الإثنين, أبريل 21

أبو مرعي ومقاربة المشهد الانتخابي في مدينة صيدا وبلديات منطقتها

أبو مرعي ومقاربة المشهد الانتخابي في مدينة صيدا وبلديات منطقتها

سامر زعيتر :

مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في 25 أيار 2025، تبرز تحركات رجل الأعمال السيد مرعي أبو مرعي كعامل مؤثر في المشهد الانتخابي لمدينة صيدا وقرى شرقها.

ديوانيته في مؤسسة أبو مرعي الخيرية بالهلالية، أصبحت هذه الديوانية مركزًا للتلاقي والتشاور بين مختلف الفاعليات السياسية والاجتماعية، حيث يستقبل أبو مرعي شخصيات من مختلف الانتماءات، مؤكدًا على أهمية التوافق والعمل المشترك.

السيد أبو مرعي، المعروف بدوره في تعزيز العيش المشترك بين صيدا وجزين، يسعى حاليًا إلى دعم وجوه جديدة تحمل رؤى إصلاحية، مع التركيز على تمكين الشباب والنساء في العمل البلدي. في قرى شرق صيدا، يعمل على تحقيق التزكيات حيثما أمكن، ويدعم المرشحين الذين يتوافقون مع رؤيته للتغيير والتنمية المستدامة.

من خلال هذه التحركات، يؤكد أبو مرعي على التزامه بتعزيز الوحدة الوطنية والعمل من أجل مستقبل أفضل للمنطقة، بعيدًا عن الاصطفافات التقليدية والمحسوبيات، مع التركيز على الكفاءة والنزاهة في اختيار المرشحين.

لم تهدأ حركة السيّد أبو مرعي، منذ إعلان موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في 25 أيار 2025، إذ تحوّلت ديوانيته في مؤسسة أبو مرعي الخيرية في الهلالية إلى محطة للتلاقي والتشاور حول مقاربة هذا الاستحقاق الديمقراطي في ظل العهد الجديد، برئاسة الرئيس جوزاف عون وحكومة الرئيس نواف سلام.

أبو مرعي، الذي كرّس نفسه رقمًا صعبًا في المعادلة الصيداوية – الجزينية، بعدما لعب دورًا بارزًا في تعزيز العيش المشترك وتمتين الوحدة الوطنية، وتقريب وجهات النظر بين أبناء المنطقتين، انسجامًا مع قناعته ومع التقارب الجغرافي والتاريخي بينهما، يستقبل في ديوانيته شخصيات من مختلف المذاهب والانتماءات، في مشهد يعكس موقعه المؤثر في المشهد الانتخابي.

ولعل أبرز ما يميّز حضوره السياسي هو جرأته ووضوح مواقفه؛ ففي الانتخابات النيابية عام 2018، شكّل ترشيح ابن شقيقته، سمير البزري، متحالفا مع “القوات اللبنانية”، خطوة جريئة كسرت العرف السياسي السائد بين المنطقتين، وعبّرت عن اعتراض على نمط التوريث السياسي والتقليد العائلي في المدينة.

أما في انتخابات 2022، فقد لعب دورًا أساسيًا في إنجاز التوافق على دعم لائحة المهندس يوسف النقيب “وحدتنا في صيدا وجزين”، والتي دعمت من “الجماعة الإسلامية” و”القوات اللبنانية”، بعد سحب مرشحه المهندس نهاد الخولي. وقد ساهم هذا التوافق في فوز النائبين غادة أيوب وسعيد الأسمر عن دائرة صيدا – جزين.

في نهاية كل أسبوع، يستقبل “أبو عاطف” في ديوانيته زوّارًا من الاصدقاء والمقربين ومن رؤساء بلديات حاليين وسابقين، ومخاتير، ومرشحين، وفاعليات اجتماعية واقتصادية من صيدا وجزين، جاء بعضهم مستفسرًا عن موقفه من الانتخابات، وما إذا كان سيُرشح أحداّ أو يدعم لائحة ما.

يؤكّد أبو مرعي في كل لقاء أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: الدفع بعجلة التغيير وتعزيز دور الشباب في الشأن العام. ولا يُخفي دعمه لوجوه جديدة تحمل رؤية إصلاحية وتتمتع بالكفاءة والنزاهة، خصوصًا من جيل الشباب، إيمانًا منه بأن البلديات اليوم، في ظل الأزمات المالية، تحتاج إلى دم جديد يضخ فيها طاقة الإنماء والتجدد.

في مدينة صيدا، يراقب المشهد عن كثب، متابعًا الحراك القائم ومواقف القوى الصيداوية وفاعلياتها، وظاهرة الاهتمام المتزايد بالانخراط في الاستحقاق، ترشيحًا وتصويتًا. لا يسعى إلى تشكيل لائحة بلدية، لكنه يحرص على دعم أصحاب الكفاءة والقدرة على إحداث التغيير، بعيدًا عن منطق المحسوبيات والاصطفافات التقليدية.

أما في قرى شرق صيدا، فينتهج أسلوبًا هادئًا وبنّاءً، ساعيًا إلى تحقيق التزكيات حيثما أمكن، وداعمًا للمرشحين الذين “يشبهونه”، كما يردّد دائمًا.

خلاصة، السيد أبو مرعي ليس مجرد رجل أعمال ناجح، بل هو حالة مؤثرة تجمع بين الرؤية الاقتصادية والنبض الشعبي في قلب سياسي، يؤمن بأن التغيير لا يُفرض من فوق، بل يُصنع من القاعدة… من الناس… من الأمل الذي لم ينكسر.