أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علميّة بعنوان: “المسلمون غير العرب وطوفان الأقصى”، وهي من إعداد الأستاذ الدكتور وليد عبد الحي، خبير الدراسات المستقبلية.
وأشارت الورقة إلى أن عشر دول إسلامية غير عربية فقط لا تعترف بـ”إسرائيل”، بينما هناك 23 دولة إسلامية غير عربية تعترف بـ”اسرائيل”. حيث اعتبر الباحث أن التطبيع العربي مع “إسرائيل” وفَّر المُبرِّر للدول الإسلامية لإقامة العلاقة مع “إسرائيل”.
ورأى الباحث أن رد فعل الدول الإسلامية غير عربية تجاه طوفان الأقصى جاء دون المستوى المطلوب، حيث أجرى قراءة في توجهات الدول والمجتمعات الإسلامية تجاه الطوفان، كما توقف عند توجهات الرأي العام الإسلامي وتفاعله الشعبي، وخلص إلى أن مستوى التأثير غير متناسب مع الحجم البشري والقوة الاقتصادية والمساحة الجغرافية والكتلة التصويتية لهذه الدول في الأمم المتحدة.
وأشارت الورقة أن مستوى الإسهام المادي للدول الإسلامية غير العربية في دعم النضال الفلسطيني، كإرسال المعونات الإنسانية أو الإسهام في ميزانية وكالة الأونروا، وحتى الإسهام المعنوي من خلال تنظيم المظاهرات أو الفعاليات السياسية غير متناسب أيضاً مع الحد الأدنى لما تمتلكه هذه الدول من مقوِّمات.
وعلى الصعيد السياسي، رأى الباحث أن المواقف الرسمية للدول الإسلامية خلال التصويت في الأمم المتحدة على موضوعات طوفان الأقصى تشير إلى توافق كبير بينها على تأييد قضية فلسطين، وإن كانت أغلب تلك القرارات لا تتجاوز حدود “التوصيات” غير الملزمة، حيث لاحظ أن الدول الإسلامية صوَّتت لصالح الموقف الذي تسانده المقاومة في 12/12/2023.
وتوقفت الورقة عند الموقف الإيراني باعتباره الأكثر تقدماً مقارنة بالدول الإسلامية غير العربية، كما لفتت الورقة الانتباه إلى كون مسلمي آسيا الوسطى هم الأقل تفاعلاً مع الموقف الفلسطيني، ربما بسبب السياسات الرسمية في بلدانهم، ورأت في ذلك ما يستوجب المعالجة.