كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة
أصبحت غزة للأسف خلال الأيام الماضية ، حقل تجارب لكل انواع الصواريخ والقذائف
إعداد : ربا يوسف شاهين/سورية
وتستمر مجازر الاحتلال والتطهير العرقي ويزداد هذا العدوان همجية في قتل الأطفال وقصف المستشفيات ودور العبادة والمدارس ويستمر حكام الغرب في دعم هذا المحتل الغاصب
إلى متى ؟
▪️ حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء
في صبيحة هذا اليوم أخاطبكم مجدداً من رحاب مدينتنا المقدسة من عاصمة فلسطين التي كانت وستبقى عاصمة لفلسطين التي كانت وستبقى عاصمة لفلسطين رغما عن كل إجراءات الاحتلال و قمعه وظلمه لأبناء شعبنا الفلسطيني .
يحدثوننا أيها الأحباء عن هدنة إنسانية يتم خلالها تبادل للاسرى طبعا هذه محطة مهمة ومطلوبة وضرورية ولكن ما نتمناه حقيقة وما نطالب به واظن انكم جميعا تشاطرونني هذا القول ان يتوقف العدوان بشكل كلي
خلال الأيام المنصرمة تحولت غزة كل غزة ، إلى حقل تجارب ، لكافة الصواريخ والقذائف و الأسلحة ، التي أوتي بها من الغرب ، وبعضها يستعمل للمرة الاولى. .
أصبحت غزة للأسف خلال الأيام الماضية ، حقل تجارب لكل انواع الصواريخ والقذائف والاحتلال كان يقصف ويضرب ويقتل ويستهدف المستشفيات ، ودور العبادة والمدنيين والأطفال ، كل شيءٍ مستهدف في غزة ولا يستثنى من هذا أحدٌ على الإطلاق .
ما حدث في غزة ، لم تكن حرباً اعتيادية ، ولم يكن عدواناً عادياً ، بل كانت سياسة تطهير عرقي ، وكأنهم يريدون أن يقتلوا ، أن يتم تصفية هذا الشعب جسدياً ، كبارً و صغارً رجالاً و نساءً ، وكنا نسمع نلاحظ ونتابع كيف أنهم كانوا يشعرون بنشوة ، ( نشوة انتصار) على هؤلاء المدنيين وعلى هؤلاء الاطفال ، وعلى هذه المستشفيات وهذا بحد ذاته إجرام .
أن تفرح وأن تبتهج لأنك تقتل المدنيين و تقتل الأطفال أكثر من 5000 ألاف طفل أو 6000 طفل استشهدوا حتى هذه الساعة ، هذا بحد ذاته ، يشير إلى عقلية وإلى ثقافة عنصرية موجودة عند الاختلال ، طبعاً هذه ليست وليدة الساعة منذ عام 48 وقبل 48 ولكن العدوان على غزة كشف الكثير من الجوانب التي لم لربما لم تكن ظاهرة وواضحة في الماضي ، عدوانية هذا الاحتلال ، عنصرية هذا الاحتلال ، كراهية هذا الاحتلال رغبة هذا الاحتلال بالقضاء على الشعب الفلسطيني وقتل الشعب الفلسطيني وتدمير كل ما له علاقة بالشعب الفلسطيني
وهذا طبعاً ، ليس فقط في غزة أيضاً في الضفة الغربية ولكن المؤامرة الكبرى تحدث في القدس .
في القدس هنالك مخططات مبيتة ، ومشاريع احتلالية ، يسعون لتمريرها ، اقتحاماتٌ للمسجد الأقصى استهدافٌ للأوقاف والمقدسات المسيحية اعتقالاتٌ تنكيلٌ المستوطنون يجولون و يصولون في المدينة المقدسة وبشكل استفزازي وكأنهم يريدون أن يقولوا للعالم بأن هذه هي مدينتنا هذه هي عاصمتنا لا علاقة للفلسطينيين بهذه المدينة و لا علاقة للعرب والمسلمين والمسيحيين بمدينة القدس هذا ما يقوله الاستعمار ما يقوله الاحتلال ما يقوله المستوطنون ما يقوله المتطرفون الذين يجولون و يصولون في القدس القديمة و يقتحمون باحات الأقصى دون أي رادع .
ولكن في المقابل ،نحن كمقدسيين ، مسيحيين ومسلمين ، ما نود أن نقوله في صبيحة هذا اليوم ، بأن القدس لم تكون ولن تكون لقمة سائغة للاحتلال ، هم يقتحمون و يعتقلون ويضربون ويمارسون سياسات عنصرية في المدينة المقدسة ، ولكن هذا لن يبدل ولن يغير من هوية القدس العربية الفلسطينية.
