الثلاثاء, فبراير 11

السيسي والقضية الفلسطينية: موقف ثابت ورفض للمساومات

بقلم .نادى عاطف

في خضم التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة العربية، تتجلى مواقف الدول وزعمائها في لحظات الاختبار الحقيقية، حيث يصبح القرار السياسي انعكاسًا للقيم الوطنية والمبادئ الراسخة. ومن بين هذه المواقف التي تستحق التأمل، موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من القضية الفلسطينية، والذي اتسم بالثبات ورفض أي مساومات تمس الحقوق الفلسطينية أو تمثل تفريطًا في السيادة المصرية.

رفض إسقاط الديون مقابل التهجير

ظهرت مؤخرًا شهادات من مسؤولين إسرائيليين تؤكد أن مصر رفضت عرضًا بإسقاط جزء كبير من ديونها مقابل القبول بمخططات تهجير الفلسطينيين، وهو ما يعكس تمسك القيادة المصرية بثوابت الدولة تجاه القضية الفلسطينية. هذا الموقف ليس جديدًا، بل يأتي امتدادًا لسياسة مصرية واضحة ترفض أي حلول على حساب الحقوق الفلسطينية أو الأمن القومي المصري.

مصر ودورها التاريخي في القضية الفلسطينية

على مدار العقود الماضية، كانت مصر لاعبًا رئيسيًا في دعم الحقوق الفلسطينية، سواء عبر الجهود الدبلوماسية أو الميدانية. ولم يكن رفض التوطين أو التهجير سوى حلقة في سلسلة طويلة من المواقف التي اتخذتها القاهرة، بدءًا من دعم القضية في المحافل الدولية، مرورًا بالوساطات المتعددة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وصولًا إلى تقديم الدعم الإنساني للأشقاء في غزة.

ترامب والسيسي: تقدير خاص

من اللافت أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان يشير إلى السيسي بلقب “الجنرال” أو “السيد الرئيس الجنرال”، وهو تعبير لم يستخدمه مع أي رئيس دولة آخر. هذا التقدير يعكس المكانة التي يحظى بها السيسي على الساحة الدولية، كقائد يتمتع بخبرة عسكرية ورؤية سياسية واضحة.

القيادة الحكيمة والثقة الشعبية

ورغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها مصر، يظل قطاع واسع من المصريين يثق في قيادتهم، ويرون أن سياسات الرئيس السيسي تستند إلى مبادئ الوطنية والنزاهة. هذا الدعم الشعبي ليس مجرد تأييد لحكمه، بل هو تأكيد على قناعة المواطنين بأن مصر تحت قيادته لن تتخلى عن دورها الإقليمي ومسؤولياتها التاريخية.

موقف السيسي من القضية الفلسطينية ليس مجرد قرار سياسي، بل هو انعكاس لرؤية وطنية ترى أن العدل والاستقرار في المنطقة لن يتحققا إلا بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. وبينما تتغير مواقف بعض الدول تحت ضغط المصالح والضغوط الدولية، تظل مصر ثابتة على موقفها، رافضة أي حلول تتنافى مع حقوق الفلسطينيين أو تمس الأمن القومي المصري.

عاشت مصر وعاشت كل يد تبني حجرا في صرح هذا الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *