عادت الكوليرا إلى لبنان بعد قرابة ثلاثة عقود، حيث تم الإعلان عن تفشي الوباء في 6 تشرين الأول 2022، وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1993. يتزايد تفشي الكوليرا في لبنان بمعدل ينذر بالخطر وسط ارتفاع عالمي في حالات الإصابة بالكوليرا. منذ 7 تشرين الثاني، تم الإبلاغ عن أكثر من 2722 حالة مشتبه بها و18 حالة وفاة في جميع أنحاء البلاد.
استجابة لذلك، يخصص الاتحاد الأوروبي مبلغ 800,000 يورو لمياه المجتمعات المحلية ولتدخلات الصرف الصحي والنظافة في المناطق التي تتركز فيها حالات الكوليرا. كما تعمل البرامج الإنسانية المستمرة في الاتحاد الأوروبي على إعادة توجيه الجهود للتصدي لهذه الحالة الطارئة الجديدة.
وقد صرح المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، جانيز لينارتشيتش: “الوضع في لبنان من سيء إلى أسوأ، حيث يعيش 80٪ من السكان تقريبا في حالة من الفقر. وتعد الكوليرا مؤشر على هذا الوضع المتدهور ولا يمكن أن تأتي في وقت أسوأ من ذلك. لذا سيتيح تمويل الاتحاد الأوروبي لشركائنا في المجال الإنساني بنشر فرق الاستجابة السريعة والتأكد من أن المجتمعات المتضررة تستهلك المياه الآمنة”.
تنتقل الكوليرا، التي يُحتمل أن تكون قاتلة إذا تُركت دون علاج، من خلال المياه غير النظيفة. يفتقر الأشخاص الذين يعيشون في مساكن فقيرة وفي مخيمات اللاجئين إلى الوصول إلى المياه الصالحة للشرب ويعيشون في كثير من الأحيان في ظروف غير صحية مما يساعد على انتشار المرض.
يشهد لبنان أزمة عميقة منذ عام 2019. ومع تأثر أنظمة الصرف الصحي والصحة بشكل خطير وتزايد هشاشة السكان، ثمة قلق بشأن احتواء تفشي الوباء. كما أن البلاد تواجه اضطرابات كبرى في توصيل المياه ونقصًا في الوقود لتشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي.
في الشهر الماضي، التزم الاتحاد الأوروبي أيضًا بتمويل إضافي لمكافحة وباء الكوليرا في سوريا (700,000 يورو) وهايتي (مليون يورو) وإثيوبيا (100,000 يورو) بالإضافة إلى حشد شركاء الاتحاد الأوروبي في المجال الإنساني على الأرض للتأهب لإحتواء مرض الكوليرا والتصدي لها.