رسالة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة
، وأنا أخص بالذكر زعماء هذا العالم ، وخاصة في الغرب في أمريكا وفي أوروبا وفي غيرها من الأماكن
متابعة وإعداد /ربا يوسف شاهين
حذر سيادة المطران عطاالله حنا من خطورة المخطط الإجرامي لتصفية القضية الفلسطينية من قبل الكيان الإسرائيلي وداعميه
◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا
أيها الأحباء والأخوة والأخوات الأعزاء ، منذ أن ابتدأ العدوان على غزة ، حذرنا وقلنا ، ومعنا كذلك حذر الكثيرون من أبناء امتنا والأحرار في عالمنا ، بأن ما يخطط لغزة ، إنما هي نكبة جديدة ، والنكبة الجديدة التي تحدثنا عنها ، هي التي يعيشها أبناء غزة الفلسطينيون في هذه الأيام نكبةٌ بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ، دمارٌ وخرابٌ في كل مكان ، وشهداءٌ يرتقون في كل حين ، لاسيما الأطفال ، الذين يقتلون بهذه الطريقة المروعة ، والتي إن دلت على شيء ، فهي تدل على همجية و عدوانية هذا الاحتلال الغاشم.،
نداءاتٌ كثيرة ، صدرت عن مرجعيات روحية وحقوقية ، ناهيك عن الأحرار في العالم الذين طالبوا بأن يتوقف هذا العدوان ، ولكن إسرائيل تصم أذانها ، ولا تسمع إلى هذه المناشدات ، وإلى هذه النداءات ، وهي مستمرة في عدوانها ، لا بل ازداد هذا العدوان قسوةً و بطشاً وقتلاً و امتهاناً للكرامة الإنسانية.
أيها الأحباء ما يرتكب في غزة في هذه الأيام ، إنما هي جرائم حرب ، وما أكثر جرائم الحرب التي ارتكبت بحق شعبنا خلال السنوات المنصرمة ، ولكن دون اي مساءلة أو حساب ، إن انعدام المساءلة ، هو الذي جعل إسرائيل تستمر في سياستها ، وفي بطشها وفي قمعها وفي ظلمها لشعبنا الفلسطيني ، ،سواءً كان هذا في غزة ، أو الضفة الغربية ، أو في القدس ، التي تخطط السلطات الاحتلالية لإقتلاعها من الجسد الفلسطيني ، وتزوير تاريخها ، وطمس معالمها وتهميش ، وإضعاف الحضور الفلسطيني فيها.
إن الحرب ، التي نشهدها حاليا ، والعدوان الذي نراه أمامنا لا يستهدف فصيلاً فلسطينياً بعينه ، بل يستهدف الشعب الفلسطيني كله ، غزة مستهدفة و تباد في إطار سياسة تطهير عرقي ممنهجة ، ودمار هائل في كل مكان .
أما الضفة الغربية ، فاقتحامات واعتقالات واغتيالات وممارسات ظالمة ، وإغلاق للمخيمات والمدن والبلدات الفلسطينية ، في إطار سياسة هدفها ، عزل الفلسطينيين عن بعضهم البعض يريدوننا ان نكون معزولين عن بعضنا البعض وان نكون بعيدين عن بعضنا البعض .
يحدث هذا كله ، والعالم يتفرج علينا
العالم يراقب ويرى ما يحدث على الأرض ، وأنا أخص بالذكر زعماء هذا العالم ، وخاصة في الغرب في أمريكا وفي أوروبا وفي غيرها من الاماكن.
◾وتساءل سيادة المطران عطاالله حنا:
الا ترون يا أيها الزعماء ، ألا ترون ما يُرتكب بحق شعبنا الفلسطيني ، هل مشهد الدمار والخراب وقتل الأبرياء والأطفال ، هو مشهد اعتيادي بالنسبة إليكم ، وانتم دائما تتشدقون بحقوق الإنسان ، لا بل بحقوق الحيوان ، أين أنتم مما يحدث في غزة من قتل وبطش
انتم تتحملون قصتاً كبيراً من المسؤولية ، لأنكم تؤازرون هذا الاحتلال ، و تدعمون هذا الاحتلال.
لا بل أقول للصامتين المتفرجين ، أنكم أيضاً من خلال صمتكم ، تساعدون هذا الاحتلال في قتله و استهدافه لأبناء شعبنا الفلسطيني.
◾ وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
نحن نراهن أيها الأحباء على الأحرار من أبناء أمتنا العربية ، وعلى الأحرار في هذا العالم ، وهم من كل الأديان و الأطياف ، ومن كل الأعراق.
