كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس )بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس(
أيها الأحباء في هذا اليوم ، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ، نؤكد ..
إعداد: ربا يوسف شاهين
هذه القضية أيها الأحباء ، هي قضية الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ، وقد قالها العرب في مؤتمراتهم وفي لقاءاتهم بأن هذه القضية هي قضية العرب الأولى .
◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء
في يوم التضامن العالمي مع شعبنا الفلسطيني
نبعث ومن رحاب مدينة القدس ، برسالة الوفاء والمحبة والأخوة والتقدير ، إلى كافة شعوب الأرض وكافة الأحرار في هذا العالم ، الذين تبنوا دوماً مسألة الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية .
أولئك الذين يؤكدون دوماً أن قضية الشعب الفلسطيني ، هي قضية حق وعدالة ،ولا يمكن أن يكون هنالك سلامً أو استقرارٌ بدون أن ينعم الفلسطينيون بحريتهم في وطنهم ، وفي أرضهم المقدسة ، مع التأكيد على الثوابت الوطنية الفلسطينية ، فلا تنازل عن القدس عاصمة لفلسطين ، ولا تنازل عن حق العودة ، هذا الحق الذي لا يسقط بالتقادم ، وستبقى فلسطين “شاء من شاء وأبى من أبى” وطناً للفلسطينيين و أرضاً مقدسةً ينتمي إليها الفلسطينيون ، الذين جذورهم عميقة في تربتها وفي أرضها المقدسة والمباركة .
◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:
في هذا اليوم أيها الأحباء ، نؤكد رفضنا و تنديدنا بسياسات الاحتلال هذا الاحتلال ،
الذي يدمر ويستهدف أبناء شعبنا في غزة ، ولكنه أيضاً يستهدف أبناء شعبنا في الضفة
وكلنا نتابع ما يحدث في جنين وفي مخيم جنين وفي نابلس وفي غيرها من المحافظات ، لا سيما بيت لحم ، ولكن المؤامرة الكبرى ،
هي ما تتعرض له مدينة القدس ، التي تسعى السلطات الاحتلالية الغاشمة ، لطمس معالمها وتزوير تاريخها ، وتهميش وإضعاف الحضور العربي الفلسطيني فيها .
أيها الأحباء في هذا اليوم ، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ، نؤكد بأن قضية الشعب الفلسطيني ، طبعاً هي قضية الفلسطينيين بالدرجة الأولى ، الفلسطينيين الرازحين في ظل الاحتلال ، والذين ينتظرون
يوم عودتهم إلى وطنهم السليب ، إنها قضية الشعب الفلسطيني ، كل الشعب الفلسطيني مسيحيين ومسلمين ، وبكافة الفصائل والأحزاب والتيارات الوطنية الفلسطينية ،
وهي ليست قضيةً لفئة دون الأخرى ، أو لتيار دون الآخر ، كلنا فلسطينيون ، وهذه الأرض هي لنا ، وهذا الشعب هو شعبنا ، وهذه المقدسات هي مقدساتنا ، وهذه القضية هي قضيتنا التي يجب أن ندافع عنها موحدين ، لأن وحدتنا هي قوة لنا في دفاعنا عن الحق الذي ننادي به .
◾وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
ولكن هذه القضية أيها الأحباء ، هي قضية الامة العربية من المحيط إلى الخليج ، وقد قالها العرب في مؤتمراتهم وفي لقاءاتهم بأن هذه القضية هي قضية العرب الأولى .
وأتمنى وأطالب بأن نبقى قضية العرب الأولى
وإذا ما كان هنالك بعضاً من العرب ، الذين انحرفت بوصلتهم .
فنحن نقول لهم بكل محبة :
صوبوا بوصلتكم في الاتجاه الصحيح ، نحن لا نريد أن نخون أحد ، ولا نريد أن نسيء لأحد فالعرب جميعاً هم إخوتنا و أشقاؤنا ، حتى وإن انحرفت بوصلة البعض ، ومن واجبنا أن نذكر هؤلاء ، الذين انحرفت بوصلتهم ، صوبوا هذه البوصلة في الاتجاه الصحيح .
