الخميس, يونيو 5

الجامعة الأميركية في بيروت تعلن مشروع تأسيس كلية علوم الحوسبة والبيانات

عقدت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) فعالية لإطلاق مشروع أعلنت من خلالها عن تأسيس كلية علوم الحوسبة والبيانات (SCDS) في الجامعة. أُقيمت الفعالية ضمن الاجتماعات السنوية لمجلس أمناء الجامعة، بحضور الإدارة العليا، وأعضاء الهيئة التعليمية والباحثين، والشركاء، والضيوف المميزين، وممثلي وسائل الإعلام.

وقال رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، “إنّ كلية علوم الحوسبة والبيانات ستكون الإجابة التي نبحث عنها — هي ليست مجرد رد فعل، بل خطوة مقصودة نحو تحقيق رؤية مشتركة تؤكد على ضرورة البقاء مرنين ومتطلعين نحو المستقبل، ونحن نتعامل مع المشهد العالمي المتغير بسرعة. إنها حجر الزاوية في خطة الجامعة الأميركية في بيروت الاستراتيجية “رؤية 2030″.”

وأضاف، “تهدف الكلية إلى استقبال ورعاية الطلاب الذين سيتعلمون طرح أسئلة عميقة ومؤثرة، ونمذجة العالم بشجاعة وتواضع وتخيل، وتشكيل المستقبل حيث لا تكون التكنولوجيا هروبًا من تعقيدات، بل تفاعل عميق معه.”

تمت الموافقة على إنشاء كلية علوم الحوسبة والبيانات من قبل مجلس أمناء الجامعة في تصويت بالإجماع جرى في حزيران 2024، وستقدّم برامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. وتسعى الكلية إلى تعزيز تميّز الجامعة الأميركية في بيروت في مجالات التعليم والتعلّم، والبحث والابتكار، والرعاية الصحية، والفعالية المؤسّساتية، مستندةً إلى إرث الجامعة في تحويل المجتمعات من خلال المعرفة والخدمة، وتأكيد رسالتها كمؤسسة تعليم عالٍ رائدة في المنطقة والعالم.

ستتبنى الكلية منظورًا منهجيًا للذكاء الاصطناعي، وستعمل على تعزيز دور البيانات بمختلف أحجامها وعبر مجالات متنوعة من العلوم الصحية والطبية إلى اللغة العربية والبيئة. وستضم هيئة تعليم عالمية المستوى متعددة الإختصاصات، تغطي نطاقًا شاملاً من الخبرات النظرية والتطبيقية، بهدف إعداد جيل حكيم من القادة والمفكرين والمصممين والمنفذين.

وتحدث رئيس مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت عبدو قديفة، الذي عمل في “وادي السيليكون” لمدة 43 عامًا، عن التحول الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي في العالم، وقال، “لقد شعرنا في الجامعة الأميركية في بيروت أنه علينا أن نقود ونبتكر ونكون في طليعة هذا المجال، ليس فقط على مستوى المنطقة، بل على المستوى العالمي. نهدف إلى تجميع الخبرات والقدرات ومواهب الحوسبة، بالإضافة إلى باحثين من تخصصات متنوعة، من أجل تقديم نهج جديد لازدهار الذكاء الاصطناعي وتحقيق الازدهار لنا هنا في المنطقة.”

وأشار قديفة إلى أن الجامعة ومجلس أمنائها ملتزمان بالكامل بتأمين الموارد اللازمة لإنجاح هذا المشروع، بما في ذلك هدف جمع 100 مليون دولار، ما يبرز إيمانًا عميقًا بالأهمية الاستراتيجية لتأسيس هذه الكلية الجديدة.

ومن المتوقع إطلاق كلية علوم الحوسبة والبيانات في أيلول 2026، وستكون من جهة بمثابة مرصد، ومن جهة أخرى بمثابة مركز تعليمي وتجريبي، كما ستعمل في الوقت ذاته كمركز للحوسبة مزود بآلات مدربة على تدفقات بيانات تتراوح من المقاييس دون الذرية إلى الفلكية، وقادرة على تحليل ظواهر معقدة كالأوبئة ضمن مجتمعات متشابكة.

وقال خوري، “إنَ لبنان والمنطقة بحاجة ماسة إلى حلول تتجاوز التخصصات والقطاعات.” وتابع، “منها على سبيل المثال التخفيف من ندرة المياه، أو معالجة الفروقات بالعناية الصحية، أو فهم الديناميكيات المتقلبة للهجرة والعمل، فنحن بحاجة إلى نوع البصيرة التي يمكن أن توفرها الحوسبة وعلوم البيانات… فلتصبح هذه الكلية مرصدًا جديدًا لعصرنا، ولتسلّط الضوء على أنماط المجتمع المعقدة، وعلى البيانات المخفية في مرأى العين، وعلى آفاق المعرفة التي لا تزال أمامنا.”

تضمنت الفعالية عرضًا تقديميًا من قبل وكيل الشؤون الأكاديمية في الجامعة الدكتور زاهر ضاوي، والمدير المؤسّس للكلية الدكتور جهاد توما، بالإضافة إلى فريق من الباحثين في الجامعة الذين قدموا تجربة رائدة لتطوير “نموذج الإيقاع الكبير”. واختُتم الحدث بحفل استقبال.