الخميس, مارس 6

زيارة لنائب المدير التنفيذي وممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA لمركز “عامل” في صور ولقاء مع مهنا أربعة عقود ونيف من الصمود في بناء الإنسان – المواطن

زيارة لنائب المدير التنفيذي وممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA لمركز “عامل” في صور ولقاء مع مهنا

أربعة عقود ونيف من الصمود في بناء الإنسان – المواطن

التقى الدكتور كامل مهنا، رئيس مؤسسة عامل الدولية، خلال زيارة تفقدية ميدانية إلى مركز المؤسسة الصحي التنموي في صور، بوفد يضم ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان السيدة أنانديتا فيليبوس، والسيدة هبة قصير قشور، مسؤولة البرنامج، ومنسقة قسم الإعلام والاتصال فيريتي كوال، وعضو الهيئة الإدارية د. درويش شغري، ومسؤولة برنامج تمكين المرأة لمى عجروش ومسؤولة مركز عامل منى شاكر، إلى جانب العاملين في المركز.

رافق مهنا الوفد في جولة تفقدية على أقسام المركز التي تضررت جراء الحرب الأخيرة على لبنان، حيث أكد العاملون أنهم رغم التحديات لم يتوقفوا عن تقديم الدعم للناس، مجددين التزامهم برسالة المؤسسة في حماية النساء والفتيات وضمان وصولهن الآمن إلى البرامج الصحية والنفسية. كما رافق فريق “عامل” وفد صندوق الأمم المتحدة للسكان في عدة زيارات إلى مركز للإيواء واتحاد بلديات صور للاطلاع على الوضع الإنساني في المدينة، خصوصًا مع بقاء آلاف النازحين غير قادرين على العودة إلى قراهم.

وأعربت السيدة فيليبوس عن تقديرها لالتزام “عامل” برسالتها الإنسانية فوق كل الاعتبارات، مؤكدة أن الشراكة بين المؤسستين استراتيجية وتهدف إلى النهوض بالمجتمع وجعله أكثر أمانًا وعدلاً للجميع.

بعد أسبوع من هذه الزيارة، زار السيد أندرو سابرتون، نائب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، مركز صور برفقة فيليبوس، حيث عبّر عن فخره بحجم الالتزام بقضية حماية النساء والفتيات من قبل المؤسسة في كل الظروف، مشيدًا بدور فريق “عامل” الذي عزز جهوده خلال الحرب رغم اشتداد القصف وتضرر المركز، لكنه واصل تقديم الدعم عبر العيادة النقالة، مؤكدًا أن هذا الإصرار يعكس التزام المؤسسة بمساندة الناس في أصعب الظروف.

بدوره، رحّب مهنا بالوفد، مشددًا على أهمية الشراكة بين “عامل” والمنظمات الدولية لدعم الفئات الشعبية وتعزيز وصول الجميع إلى حقوقهم الإنسانية، بعيدًا عن أي تمييز. كما أثنى على بطولة الفريق العامل في المركز، الذين واصلوا تقديم البرامج الصحية والنفسية رغم القصف والدمار، مؤكدًا أن هذا الالتزام يعكس جوهر مؤسسة “عامل” كمنظمة مكرسة بالكامل لخدمة المجتمع، متجاوزةً الصعوبات بإيمان بأن التضامن هو السبيل الوحيد لتجاوز المحن. كما حيّا مسؤولة المركز منى شاكر، التي استمرت مع فريق صور في تقديم الدعم للناس، في دور ريادي استثنائي، كما فعلت فرق “عامل” في مختلف المناطق اللبنانية خلال العدوان.

وقد تحدث مهنا مع فريق المركز حول الظروف الصعبة التي مرت بها المؤسسة في ظل الحرب، حيث أكد أن “عامل” تنفذ مشروعًا بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان لحماية النساء والفتيات، وضمان وصولهن إلى الخدمات الصحية والنفسية، وهو ما حرص فريق المؤسسة على تأمينه رغم الظروف القاسية.

وفي ختام الزيارة، ناقش مهنا مع الفريق خطة إعادة التأهيل والمرحلة المقبلة، مشددًا على أن “عامل” لن تتوقف عن دعم الأهالي، بل ستضاعف جهودها لتعزيز صمودهم وبناء قدرتهم على التعافي. كما أكد أن نهضة المجتمع تتطلب تكاتف الجهود الإنسانية والمؤسسية، واستثمار التجارب السابقة لضمان استجابة أكثر كفاءة للأزمات المستقبلية.

وأضاف أن “عامل”، من خلال شبكة مراكزها الـ40 وعياداتها النقالة الـ24 المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، ستواصل تقديم البرامج الصحية والاجتماعية والتنموية وفق منهجية قائمة على العمل الميداني والتضامن، وتقديم الحلول المستدامة، ودعم الفئات الأكثر تهميشًا، وذلك بالتعاون مع المجتمع المحلي والشركاء الدوليين.

وختم مهنا حديثه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب مقاربة شاملة لا تقتصر على المساعدات العاجلة، بل تمتد إلى بناء مجتمع أكثر صلابة وقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية. كما دعا الجهات المعنية، المحلية والدولية، إلى تحمل مسؤولياتها في إعادة الإعمار ودعم الفئات المتضررة، وتعزيز بيئة آمنة ومستقرة تتيح للناس العودة إلى حياتهم الطبيعية بكرامة وأمان.

وفي هذا الإطار، جدد مهنا تحيته للفريق العامل في مركز صور وعيادته النقالة، ولجميع المتطوعين والفرق الميدانية في مختلف المناطق اللبنانية، الذين لم يتوانوا لحظة عن الوقوف إلى جانب الناس في الجنوب، والبقاع، والضاحية الجنوبية، والشمال، والمتن، وجبل لبنان، وبيروت، مؤكدين مرة أخرى أن العمل الإنساني لا يقتصر على تقديم المساندة في وقت الحاجة، بل هو رسالة التزام ومسؤولية تجاه الإنسان وحقوقه وكرامته الإنسانية.