نظمت الجامعة اللبنانية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية بالتعاون مع “مجمع اللغة العربية في لبنان” وجمعية “سند لبنان”، ورشة عمل بعنوان: “اللغة العربية وآدابها: الإطار المهني والمستقبل”، وذلك برعاية وحضور رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، النائب إدغار طرابلسي، النائب السابق محمد الحجار، النائب السابق علي درويش، القاضي عبد الرضا ناصر، عمداء ومدراء الجامعة اللبنانية، إضافة إلى مشاركة العديد من الجامعات الخاصة، والفعاليات الاكاديمية والاجتماعية والطلاب.
بدأ الافتتاح بالنشيد الوطني اللبناني تلاه نشيد الجامعة، ثم كلمة لعريف الحفل الدكتور أحمد نزال مرحباً بالحضور.
ضاهر
في الجلسة الافتتاحية تحدثت الدكتورة سارا ضاهر رئيسة مجمع اللغة العربية، التي أثنت على دور المجمع في تعزيز اللغة العربية بالطرق التطبيقية الواقعية وذلك من خلال المبادرات والإنجازات التي حققها المجمع منذ العام ٢٠١٧، بالإضافة إلى الشراكات الثقافية التي أطلقها في العالم العربي ضمن ملف تعريفي تمّ عرضه.
بدران
ثم كانت كلمة رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران الذي أثنى على أهمية تخصيص الأمم المتحدة يوماً للغتنا الأم، الذي يشكل تذكيراً “ودعوة صارخة لضرورة التكاتف ومد الجسور عوضاً عن بناء الجدران بين المجتمعات التي ترتبط بهوية ثقافية وتاريخ مشترك ولغة واحدة”. وأضاف: “نرى ضرورة تشجيع التوجهات لتطوير المناهج التعليمية بحيث تكون اللغة العربية مكملاً للمناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية، إضافة إلى تشجيع ودعم الكتّاب والمبدعين الشباب من خلال خلق الحوافز المادية والمعنوية”. كما أشار في كلمته بأن الجامعة اللبنانية “ومن موقعها الأكاديمي والوطني تعمل على الاهتمام باللغة العربية وتطويرها من خلال الكليات والمناهج ومركز اللغات إضافة إلى تعليم هذه اللغة لغير الناطقين بها. وهي تتطلع إلى إعداد اختبار الكفاءة للغة العربية في الجامعة اللبنانية والقطاع العام لاحقاً”.
توزعت الورشة على جلستين، الاولى ترأسها الدكتور أنطوان صياح وشاركت فيها الدكتورة مها جرجور منسّق عام مكتب تدريس اللغات في الجامعة اللبنانية، والتي تضمّنت مقاربة الجامعة اللبنانية لإتقان التعبير بالفصحى، ونوّهت بذلك الى الواقع الحالي للغة وضرورة مواجهته من خلال تطوير اللغة العربية التي تحاول من خلاله الجامعة اللبنانية ترسيخه في مناهجها، بتنظيم دورات الدعم اللغوي وإعداد معلمي اللغة العربية في الكليات..
أمّا المداخلة الثانية، فكانت مع الدكتور وحيد فرود بهمردي ممثلاً الجامعة اللبنانية الأميركية، وهو متخصص في الادب العربي والادب الفارسي، واختصر كلامته على أن اللغة العربية، هي لغة التفاعل والاستيعاب ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وهي لغة حيّة حيوية تتنامى وتتفاعل، تنمو وتتطور ولا تتحوّل فهي ثابتة بجوهرها وما زالت وهذه ميزتها.
أما المداخلة الثالثة قدمها البروفسور نديم منصوري، مدير عام جمعية “سند لبنان”، فقد شدّد على ضرورة نشر اللغة العربية من خلال سبل تعليم اللغة العربية للمغتربين، وفي ذلك أشار الى بعض المشاريع التي أطلقتها جمعية سند لبنان بما فيها منصة “سند لغتي” للاستجابة الى حاجة المغتربين اللبنانيين في تعلّم اللغة العربية بغية ربط الأجيال المتعاقبة بثقافتهم.
وفي السياق عينه، عقدت الجلسة الثانية التي ترأسها الجلسة البروفسور احمد رباح عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سابقاً. بدأت المداخلة الأولى مع الأستاذ شادي القهوجي ممثلاً جامعة القديس يوسف، معهد الآداب الشرقية، بقوله: “تنتهج الجامعة اليسوعية سبل التجديد لمواجهة التحديات، وذلك من خلال الحضور الفعلي لمعهد الآداب الشرقية بما فيها الأبحاث الرصينة التي أضافتها منذ عقود الى المكتبة العربية والأهداف السامية التي اتبعتها الجامعة لإعداد متخصصين، ونقاد، وباحثين في اللغة العربية والفلسفة بالإضافة الى مشروع تطوير المناهج بما يتماشى مع التغييرات الطارئة.
أما المداخلة الثانية قدمها الدكتور سمير عيناتي ممثلاً الجامعة العربية وهو أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية، حيث تحدث عن التحديات التي تواجه اللغة العربية اليوم معتبراً أن اللغة عنصر مؤسس في الهوية ولها دور في توجيه الفكر العربي ، لكنها تواجه العديد من التحديات المتعلقة بازدواجيتها الفصحى والمحكي، وأمر التردي الحضاري الى الاضافة الى تحديات مرتبطة بالوظائف المنوطة باللغة والتعليم، مؤكداً على ضرورة حمايتها وإلا ستضمحل اللغة الفصحى.
أما المداخلة الثالثة والأخيرة، شاركت فيها جامعة البلمند ممثلة بالدكتورة دورين نصر وهي أستاذة محاضرة في الجامعة عينها، من خلال مقاربة سوسيو ثقافية، تدور حول اللغة العربية التي تندرج بين التجذّر في الماضي والانفتاح على المستقبل، وركزت نصر على قدسية اللغة العربية وارتباطها بالجذور، وفي ذلك تحديات الذكاء الاصطناعي وصناعة المستقبل، بما فيها التقنيات التي أنتجت العديد من الاشكاليات في انتاج الآلة.
كما اختتمت الورشة بالعديد من التوصيات أبرزها:
- توسيع مروحة تعليم اللغة العربية لأهداف مهنية، عبر برامج متنوعة، تدرّس على مستوى التعليم الجامعي، وربط تعليمها بالجدوى الاقتصادية.
- وضع مناهج مفصّلة لبرامج مهنية متخصصة لتعليم العربية بحسب المهنة أو بحسب حاجة المتعلّم.
- تفعيل الشراكات مع المؤسسات الحكومية والتعليمية، المحلية والعربية والمؤسسات الإنتاجية التي تتعاطى في الشأن اللغوي لتحقيق التنمية اللغوية، وتأمين جودة تعليم العربية للناطقين بها وبغيرها، من المتخصصين وغير المتخصصين.
- العمل على إعداد اختبار كفاءة باللغة العربية أكاديمي ومهني.
- العمل على تطوير المحتوى الرقمي العربي من خلال التواصل مع الجامعات المحلية والعربية لإيجاد الخطوات المناسبة لتفعيله.
- العمل على الاستفادة من تقنيات التكنولوجيا الرقمية في مناهج تعليم اللغة العربية الأكاديمية.
- وضع خطة عمل لتعليم اللغة العربية للمغتربين اللبنانيين وللناطقين بغيرها مع الاستفادة من التجارب المنفذة.
وقد لاقت الورشة تفاعلاً كبيراً مع الحضور حيث تمّ طرح العديد من التساؤلات على المتحدثين ما أدى إلى حوار هادف يخدم ورشة العمل .