رسالة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة
الفلسطيني الذي صمد كل هذه السنين ، منذ وعد بلفور ، ومنذ النكبة ، وحتى اليوم ، لن يرفع الراية البيضاء إطلاقاً .
إعداد ومتابعة: ربا يوسف شاهين
يستهدفون غزة يستهدفون الضفة يستهدفون القدس يستهدفون كل شيء وخاصة غزة المستشفيات دور العبادة ولن يرفعوا راية الاستسلام ما يعانيه الشعب الفلسطيني مستمر ومتواصل منذ سنوات طويلة
▪️حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء ايها الأخوة والأخوات الأعزاء
تزداد رقعة العدوان ، الذي يستهدف شعبنا الفلسطيني .
ف غزة ما زالت تتعرض للقصف ، والعدوان مستمراً و متواصلاً هناك ، لا بل يزداد همجيةً و عدوانيةً و شراسةً ، مستهدفا الأبرياء والمدنيين من أبناء شعبنا ، وكذلك في مخيم جنين ، حيث ارتقى الشهداء ، وكذلك في نابلس وفي مخيم بلاطة ، هنالك شهداءٌ و دمارٌ و استهدافٌ غير مسبوق .
وما يحدث أيها الأحباء ، إنما يدل على أن هذه الحرب ، لا بل هذا العدوان ، إنما يستهدف شعبنا الفلسطيني كله ، في غزة والضفة الغربية
طبعا في غزة ، هنالك عدوانٌ شرس ، وهنالك قصفٌ واستهدافٌ غير مسبوق لقطاع غزة .
▪️ وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
ولكن الضفة الغربية ، هي أيضاً مستهدفة وهنالك اقتحامات واغتيالات وممارسات احتلالية غاشمة في أكثر من مكان ، وفي أكثر من موقع في الضفة الغربية .
يستهدفون غزة ، والتي غالبيتها الساحقة ، هم من اللاجئين الفلسطينيين ، و يستهدفون مخيم جنين ، ومخيم بلاطة ، وغيرها من المخيمات وكأن هنالك استهدافاً ، لأقدس الثوابت الوطنية الفلسطينية ، و أهمها وهو “حق العودة”
المخيم الفلسطيني ، يرمز إلى العودة إلى اللجوء ، إلى النكبة ، إلى معاناة الشعب الفلسطيني منذ عام 48 ، وكأن الاحتلال يريدنا أن نعيش أجواء النكبة ، وأن نكون في نكبة مستمرة ومتواصلة .
طبعاً هذه سياسة الاحتلال منذ سنوات طويلة ، اعتداءات اعتقالات اغتيالات ، شعبنا الفلسطيني يعيش هذه المظالم منذ سنوات طويلة ، ولكن اليوم يبدو أننا أمام مؤامرةٍ ، ويبدو أننا امام مخططٍ ،. هادفٍ للتنكيل بشعبنا الفلسطيني بشكل غير مسبوق وهم يظنون واعني بذلك الاحتلال ، ان تنكيلهم و وممارساتهم سوف يجعل شعبنا الفلسطيني ، يرفع الراية البيضاء ، سواء كان هذا في غزة ، أو في الضفة الغربية ، أو في القدس .
▪️وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
ما أود أن أقوله ، لمن يجب أن تصله كلمتي اليوم:
بأن شعبنا يقدم الشهداء ، ويقدم التضحيات ويتعرض للاعتداءات ، و للحصار ، ولكل الممارسات الظالمة ، ولكن هذا الشعب ، لن يرفع راية الاستسلام ، ولن يرفع الراية البيضاء .
لا بل العكس هو الصحيح ، الفلسطينيون اليوم هم أكثر تشبثاً ، و تمسكاً بحقوقهم ، و ثوابتهم و انتمائهم ، أكثر من أي وقت مضى .
والقضية الفلسطينية اليوم ، التي سعى البعض لتصفيتها ، و تهميشها ، و إضعافها ، أصبحت حديث الساعة في كل مكان ، العالم بأسره الأحرار في هذا العالم ، الأحرار من أبناء أمتنا العربية ، كلهم يتحدثون عن فلسطين ، و كلهم يتحدثون عن غزة ، وكلهم يتحدثون عن الضفة الغربية ، وعن القدس .
أولئك الذين ارادوا تصفية القضية الفلسطينية ، فشلوا فشلاً ذريعاً ، واليوم عادت القضية
الفلسطينية ، وبقوة أكثر ، من أي وقت مضى إلى الواجهة .
▪️واكد سيادة المطران عطاالله حنا:
كل العالم يتحدث اليوم ، عن العدوان في غزة عن الاحتلال ، عن ضرورة حل القضية الفلسطينية ، عن ضرورة أن ينعم الفلسطينيون بالحرية ، مثل باقي شعوب العالم .
وبالتالي من يظن أن دماء الفلسطينيين وتضحياتهم ، و شهدائهم ، ومعاناتهم ، و اضطهادهم في وطنهم ، ستؤدي إلى استسلامهم فهو مخطئ .
الفلسطيني الذي صمد كل هذه السنين ، منذ وعد بلفور ، ومنذ النكبة ، وحتى اليوم ، لن يرفع الراية البيضاء إطلاقاً .
أحبائي نقف إجلالاً ، وتكريماً لأرواح شهدائنا في نابلس ، وفي مخيم بلاطة المجاور .
نقف إجلالاً ، وتكريماً لشهداء مخيم جنين ، ولكل الشهداء في فلسطين ، وخاصة في غزة الأبية ، غزة التي تقصف ، غزة التي تمارس فيها الإبادة الجماعية ، غزة التي هي الجرح النازف والذي يجب أن يتوقف .
أحبائي ، أمام كل هذه التضحيات ، أمام كل هذه الدماء لن نألوا جهداً ، من أن نخاطب كافة الأحرار ، من أبناء أمتنا ، وكل شعوب العالم
بأنه يجب أن نعمل ، كل من موقفه من أجل وقف هذا العدوان
“يجب أن يتوقف هذا العدوان حقناً للدماء ووقفاً للدمار”