في سياق أنشطة الدورة الخامسة والستين لمعرض بيروت العربي الدّولي للكتاب”، وضمن سلسلة ندوات ونشاطات ثقافية يطلقها “مجمع اللغة العربية في لبنان” احتفالاً باليوم العالمي للغة العربية ، نظّم مجمع اللغة العربية في لبنان بالتعاون مع النادي الثقافي العربي،ندوة ثقافية بعنوان”هل الازدواجية اللغوية عقبة في مسار تحديث اللّغة”،شارك فيها كل من المتحدّثين،البروفيسور علي مهدي زيتون،الدكتورة سارا ضاهر،والاعلامية جويس عقيقي والشاعر طوني شمعون،فيما أدارتها الدكتورة هند صعيب..
انطلقت الندوة ،بتساؤلات عديدة طرحها د. علي زيتون في مداخلته “كيف يمكن تحديث اللغة ،وهل يمكن أن يحصل التحديث بمعزل عن هذه الازدواجية ؟مؤكداً بذلك على أهمية حضور اللغة المحكية الى جانب الفصحى لاّنّ اللغة برأيه ،سلطة تفرض قوانينها وشروطها بصرفها ونحوها،مستعرضاً مراحل التطوّر التي شهدتها اللغة عبر التاريخ.
وقد شدّدت د . سارا ضاهر رئيسة “مجمع اللغة العربية في لبنان”على أن الازدواجية اللغوية هي ظاهرة تجتاح مجتمعاتنا العربية ،وعرضت في ذلك الى مراحل تطوّر الازدواجية اللغوية ثمّ أشارت الى سلبياتها وايجابياتها ،وأكدت على أنّ الازدواجية اللغوية هي رافد ايجابي في مسار تحديث الفصحى ،وذلك عبر توحيد الجهود لتحديث اللغة وتطويرها دون المساس بجوهرها.
أمّا الاعلامية جويس عقيقي فقد ركّزت على هيبة اللغة العربية التي تشكل معبر للانتماء الوطني وتحصين للهوية القومية ،وأثنت على تجربتها باستخدام اللغة المحكية واللغة الفصحى في آن، أثناء تغطية الأحداث في مختلف تقاريها الاخبارية،مؤكدة حرصها الحفاظ على اللغة العربية والالتزام بقواعدها أقلّها حرصا على ما يوحدنا سياسيا واجتماعيا وانسانيا .
فيما أشار الشاعر طوني شمعون على أنّ الازدواجية اللغوية في مجتمعاتنا طبيعية لكنّها مرضية نظرا لاهتزاز العلاقة ما بين الفصحى والعامية اذ فقدت التوازن فيما بينها بسبب تحوّل هذه العلاقة الى ظاهرة مرضية خانقة على المستوى السياسي والاجتماعي والحضاري،من هنا برأيه أنّ الانكسار الحضاري التي تعيشه المجتمعات ،هو الذي أدّى الى التردّي اللّساني.