الثلاثاء, فبراير 4

الطرق الرابطة بين ساحل البحر الأحمر ومحافظات الصعيد: مشروع قومي نحو التنمية الشاملة بوابة السياحة والاقتصاد و تعزيز الهوية المصرية

بقلم: نادى عاطف

تحرير: فريق استراتيجية المشروعات القومية

مقدمة: مشروع استراتيجي برؤية 2030

تشكل الطرق الرابطة بين ساحل البحر الأحمر ومحافظات الصعيد نواةً لمشروع قومي طموح، يهدف إلى دمج الجغرافيا المصرية في نسيج واحد، وتعزيز التنمية المستدامة من خلال ربط الثروات الطبيعية بالتراث الإنساني الفريد. لا تقتصر أهمية هذه الشبكة على كونها مسارات نقل فحسب، بل هي خريطة طريق لتحقيق الأمن الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وإحياء الموروث الحضاري، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.

المحاور الاستراتيجية للمشروع القومي

  1. التكامل الاقتصادي:

   – ربط الموانئ البحرية (مثل سفاجا وبرنيس) بالمناطق الزراعية والصناعية في الصعيد، مما يُسهل تصدير المنتجات المصرية (كالقطن والفوسفات) إلى الأسواق العالمية.

   – دعم التجارة البينية مع دول إفريقيا عبر ميناء برنيس، وتعزيز موقع مصر كمركز لوجيستي دولي.

  1. النهوض بالسياحة متعددة المحاور:

   – دمج السياحة الثقافية (معابد الأقصر وإدفو) مع السياحة العلاجية (سفاجا) والبيئية (محميات البحر الأحمر)، مما يضاعف من جذب الاستثمارات السياحية.

   – إنشاء مسارات سياحية متكاملة، مثل رحلات “من الذهب الأسود إلى ذهب الفراعنة” (ربط مناجم البترول في رأس غارب بمناجم الذهب الرومانية في الصحراء الشرقية).

  1. التنمية المجتمعية:

   – توفير فرص عمل مباشرة في قطاعات التشييد والخدمات السياحية، وغير مباشرة عبر دعم المشروعات الصغيرة (كصناعة الحرف اليدوية في الواحات).

   – تحسين جودة الحياة لسكان الصعيد عبر تقليل زمن الرحلات إلى المدن الساحلية بنسبة تصل إلى 50%.

  1. الحفاظ على البيئة:

   – استخدام تكنولوجيا الطرق الذكية (مضاءة بالطاقة الشمسية) في المسارات النائية مثل طريق برنيس-أسوان.

   – إقامة محميات طبيعية على جانبي الطرق للحفاظ على التنوع البيولوجي، كامتداد لمحمية وادي الجمال.

شبكة الطرق: شرايين التنمية في الصحراء

(مُحدث وفق خطة التطوير القومية)

  1. طريق الزعفرانة – الواسطى (175 كم)

   – التطوير الجاري:

 تحويله إلى طريق ذكي بتكلفة 500 مليون جنيه، مزود بنقاط شحن المركبات الكهربائية.

   – الرؤية المستقبلية:

 إنشاء منطقة صناعية بالقرب من الواسطى لتصنيع مستلزمات الطاقة المتجددة، بالشراكة مع القطاع الخاص.

  1. طريق رأس غارب – بني مزار المنيا (250 كم)

   – التطوير الجاري:

 إنشاء مدينة سكنية لعمال البترول لتقليل الازدحام في المدن الساحلية.

   – الرؤية المستقبلية:

إطلاق “مشروع النقل الأخضر” باستخدام حافلات تعمل بالغاز الطبيعي لتوصيل العمال.

  1. طريق سفاجا – قنا (175 كم)

   – التطوير الجاري:

 توسعة الميناء لاستيعاب السفن السياحية العملاقة، وربطه بخط سكة حديد إلى الأقصر.

   – الرؤية المستقبلية:

 إنشاء أكبر مركز للسياحة العلاجية في الشرق الأوسط بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية.

  1. طريق مرسى علم – إدفو (225 كم)

   – التطوير الجاري:

 إقامة فنادق بيئية (Eco-Resorts) ذات تصنيف عالمي على امتداد الطريق.

   – الرؤية المستقبلية:

 تطوير مسارات آثرية تفاعلية باستخدام تقنية الواقع الافتراضي عند معبد إدفو.

 التحديات والحلول المُقترحة

– التحدي: نقص الخدمات في المناطق النائية.

  الحل: إنشاء “وحدات خدمة متكاملة” كل 50 كم تشمل مراكز إسعاف، وفروع بنكية، ومناطق اتصال بالإنترنت.

– التحدي: ارتفاع تكاليف الصيانة بسبب العواصف الرملية.

  الحل: زراعة حواف الطرق بنباتات صحراوية مقاومة للجفاف، بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء.

الرؤية المستقبلية: نحو مركزية الصعيد في الخريطة الاقتصادية

بحلول 2030، من المتوقع أن تسهم هذه الطرق في:

– زيادة نسبة السياحة الوافدة إلى الصعيد من 20% إلى 40%.

– خفض معدلات البطالة في محافظات البحر الأحمر والصعيد بنسبة 15%.

– رفع حجم التبادل التجاري مع دول القرن الإفريقي إلى 10 مليارات دولار سنويًّا.

خاتمة:

 الطرق.. ليست أسفلتًا بل جسورًا نحو المستقبل

هذا المشروع القومي ليس مجرد شبكة طرق، بل هو إعادة تعريف لدور الصعيد والمناطق الحدودية كرافد رئيسي للاقتصاد المصري. إنه تعبير عن إرادة وطنية لتحويل التحديات الجغرافية إلى فرص تنموية، وتذكير للعالم بأن مصر قادرة على نحت حضارتها حتى بين الصخور والرمال.

نادى عاطف شاكر مصرى صعيدى وطنى حر حتى النخاع

عاشت مصر وعاشت كل يد تبني حجراً في صرح هذا الوطن.

 مصر.. تُبنى بيد أبنائه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *