأزمات إلى فجر جديد يحمل الأمل والشفاء والسلام.”
وبعد القداس انتقل الحضور الى قاعة المطران اندره حداد حيث تقبل رئيس واعضاء الحركة التهاني بالعيد الثلاثين للحركة، وكانت كلمة لرئيس الحركة المحامي وديع حنا شكر فيها المطران ابراهيم على المحبة والرعاية، ووجه تحية الى الجيش اللبناني حامي الوطن. وفي الختام قلّد العميد بشعلاني والمحامي حنا الأرشمندريت نقولا حكيم زرّ الجيش اللبناني تقديراً لجهوده وخدماته.