من نحن؟
بقلم: فارس شاهين
من نحن؟
أما آن الاوان لنتساءل من نحن؟
نحن الذين اذا شبعنا إعتدينا،
واذا جعنا اجبرنا الآخرين على اطعامنا..
و اذا مرضنا لجأنا للذين نكفّرهم لمداواتنا…
نحن الذين نفرض على الاخرين احترام ثقافتنا فيما نحن لا نحترم ثقافتهم لا بل نمنع عنهم ممارسة حريتهم!!!
نحن الذين نرفض أن نأكل من تعبنا لأنّنا لا نريد أن نتعب اصلاً!!
نحن الذين نستمر بمطالبة جارنا كي يبيع كلبه حتى تسرح دجاجاتنا و تمرح في حديقته.
نحن الذين دخلنا البيوت المتضرّرة من الانفجارات و الاهوال و الحروب بحجة المساعدة وسرقنا الغيتار والكمان والتحف و صندوق الاسعافات الاولية!..
نحن الذين لا نتضامن مع مقتل اي مدني في العالم، ان لم يكن يشبهنا..
نحن الذين نلجأ الى السكن في الاماكن المهجورة بهدف الاستيلاء عليها.. والتخييم بارض الغير تمهيدا لتملّكها..
نحن الذين نعتدي على قدسية الجنس والحب والصداقة ونرمي المولود على المزابل…
نحن الذين منّا خرج من يغتصب بنات من احسن الينا ونقتلهن و نرميهن في البساتين…
نحن الذين اعدمنا شعراء قصيدة لم تعجب زعيمنا…
نحن الذين نسرق مياه الجيران، وكهرباء الدولة والاشتراك، و الاشتراك يسرقنا.
نحن الذين اخضعنا الاخرين لثقافتنا و روضناهم حتى اصبحت عندهم من المسلمات…
نحن الذين لا نستضيف النازحين جرّاء الحروب، لاننا نعرفهم حق المعرفة، فهم يشبهوننا في الطينة والعجينة، وعندما تختمر تنفجر!
نحن الذين نشتري الستائر بعدة طبقات كي لا تدخل الشمس و عيون الجيران الى بيوتنا، خوفا من بعضنا البعض.
…
نحن الذين لا نعرف الله الّا لغاية،
ولا نصلّي إلّا لغاية.
نحن الذين نُذلّ بعضنا البعض في المكان و الزمان، الاغلبية الف تذل الاقلية باء، و الاكثرية باء تذل الاقلية الف، و الاكثرية جيم تذل الاقلية دال،،،
ما قميتنا ونحن عاطلون عن النمو؟
عاطلون عن الحب؟ عاطلون عن الانسانية؟