الأحد, يوليو 27

من الجذور النبيلة تُولد الرؤى الراسخة…. هيثم أبو خديجة في الاردن نموذجًا

من الجذور النبيلة تُولد الرؤى الراسخة…. هيثم أبو خديجة في الاردن نموذجًا

كتب مروان التميمي..

في المشهد الأردني، وبين الأسماء التي أثرت بهدوء في مجالات التعليم والاقتصاد والمجتمع، يبرز اسم الدكتور هيثم أبو خديجة كواحد من تلك الشخصيات التي لا تفرض نفسها عبر الأضواء، بل تترك أثرها من خلال العمل الجاد، والثبات على المبدأ، والرؤية التي تتجاوز اللحظة.

أبو خديجة لم يكن نتاج صدفة ولا صعودًا لحظيًا، بل هو امتداد لتربية أصيلة ونموذج عائلي متميّز. فقد نشأ في بيت آمن بالقيم، وتربّى على يد والده، المرحوم عبدالله أبو خديجة، الذي لم يكن مجرد رجل أعمال، بل رجل كريم ومؤمن، غرس في أبنائه ثقافة الجدّ والاجتهاد، والإيمان بأن العطاء الحقيقي هو ما يُثمر في الناس. من هذا الأصل الكريم انطلقت استثمارات العائلة لتكون تجسيدًا حيًّا لفكرة التنمية المتكاملة: تعليمية، صحية، مالية، وإنسانية.

منذ عام 1998، يتولى هيثم أبو خديجة منصب نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للشركة العربية الدولية للتعليم والاستثمار، الجهة المالكة والمشغلة لجامعة العلوم التطبيقية الخاصة، التي أصبحت تحت إدارته واحدة من أبرز الجامعات الأردنية وأكثرها حضورًا وتميّزًا في المشهد الأكاديمي محليًا ودوليًا. وخلال أكثر من عقدين، لم تكن الجامعة مجرد مؤسسة تعليمية، بل مشروعًا متكاملًا للاستثمار في الإنسان، رؤيةً وتنفيذًا.

لم تنحصر جهوده في التعليم فحسب، بل امتدت إلى مجالات الصحة، والتدريب، والخدمات المالية، من خلال استثمارات نوعية تعكس التزام العائلة الكريمة، التي نشأت على يد والدهم، بقيم العطاء الوطني والعمل المسؤول. تنوّعت المبادرات وتوحّد الهدف: تمكين الإنسان، والارتقاء بجودة الحياة، بخطى ثابتة ومسؤولية راسخة.

ما يميزه كما يصفه مقربون ليس فقط دقته بل تلك الشجاعة في إبداء الرأي، والتمسك بالقيم دون تردد أو انفعال.

فهو من القلائل الذين جمعوا بين الحزم والهدوء، بين الرؤية والانضباط، وبين المبدأ والعمل. لذلك كسب احترام كل من تعامل معه، حتى من اختلفوا معه، لأن الثقة لديه تُبنى على الموقف، لا على المصلحة.

لقد قدّم أبو خديجة عبر مسيرته صورة مختلفة لرجل الأعمال: المسؤول، المتجذر في أرضه، المرتبط بمجتمعه، والمخلص لرسالته. وحين يُذكر اسمه، لا يُذكر باعتباره مجرد صاحب مؤسسات ناجحة، بل باعتباره أحد الذين آمنوا أن النجاح الحقيقي هو ما ينعكس أثره في حياة الناس.

وإذا أردنا أن نزن هذه التجربة بميزان العدالة، فلا نجد أصدق من قوله تعالى:

“وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرى”

وسعي هيثم أبو خديجة… يُرى، ويُحترم، ويُبنى عليه