من فلسطين إلى اليمن”طوفان الأقصى”
اللهم بارك في يمننا..
ربا يوسف شاهين/سورية
مؤسف ما نراه، ونحن في القرن الواحد والعشرين من بعض الحكام العرب الذين لم يهتموا لأمر المشرق العربي، رغم الويلات التي أصابت هذا المشرق منذ الاستعمار الفرنسي والبريطاني، إلا من ناحية واحدة، وهي أخذ “الرضا” من ما تسمى “الولايات المتحدة الأمريكية”، هي القوة العظمى التي لا يستطيع أحد من الدول مواجهتها عسكرياً، ولا ننكر أنها دولة قوية، فـ عادة ما تتحدد قوة الدول باقتصادها، وبالتالي بقوتها العسكرية، ففيها رأس المال العالمي المُتحكم بالعالم عبر دولتها العميقة.
ولكن الولايات المتحدة والغرب عموماً، قد بنى لنفسه برجاً عالياً يحميه عنوانه “الديمقراطية”، وهذا طبعاً في التعاملات الدبلوماسية، مع من تريد أن تُصدر لهم هذه الخدعة المزخرفة، أو لنقل الحلوى تحت مسميات عديدة تندرج تحت إسم الديمقراطية.
لكن واقع الحال، وخاصة في “مشرقنا العربي”، ومع تنامي فكر المقاومة، تغير المفهوم العام لهذه الدولة العظمى ” الولايات المتحدة الأمريكية”، وبات تصدير الديمقراطية متنوع ويحتمل “الحلو والمر” كل حسب امتثاله لها، ودون أن تسمح لمن قد وضعتهم واشنطن على خريطتها السوداء، والقصد أنهم باتوا خطراً على مصالح “الكيان الصهيوني” في مشرقنا العربي ومن هذه الدول “جمهورية اليمن” هذا البلد الذي لقب باليمن السعيد، لغناه بالثروات الطبيعية، ولكنهم أرادوا له أن يكون مُقسماً، ليسهل استغلاله وسرقته.
وطبعاً بعد الحرب التي شنتها السعودية والإمارات العربية المتحدة عليه لتقسيمه إلى اليمن الجنوبي والشمالي، لتقاسم الثروات والاستيلاء على أهم الممرات المائية مضيق “باب المندب “والجزر الغنية “جزيرة سقطرى”وغيرها من ثروات اليمن، لكن رغم الحرب التي ما زالت قائمة حتى الآن حيث ما يزال اليمن محاصراً رغم اتفاقيات الهدنة التي أعلنتها السعودية، لكن الصحيح أن الشعب اليمني ما زال يُعاني من حصار خانق على أهم المنشآت الحيوية ومنها مطار صنعاء الدولي الذي يُعتبر الشريان الأساسي لهذا البلد وخاصة خلال سنوات الحرب.
خلال سنوات الحرب على اليمن وهذا الشعب ما زال متماسكاً موحداً تحت راية اليمن. وبعد الانتصارات التي حققها هذا الشعب العظيم بقيادة الجيش اليمني وأنصار الله، استطاع وعبر تماسكه وتوحده الشعبي، من تحقيق منجزات على الأرض، حيث أعادت الكثير من المناطق لسيطرة الشعب اليمني، ومن هنا ورغم ما يعانيه هذا البلد المبارك من حروب، ومع اندلاع الثورة الكبرى في فلسطين “طوفان الأقصى” ومع تفاقم الإجرام الذي ينتهجه العدو الإسرائيلي في الإبادة الجماعية لأبناء غزة، كان الشعب اليمني السبّاق في مؤازرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، و بدأت صواريخ المقاومة اليمنية تنهال على “تل أبيب” و”إيلات”
فأحدثت قلقاً كبيراً، ليس فقط للمستوطنين و مسؤوليهم، بل أيضاً للدول المحسوبة على الولايات المتحدة الأمريكية “أمنياً كـ السعودية” التي لم تستطع ردع صواريخ أنصار الله المتجهة إلى “إيلات وتل أبيب”، كما استطاعت الدفاعات الجوية اليمنية إسقاط طائرة MQ9 أمريكية أثناء قيامها بمهام عدائية ضمن الدعم العسكري لكيان العدو الإسرائيلي، وما زال الدعم اليمني مستمراً رغم البعد الجغرافي.
في المحصلة يَمَنُنا المبارك وثوراته العظيمة ووقوفه مع شعب فلسطين المنكوب يعزز قدرة المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في حربهم ، التي لا رحمة فيها، والتي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، التي لها اليد الأولى في إيقاف هذا الكيان، عن استمراره في إبادة شعب بأكمله في فلسطين العربية. وأمام مرأى من العالم بأسره.