تخرّج الدراسات العليا في الجامعة الأميركية في بيروت لهذا العام: إلهام بالأمل والعدالة
والدكتوراه الفخرية تُمنح لأبو ستة وروي وووكر
أقامت الجامعة الأميركية في بيروت حفل تخرّجها الخامس والخمسين بعد المئة في السابع من حزيران الجاري لتخريج 697 من طلاب الدراسات العليا. وقد أقيم هذا الاحتفال التقليدي على الملعب الأخضر الكبير في حرم الجامعة السفلي حيث اختلطت الابتسامات الفخورة والهتافات والتمنيات الطيبة من الطلاب ومعلّميهم وعائلاتهم وإداريي الجامعة.
وقال رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري في افتتاح الحفل، “إن فشل الشعوب والدول الأوطان والعدل والفرص للجميع يرسم مساراتنا تاريخياً.” وتابع، “إنه فشل الرجال والقادة والرؤى الكبرى وتطبيقاتها البائسة. ولكن في بذور هذه الإخفاقات، يمكننا أن نلمح النواة المختبئة جيداً والتي سوف تنمو ذات يوم، وتضيء الطريق نحو التقدم العادل.”
وطلب الرئيس خوري من المتخرّجين سلوك طريق “النجاح بعد جهد، إذ النجاح المجتمعي النهائي، أكثر جزاءً بعد الفشل مراراً وتكراراً.” وأردف، “إفشلوا بكل قلبكم، وتعلموا من تلك الإخفاقات أن نجاحاتكم ستدفع مجتمعاتكم وأوطانكم يوماً ما إلى الأمام نحو مستقبل أفضل وأكثر استدامة واشتمالية.”
خطيبا خريجي الدراسات العليا هذه السنة كانا علاء أبو شقرا، الملازم أول في قوى الأمن الداخلي الذي حافظ على وظيفته بدوام كامل أثناء دراسته للحصول على شهادة الماجستير في السياسات العامة والشؤون الدولية من الجامعة الأميركية في بيروت وشهادة البكالوريوس في القانون من الجامعة اللبنانية؛ ولين قبيسي، التي حصلت على شهادة الدكتوراه في الطب بعد حصولها على البكالوريوس من الجامعة الأميركية في بيروت في علم الأحياء كما حصلت على جوائز متعددة لمبادراتها المؤثّرة.
علاء أبو شقرا تحدث عن الفرص والتحديات غير المتوقعة التي قادته إلى دراسة غير متوقعة في الجامعة الأميركية في بيروت وقال، “اليوم، نغادر المكان الذي شعرنا فيه دائماً بالراحة والأمن.” وتابع، “أقصد ذلك الشعور بالأمن الأخلاقي غير الملموس الذي يتم الشعور به في هذه البيئة الصحية من الحرية والاحترام. على مرّ السنين، أثبتت هذه البيئة أنها مكان لا تزدهر فيه العقول الحرّة فحسب، بل مكان يُصنع فيه قادة المستقبل أيضاً.”
لين قبيسي وصفت الجامعة الأميركية في بيروت بأنها جزيرة تبقى آمنة وعاملة في وجه التحديات، ولكنها غير معزولة عن بقية العالم وهمومه. وأوضحت، “في خضم الكفاح المستمر من أجل حرية التعبير في جميع أنحاء العالم، أنا فخورة بأن أكون جزءاً من واحدة من المؤسسات القليلة في الشرق الأوسط التي تُعزّز فعلاً هذه الحرية.” وأردفت، “هذه الحرية هي أساس نمونا أكاديمياً وشخصياً، مما يساعدنا ليس فقط على أن نصبح طلاباً أفضل ولكن أيضاً مواطنين أفضل في العالم، وأصواتاً للتغيير ودعاة للعدالة.”
ثم منح الرئيس خوري شهادة الدكتوراه الفخرية للجامعة إلى مكرّمي هذا العام الذين يمثّلون قيم ومهمة الجامعة، الجرّاح التجميلي والترميمي غسان أبو ستة الذي عالج الجرحى في مناطق القتال في جميع أنحاء المنطقة على مدى عقود، والمؤلّفة الشهيرة والمعمارية والممثلة والناشطة أرونداتي روي مناصرة السعي الى مجتمعات منصفة في الهند وفي جميع أنحاء العالم، ورئيس مؤسسة فورد وصاحب التأثير التحويلي في مجالات العدالة الاجتماعية العالمية والعمل الخيري دارِن ووكر.
وبصفتها خطيبة الاحتفال الرئيسية، قالت أرونداتي روي أن مفاهيم مثل الرأسمالية، والديمقراطيات الليبرالية الغربية، و “المقياس الحقيقي للتألق أو القيمة الإنسانية” تتجسّد اليوم، مبرزة أوجه التشابه بين الخيارات التي يواجهها الناس في غزة، والهند، والولايات المتحدة في إزاء فقدان “البوصلة الأخلاقية.”
“إننا نعيش في أوقات صعبة” قالت روي التي ناقشت قضايا مثل الفصل العنصري والإبادة الجماعية والظلم الذي نشهده في جميع أنحاء العالم، من موطنها الأصلي الهند إلى الحرب الحالية على غزة. وأردفت، “مهما كانت الديمقراطيات الغربيّة منافقة في التمسّك بقيمها الخاصة، فإن هذه القيم في حد ذاتها مهمة.”
وتابعت، “بما أنني أتحدث إلى جمهور من الطلاب في بلد خاطر بالكثير للوقوف كتفاً إلى كتف مع شعب غزة، دعونا نُعرب عن تضامننا مع الأشخاص الذين شاركوا في المسيرات، وكذلك الطلاب وأعضاء هيئة التعليم في الجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا الذين تحدّوا حكوماتهم وخرجوا بالآلاف للاحتجاج.” وقالت روي، ملهمة مجموعة جديدة من خريجي الجامعة الأميركية في بيروت وهي تستعدّ للقيادة في الخدمة، “يبدو أن الكثيرين منا – الطلاب والكتّاب والمقاتلين والعمال والبشر – لديهم الكثير من العمل للقيام به.”