أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة في بيان صحفي أنها قد اختارت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) لتنضوي في شبكتها العالمية الجديدة، شبكة المختبرات العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات والاستجابة لها (CDC Global AR Laboratory & Response Network).
وقد أطلقت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة مؤخراً شبكتين عالميتين لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات والأمراض المعدية في العالم. وستغذّي الشبكتان الخبرات المخبرية المتنامية وتساهم في كشف أخطار مقاومة مضادات الميكروبات في قطاع العناية الصحية. والشبكتان تدعيان: شبكة العمل العالمي في العناية الصحية، وشبكة المختبرات العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات والاستجابة له، وهي الشبكة التي باتت الجامعة الأميركية في بيروت جزءاً منها.
والجامعة الأميركية في بيروت باتت اليوم واحدة من حوالي ثلاثين منظمة حول العالم ستفيد من منح بقيمة ما مجموعه اثنين وعشرين مليون دولاراً. وأُعطيت المنح عبر مجهودات بحثية، ومقترحات خطط مستقبلية لكفاح مقاومة مضادات الميكروبات وُضعت بالشراكة مع مبادرة بالز نت، وهي مبادرة تعاونية يفودها البروفسور الدكتور غسان مطر، رئيس دائرة الباتولوجيا الاختبارية والميكرروبيولوجي (Experimental Pathology, Immunology &Microbiology) في كلية الطب في الجامعة، وبالتعاون أيضا مع الدكتور أ أبو فياض والبحاثة في مركز أبحاث الأمراض الوبائية (CIDR).
وأوضح البروفسور مطر، “إن الانضمام إلى هذه الشبكة العالمية سيفيد الجامعة الأميركية في بيروت، ولبنان عموماً، وكذلك المنطقة.” وأضاف، “والانضمام سيبني القدرات المخبرية لاكتشاف أنماط تسلسل الأصناف البكتيرية وتسلسل الجينومات الكامل والكائنات المقاومة لمضادات الميكروبات في فضاءات العناية الصحية، والمجتمع، والبيئة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ضمن “مقاربة الصحة الواحدة.” وهذا يسمح بتطوير طرق جديدة ومبتكرة للاستجابة لتهديدات مقاومة مضادات الميكروبات.”
إن مقاومة مضادات الميكروبات تشكّل تهديداً عالمياً. ومعلوم في علم الجراثيم أن مقاومة مضادات الميكروبات تحدث عندما يطوّر كائن جرثومي معيّن مقاومة ضد مضاد حيوي أو ضد مجموعة من المضادات الحيوية. وتُزيد مقاومة مضادات الميكروبات من خطر تفاقم الإصابة بالعدوى وتضائل إمكانية الشفاء منها.
وفي مختبره، يقوم الدكتور مطر وفريقه بإجراء اختبار الفحوصات لمضادات الميكروبات لتحديد ما إذا كانت بكتيريا ما قادرة على إبداء المقاومة للعنصر المُختار المضاد للميكروبات. وهم يستخدمون التقنيات الجزيئية التقليدية والحديثة (Whole Genome Sequencing) لفهم العناصر الجينية التي تمنح قدرة مقاومة مضادات الميكروبات لعناصر العدوى ذات الصلة بالصحة العامة. كما يقومون بتقييم إمكانات العلاج المركّب ضد العوامل البكتيرية المقاومة للأدوية المتعددة.
وقال الدكتور ريمون صوايا، نائب رئيس الجامعة للشؤون الطبية وعميد كلية الطب، في تصريحه عن هذا الإنجاز الهام إلى أُسرة الكلية، “خلال السنوات المتعاقبة، قاد الدكتور غسان مطر جهوداً مرجعية في الصراع ضد التهديد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات.” وأضاف أنه، “لم يتوقف أبداً عن نشر أبحاث فاعلة وتأمين أموال لا تُعطى إلا بسباقات بحثية. كما تعاون مع الوكالات الدولية. وهو عمل كذلك باستمرار ومثابرة على تطوير قسمه وتطوير كلية الطب عموما.”
وأوضحت مراكز السيطرة على الأمراض في بيانها أن شبكة المختبرات العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات والاستجابة له، ستبني على نجاحات برنامجها، الشبكة الأميركية لمختبرات مقاومة مضادات الميكروبات التي تم تأسيسها في العام ألفين وستة عشر. وهي ستعتمد خبرات عالمية موثوقة وتغذّي الاستجابة المرتكزة على معلومات لاستهداف التهديدات الراهنة والناشئة وربما المتعاظمة لمقاومات مضادات الميكروبات، مثل مسببات الأمراض في اوساط العناية الصحية، ومسببات الأمراض المعوية المقاومة للأدوية، ومسببات الأمراض الفطرية، والبكتيريا الغازِية، ومسببات الأمراض التنفسية، وغيرها من الامراض.