
“لا تنذكر ولا تنعاد“: معرض فوتوغرافي عن الحرب اللبنانية
“بالمناسبة نستذكر ما قال المفكر العربي الراحل ابن مدينة بيروت الدكتور حسن صعب مؤسس وأمين عام “ندوة الدراسات الإنمائية” إن المأساة التي عانينا قتلت الآلاف من اللبنانيين، ولكنها لم تقتل الحلم اللبناني، وحلمنا هو أن لا يكون اللبناني وحش الغابة بل رائد الحضارة. وهذا اللبناني الذي حرم واضطهد وخطف واغتيل وتحمل كل أنواع العذاب، هو الذي نجد في ألمه مبعث الأمل.
إننا نعقد أملنا على الذين فقدوا الأمل. لأن هؤلاء يرفضون أن نعود للواقع الذي عرضنا لليأس، ولكنهم يتطلعون لواقع جديد، يكون فجرا لأمل جديد.”
افتتح في “جامعة بيروت العربية” في العاصمة اللبنانية، فعاليات المعرض الفوتوغرافي “خمسون عاماً على الحرب الأهلية – لا تنذكر ولا تنعاد” للمصوّر صالح الرفاعي.
ويضم المعرض 32 صورة بالأبيض والأسود وصورتين بالألوان ترمز لبداية الإعمار.
وتهدف المبادرة إلى تذكير الأجيال القادمة بأن الحرب الأهلية اللبنانية ليست مجرد ماضٍ، بل تجربة مؤلمة تحمل دروساً لبناء مستقبل أفضل.
وتوثّق الصور مشاهد من الحرب اللبنانية بين 1975 و1990، خاصةً خطوط التماس والمناطق المتضررة.
وقد استبعدت صور المقاتلين والمجازر لقسوتها.
وقال الرفاعي خلال حفل الافتتاح: “لا شك في أن الحرب الأهلية في لبنان راكمت تلالاً مرتفعة من الصور، منذ اندلعت في 13 نيسان عام 1975، وعلى مدى 15 عاماً، بعد جولات وصولات دمرت البشر والحجر، واخترقتها نيران اجتياح العدو الإسرائيلي عام 1982، من الحدود الجنوبية حتى العاصمة.”
واختتم الرفاعي “يقول الباحث والمصور الفوتوغرافي الأميركي لويس هاين: “لو استطعت أن أعبّر بالكلمات عما أريد لما حملت الكاميرا”. تستطيع الكاميرا أن تفصح أكثر، وتختصر الكثير من الكلام. حسبي أنني أختصر، في صوري هذه، كل النيران التي كانت تشتعل في داخلي، كلما صوّبت المنظار نحو الهدف، وضغطت على زر التشغيل”.
محمد ع.درويش