حاصباني: الحوار كشرط للذاهب الى انتخاب الرئيس ضرب لدستور الوفاق الوطني
أسف نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني أنه “مرّت سنة على آخر جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية” وأسف اكثر أنه “يتم إلهاء اللبنانيين بمبادرات وحوارات كأنها بديل عن جلسات إنتخاب الرئيس وكأن الحوار هو الطبيعي وجلسة انتخاب الرئيس هي الاستثناء”.
وفي مقابلة عبر “الجديد”، أكد أن “اي شيء مُمأسس لحوار يترأسه رئيس المجلس النواب نبيه بري او أحد من هيئة مكتب المجلس كشرط للذاهب الى انتخاب رئيس الجمهورية هو هرطقة دستورية”، مضيفاً: “أما النقاش حول اسماء رئاسية فقائم منذ سنتين. لقد تشاورنا كمعارضة وإتفقنا على النائب ميشال معوض ثم تقاطعنا مع “التيار الوطني الحر” على الوزير السابق جهاد ازعور” بينما الفريق الآخر مصر على مرشح واحد وموقف واحد من الجلسات، بالرغم من تشاور أكثر من كتلة معه.
حاصباني الذي شدّد على ان “ليس دور رئيس مجلس النواب الدعوة الى حوار بل الدعوة لجلسة لإنتخاب رئيس الجمهورية”، رفض القول إن الجميع متساوون بالتعطيل، مضيفاً: “هناك من يعطل الانتخاب ويطيّر النصاب فيما نحن كقوى المعارضة نقوم بواجبنا عبر الحضور الى الجلسات وتحديد مرشح والتصويت له. بري هو واجهة لـ”حزب الله”. أنا مع ان يقول رأيه لكنني أرفض ان يصادر لي حقي بالتصويت في مجلس النواب. انه رئيس لمجلس النواب وان اراد التشاور مع كتل نيابية اخرى فذلك طبيعي لكن لا يمكن حينها ان يتشاور ويكون طرفاً وأن يترأس في آن”.
هذا وتوقّف حاصباني عند محاولة التصوير ان “القوات اللبنانية” سلبية تجاه إنتخاب رئيس للجمهورية، مؤكّداً ان هذا الامر تضليل ومذكّراً أن “القوات” أوّل من دعى الى انتخاب رئيس قبل إنتهاء عهد العماد ميشال عون كي يكون هناك انتقال سلس للسلطة وحين انطلق الفراغ كانت اول من دعى للنزول الى ساحة النجمة وانتخاب رئيس وشاركت في جميع الجلسات مع قوى المعارضة، ولم تطيّر النصاب وصوتت لمن رشحته”.
أضاف: “نحن نعمل بتنسيق كامل مع المعارضة وليست “القوات” وحدها بهذا الموقف ومحاولة تصويرها كمعطل هي للتضليل لان الاساس هو قيام جلسة انتخاب والانحراف هو جلسة حوار رسمية تسبق الانتخابات. نحن كررّنا اننا مع التشاور اي التباحث بين القوى السياسية من ضمن الدستور من دون تكريس أعراف دستورية. انهيار البلد كان نتيجة تكريس اعراف متتالية خارج الدستور وطاولات الحوار منذ العام 2006 كانت مدماكاً في هذا الاطار”.
وتعليقاً على تصوير فريق الرئيس بري أن عقد جلسات لإنتخاب رئيس دون النجاح بذلك أمر معيب، جزم حاصباني بأن “المعيب ليس عقد جلسات عدة لمجلس النواب لإنتخاب رئيس بل عدم الانتقال الى الدورة الثانية كي يصل اي مرشح بـ65 صوتاً ومن عطّل الجلسات هو المسؤول عن عدم إنتخاب رئيس”.
كما كشف حاصباني أنه “من الممكن ان يلوّح باسيل بانتخاب د. سمير جعجع رئيساً للجمهورية من باب المناورة من أجل ان يحسّن شروط تفاوضه مع “الثنائي الشيعي” وهو قال خلال إجتماعه مع المعارضة أنه قد يقدم على ذلك “انتبهوا شو بتحكوا لأن يمكن أعملها”. لكن الأكيد ان لا “القوات” والمعارضة ولا “الثنائي” يأخذ كلام باسيل هذا على محمل الجد”.
كذلك، أكّد تمسّك “القوات” بدستور الوفاق الوطني في الطائف وعدم التخلي عنه معتبراً أن أي خروج عنه هو ضرب للوفاق الوطني، موضحاً: “أي مسّ بالدستور باختلاق اعراف مثل الحوار الرسمي الذي يسبق الانتخابات الرئاسية او الاستحقاقات الدستورية هو مسّ بدستور الطائف والوفاق الوطني”.
ختم حاصباني بالتأكيد أن “التخوف مما قد تشهده المنطقة من تطورات سلبية لا يعني ان ننتخب رئيساً “كيف ما كان” لأن هذا الظرف يتطلب بالعكس ضرورة اختيار الرئس الصح كي لا يجر لبنان الى خراب أكبر، علما ان انتخاب رئيس ليس كل الحل”.