لأن أي بوصلة ، لا تكون نحو القدس ولا تكون نحو فلسطين ، هي لا تكون في الاتجاه الصحيح .
وكونوا على يقين يا أيها العرب جميعاً و يا أيها الحكام العرب جميعاً ، أنكم عندما تدافعون عن فلسطين ، أنتم تدافعون عن أقطاركم وعن دولكم وعن شعوبكم .
لأن المتآمر على فلسطين ، والذي يسعى لتصفية القضية الفلسطينية ، والذي يقتل شعبنا في غزة و يتآمر على القدس وعلى الفلسطينيين جميعاً في كل مكان ، هذا لا يمكن أن يكون صديقاً لكم ، هذا لا يمكن أن يكون محباً لكم ، المتآمر على فلسطين ، هو متآمر عليكم ، وسيأتي وقت إذا ما انتصر في فلسطين ، ولن ينتصر في فلسطين ، إذا ما حقق أطماعه في فلسطين سينتقل إلى أماكن أخرى وإلى دول عربية أخرى فأطماع الاحتلال لا حدود لها ، ولذلك فإن وجودكم و وقوفكم إلى جانب الحق الفلسطيني هو دفاعٌ عن دولكم وعن شعوبكم .
استراتيجياً وجودكم مع فلسطين ، ودفاعكم عن فلسطين ، إنما هي مصلحة استراتيجية لدولكم و شعوبكم التي تقودونها .
عدو فلسطين هو عدوكم ، لا يمكن أن يكون عدو فلسطين صديقاً للعرب أو لبعض العرب ، لا تثقوا بهذه المقولة ، طبعاً الكلمات والخطابات التي تتغنى بالسلام والمصالحة إلى اخره ، نسمعها هنالك كلام دبلوماسي ما أنزل الله به من سلطان
ولكن كونوا على يقين بأن المتآمر على فلسطين هو متآمر عليكم ، وعندما تدافعون عن فلسطين
وكما قلت لكم ، تدافعون عن أنفسكم .
◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
فلا تسمحوا لأحدٍ أن يشتتكم أن يضعفكم أن يمس من مواقفكم المبدئية تجاه القضية الفلسطينية هذه القضية العادلة القضية النبيلة القضية الأعدل في هذا العالم .
وكل التحية للشعوب العربية الشقيقة ، التي كانت دائماً وستبقى دائماً مع فلسطين ، وقد شاهدنا هذه الشعوب كيف تحركت من أجل غزة نصرة لغزة التي تعرضت لحرب الإبادة والتدمير الممنهج خلال الخمسين يوماً الماضية و المنصرمة .
أما شعوب العالم ، الشعوب في أمريكا في أستراليا في أوروبا في كل القارات ، نحن نحيي كل هذه الشعوب التي انتفضت من أجل فلسطين ومن أجل غزة ، والذين خرجوا إلى كل الساحات ، وهم ينادون بالحرية ، ويطالبون بوقف العدوان على أهلنا في غزة ، وهؤلاء ينتمون إلى كل الأديان مسيحيين مسلمين يهود ومن أديان أخرى ، ومن خلفيات ثقافية أخرى ولكن وحدتهم فلسطين ، وما أحلى وما أجمل أن توحد فلسطين كافة شعوب الأرض في الدفاع عنها وعن هذه القضية العادلة .
◾وأشار سيادة المطران عطاالله حنا:
مهما شكرنا ومهما عبرنا عن الوفاء ، لا يمكننا أن نعطي هؤلاء الأحرار حقهم ، وخاصة خلال الأيام المنصرمة ، حيث كانت المسيرات المليونية ، وكانت المظاهرات المليونية ، التي تجوب العواصم والمدن العالمية تضامناً مع فلسطين وشعبها المظلوم والمنكوب وخاصة في غزة .