وكما يستهدفون المسجد الأقصى والمقدسات والأوقاف الإسلامية ، هكذا يستهدفون أوقافنا و مقدساتنا المسيحية ، وكلكم تعلمون وكلكم تعرفون ، ان هنالك مؤامرة منذ سنوات ، ليست حديثة العهد ، هدفها إضعاف وتهميش الحضور المسيحي الفلسطيني الأصيل في مدينة القدس من باب جديد إلى باب الخليل ألى الحي الأرمني ، وفي غيرها أيضاً من الأحياء ، هنالك استهدافٌ لحضور مسيحي عريق ، في هذه المدينة المقدسة ، هذا الحضور لم ينقطع منذ اكثر من ألفي عام .
واولئك الذين يستهدفوننا كمسيحيين يستهدفون المسلمين أيضاً في مقدساتهم و أوقافهم .
ولذلك فإن ندائي اليوم أوجهه لكل أبناء شعبنا وخاصة إلى المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية ، والشخصيات الوطنية الإسلامية والمسيحية ،نحن طبعاً كلنا عائلة واحدة ، كلنا أسرة واحدة ، ولكن في هذه الأوقات ، يجب أن نكثف من وحدتنا ، من تعاوننا من تفاعلنا من تعاضدنا من تلاقينا و تفاهمنا و نبذنا و رفضنا لأي خطابٍ مأجور ، أياً كان مصدره ، هدفه إثارة الفتنة في صفوفنا وبين ظهرانينا .
اليوم نحن نتحدث عن غزة ، ولكن عندما نتحدث عن غزة نتحدث أيضاً عن القدس نتحدث عن الضفة ، لأن المنا واحد نزيفنا واحد معاناتنا واحدة عدونا واحد ، الذي يستهدف غزة بالصواريخ والقتل والموت ، هو ذاته المتآمر على الضفة و المتآمر على القدس وهلى كل الشعب الفلسطيني ، كل الشعب الفلسطيني حيث ما كان وأين ما وجد .
▪️واضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء ، أمام هول هذه المأساة في غزة الأبية ، لا نجد الكلمات اللائقة لوصف ما حدث هناك ، لوصف حرب الإبادة ، لوصف النكبة الجديدة والمتجددة ، هذه الصور المروعة التي حركت العالم بأسره ، العالم باسره اليوم يتحدث عن فلسطين و يتحدث عن غزة ويتحدث عن معاناة شعبنا ، هنالك شرائح في هذا العالم ، لم تكن تعلم شيئاً عن فلسطين ، أو ما كانت تعلمه كان شيئاً ، لربما غير دقيقاً أو مشوشاً .
اليوم باتت الصورة واضحة لدى كل الأحرار ، وكل الشعوب في هذا العالم ، وتزداد يوماً بعد يوم رقعة التضامن والتعاطف مع شعبنا الفلسطيني ، مع تمنياتنا ، مع تمنياتنا بأن تتمكن هذه الشعوب ، من أن تؤثر على قياداتها السياسية المتآمرة و المنخرطة في هذه الحرب العدوانية لكي تعدل وتبدل من سياساتها لكي تكون أكثر إنسانية و عدلاً .
طبعاً نحن نطمح إلى هذا نحن نطمح ونتمنى أن تؤثر الشعوب الحرة على قياداتها السياسية من اجل مناصرة القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني المظلوم .
دماء شهدائنا ، وتضحيات شعبنا ، ستبقى ماثلة أمامنا ، و شهداؤنا ليسوا أرقاماً ، اليوم إحدى عشرة الف وغدا إثنا عشرة الف وبعده ثلاثة عشر الف إلى أخره ليسوا أرقاماً ولن يكونوا أرقاماً هؤلاء هم أشخاص هم بشر ، قتلوا بطريقة همجية ، و طمرت أحلامهم ، وطموحاتهم تحت الركام ، المآسي التي حدثت في غزة لا يمكن وصفها بالكلمات ، طبعاً يقولون أن هنالك هدنة ، ونتمنى أن تكون هذه الأخبار صحيحة وأن تكون الهدنة سريعة نحن حقيقة نريد أن تكون هنالك هدنة ولكن ما نتمناه هو وقف العدوان وقف هذه الحرب الهمجية معكم ومع كل الأحرار ومع كل إنسان عنده قيم أخلاقية وإنسانية في هذا العالم نهتف في صبيحة هذا اليوم كما كل يوم
فليتوقف هذا العدوان فليتوقف هذا العدوان
حقناً للدماء ووقفاً للدمار .