نحن نراهن على هؤلاء الأحرار، الذين ينحازون لقضايا العدالة ، ويرفضون هذا القمع والظلم و الامتهان للكرامة الإنسانية.
ولذلك فإننا نلحظ أن المظاهرات في سائر أرجاء العالم ، تتسع وتتوسع ، لا بل هناك ازدياد في رقعة الوعي والإدراك والمعرفة لجثامة ما يحدث في غزة ، وفي فلسطين ، من امتهان للكرامة الإنسانية و تعدٍ على الشعب الفلسطيني بشكل همجي و عدواني.
نراهن على الأحرار من أمتنا العربية ، الذين نتمنى أن يتحركوا بشكل أوسع ، نصرة لهذه القضية ، يجب أن يصل صوتكم يا أيها الأحرار إلى كل مكان في هذا العالم ، يجب أن يسمع العالم الحر صوت أبناء امتنا العربية ، وهو صوت ينادي بوقف العدوان ونصرة المظلومين من ابناء شعبنا.
◾واكد سيادة المطران عطاالله حنا:
أما رهاننا الأول والأخير ، فهو على شعبنا الفلسطيني ، نحن أصحاب هذه القضية ، نحن أصحاب هذه الأرض نحن أصحاب هذه المقدسات ، نحن الذين يعتدى علينا في كل حين ولذلك ما هو مطلوب منا هو اكثر بكثير مما هو مطلوب من الآخرين الذي نتمنى أن يكونوا معنا ومع شعبنا الفلسطيني
ما هو مطلوب منا ، أن نوحد صفوفنا ، ليس مقبولاً أن نكون في هذه الحالة ، عدوان، قتل ، دمار ، خراب ، استهدافٌ للفلسطينيين ، ليس مقبولاً أن يتحدث البعض بلغة حزبية فصائلية ، وكأن الحزب هو أهم من الوطن ، وأهم من القضية ، الأحزاب وجدت من أجل خدمة فلسطين ، وخدمة القضية الفلسطينية.
◾ وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
ولذلك فأنني أتمنى من الفلسطينيين جميعاً ، من ان يتركوا جانبا خلافاتهم السياسية ، وأن يتوحدوا ، نحن بحاجة اليوم ، إلى مزيد من الوحدة ، إلى مزيد من التضامن والتفاعل الفلسطيني من أجل أن ندافع عن وجودنا ، عن قضيتنا ، عن شعبنا ، عن قدسنا ، عن مقدساتنا.
المستهدف اليوم ليس فقط غزة ، كل الشعب الفلسطيني ، كل القضية الفلسطينية ، التي يريدون تصفيتها ، سعوا في الماضي ، و تآمروا على هذه القضية ، بأساليب كثيرة ومتنوعة معهودة و غير معهودة ، ولكننا اليوم وصلنا إلى مرحلة في غاية الخطورة ، الهدف منها من هذا العدوان من هذا البطش من هذه السياسات الاحتلالية ، هو تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين ، ونكبة جديدة ، وسياسة عنصرية هادفة للقضاء على هذه القضية ، التي لن تتمكن أي قوة غاشمة في هذا العالم ، من النيل من
عدالتها ، فهي قضية شعب حي ، يقدم التضحيات ولكنه شعب باق ، ومتمسك بثوابته وانتمائه وحقوقه السلبية.
توحدوا يا أيها الفلسطينيون ، خطاب الفتنة غير مقبول ، خطاب التحريض غير مقبول ، نحن لسنا في مرحلة التي فيها يجب أن نخون بعضنا بعضا ، وأن نحرض فيها على بعضنا البعض نحن في مرحلة يجب أن نكون فيها موحدين ، لأن وحدتنا هي قوة لنا في دفاعنا عن ثوابتنا و حقوقنا.
نقف إجلالاً لأرواح شهدائنا ، ونتمنى الشفاء لجرحانا ، والحرية لأسرانا ، وكل التحية لأهلنا في غزة ، غزة المنكوبة ، غزة التي يتم التآمر عليها ، وعلى كل شعبنا في الضفة ، وفي القدس تحية لهذا الشعب المناضل ، المرابط ، الذي يقدم التضحيات ، والذي لم ولن يرفع راية الاستسلام.
أحبائي ، فليكن موقفنا واحد ، فلتكن رسالتنا واحدة ، لكل من يعنيهم الأمر، ولكل من هم يأخذون القرارات في هذا العالم ،
فليتوقف العدوان اليوم ، اليوم ، وليس غداً ، حقنا للدماء ، ووقفاً للدمار.