هؤلاء ايها الأحباء بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية ، عندما وقفوا مع فلسطين إنما عبروا عن إنسانيتهم ، أن تكون إنساناً هذا يعني أنك يجب أن تكون مع فلسطين ، لا توجد هنالك خيارات أخرى ، لا يمكن أن تكون إنساناً وأن تكون مع القاتل مع الظالم مع المحتل ، من يقف مع المحتل تخلى عن إنسانيته ، تخلى عن قيمه ، تخلى عن كل هذه القيم التي يتغنى بها بعض القادة في هذا الغرب ، حقوق إنسان وحريات وحقوق حيوان إلى اخره ، كل هذا توقف ، ولا قيمة له عند هؤلاء ، عندما تكون القضية لها علاقة بفلسطين و بشعب فلسطين
ولكن هؤلاء الأحرار ، هذه الشعوب تحدت حكامها و تحدت رؤساءها المتآمرين و المتخاذلين و المتعاونين مع الاحتلال وخرجوا في كل الساحات ، وهم يقولون الحرية لفلسطين ، الحرية لشعب فلسطين ، فليتوقف العدوان ، فلتتوقف الإبادة الجماعية ، فلتتوقف الحرب العدوانية ، التي يتعرض لها أهلنا في غزة الأبية .
كل التحية لكل إنسانٍ حر في هذا العالم ، نرسل لكم جميعاً أيها الأحرار ، حيثما كنتم وأينما وجدتم ، بطاقة محبة و وفاءٍ وتقدير ، من رحاب القدس ، عاصمة فلسطين ، من رحاب كنيسة القيامة ، والمسجد الأقصى ، من رحاب القدس القديمة ، التي كل زاويةٍ فيها تتحدث عن تاريخ مجيد ، لشعبٍ مرابطٍ مدافعٍ عن مدينته وعن مقدساته في هذه المدينة المباركة .
في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني أقول:
لكل شعوب العالم في هذا المشرق وفي سائر أقطار العالم ، واصلوا حراككم ، واصلوا تحرككم واصلوا مسيراتكم ، حتى يتحرر الإنسان الفلسطيني من الاستعمار والاحتلال ، حتى تتحرر فلسطين من الاحتلال .
الفلسطينيون شعب موجود ، لا يحق لأحد أن يتجاهل وجودنا ، ولا يحق لأحد أن يشطب و جودونا و حقوقنا و ثوابتنا ، نحن موجودون ونحن نعشق هذه الأرض ، و ننتمي إليها بكل جوارحنا .
الفلسطينيون متمسكون بحقوقهم ولن يتنازلوا عن ذرة تراب من ثرى فلسطين ، وهم يناضلون من أجل الحرية التي سينالونها حتماً ، الحرية لا تقدم لأصحابها على طبق من ذهب ، الحرية تحتاج إلى التضحيات تحتاج إلى النضال وكل الشعوب في هذا العالم التي عانت من الاستعمار ناضلت و كافحت حتى وصلت إلى الحرية وإلى الاستقلال .
يحق الشعب الفلسطيني أن يعيش بحرية في ظل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس .
يحق لهذا الشعب أن ينعم بالحرية مثل باقي شعوب العالم ، فليكن صوتكم أيها الأحباء ، في هذا اليوم وفي كل يوم ، صوتاً منادياً بالحق والعدالة في هذه البقعة المباركة من العالم .
فلسطين ، فلسطين التي جغرافيا إذا ما نظرتم إليها هي صغيرة بمساحتها و لكنها كبيرة برسالتها ، بتاريخها بتراثها ، بشعبها بإنسانها بمقدساتها ، بكل ما فيها ، بكل زاوية فيها ، هي أرضٌ مقدسةٌ مباركةٌ ، وشعبها شعبٌ أبي مرابطٌ فيها و مدافعٌ عنها يرفع دائماً شعار ، بأننا ننتمي إلى هذه الأرض ، وسنبقى فيها ، ولن نتخلى عن انتمائنا لفلسطين ، مهما تأمروا علينا ، ومهما خططوا تصفية هذه القضية .
ايها الأحباء شكراً لكم جميعاً وإن شاء الله
إن شاء الله ينتهي العدوان على غزة ، وتنتهي هذه الحرب ، وأن تكون هذه الهدنة مقدمة لما هو أفضل لما هو أحسن مقدمة لوقف العدوان مقدمة لتحرير كافة أسرانا ، مقدمة لكل ما يتمناه كل فلسطيني ، وهو السلام والعدالة والعيش بكرامة في هذه الارض المقدسة .
وشكرا لكم