قال رئيس مجموعة أماكو ورئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله إن منطقة عكار التي تتمتع بطاقات اقتصادية هائلة وتمثّل عُشر مساحة لبنان، قادرة على انتشال نفسها من الأزمة الاقتصادية ومساعدة باقي مناطق الشمال وكل لبنان على الخروج من الأزمة نظرا لطاقتها الهائلة. وأضاف خلال إفطار أقامه في عكار على شرف عدد من فعاليات ومرجعيات المنطقة ، إن عكار تمتلك فرصة لتكون عاصمة الطاقة المُتجددة في لبنان، ولديها أيضا إمكانية للعب دور على الصُعد السياحية والتكنولوجية والزراعية والصناعية.
شارك في الإفطار عدد كبير من المرجعيات من بينهم النائب وليد البعريني، النائب مصطفى الحسين، متروبوليت عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران باسيليوس منصور ممثلا بالأب نايف إسطفان والشمّاس جورج عوض، رئيس دائرة أوقاف عكار الشيخ مالك الجديدة ممثلا بالشيخ علي سحمراني، رئيس مؤسسة كميل مراد الخيرية كميل مراد، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون عكار خالد الزعبي ، رئيس صندوق الزكاة في عكار أحمد بدرالدين، الشيخ سعد فياض ، مدير معهد تكريت الفني الرسمي زياد الصانع، مدير مستشفى عبد الله الراسي الحكومي في حلبا د. محمد خضرين، مدير معهد الدوسة الفني العالي أحمد محمود بالإضافة إلى المرشحين إلى الانتخابات النيابية سجيع عطية، عمار الرشيد و د. هيثم عز الدين. كذلك شارك في الإفطار عدد من رؤساء اتحادات البلديات ورؤساء البلديات ومخاتير وممثلي جمعيات ورجال أعمال وممثلي أحزاب المنطقة ومحامين وإعلاميين وشخصيات من القطاعين التربوي والصحي. وفي مستهل الإفطار وقف الحاضرون دقيقة صمت على أرواح الضحايا الذين قضوا غرقا قبالة شاطئ طرابلس.
وخلال الإفطار عُرض فيلم يلخّص مبادرة لمجموعة أماكو، سبق أن أطلقتها خلال أخطر مراحل انتشار وباء كورونا. وتمثّلت المبادرة بتوزيع مجاني لأجهزة الأكسجين على المرجعيات والجمعيات من أقصى شمال لبنان إلى أقصى جنوبه، للمساهمة في انقاذ أرواح المرضى.
عكار كنز لبنان الدفين
تحدث علي العبد الله خلال الإفطار، واستهل كلمته متوجّها بالتعازي إلى أهالي الضحايا الذين قضوا غرقا قبالة شاطئ طرابلس. وتمنّى الشفاء العاجل للجرحى، داعيا إلى مسارعة السلطات الأمنية والقضائية إلى إجراء التحقيقات لكشف ملابسات هذه الجريمة المروّعة.
وأضاف: “أخبار عكار هذه الأيام وأكثر من أي يوم مضى لا تبعث على السرور، فالهمُّ كبير والصعوبات تتزايد. لكننا أبناء هذه الأرض الطيبة المعطاءة القوية، وأهل المنطقة كأرضها طيبون وأقوياء. كما تعلمون أنا ابن تكريت العكارية، وأشعر بفخر لانتمائي إلى هذه الأرض الطيبة وأهلها الكرماء، تماما كما أشعر بالفخر لوجودي في صيدا الجنوبية التي احتضنتني منذ أعوام طويلة. وأنا متأكد أننا سنعبر هذه المرحلة وسنخرج منها أقوى، ببساطة لأن عكار أغنى بكثير مما يعتقد البعض”.
وقال: “عكار هي كنز لبنان الدفين، ولؤلؤة الشمال المنسية، وفيها يجتمع التاريخ مع الموارد الطبيعية والاقتصادية والموارد البشرية، إلى حدود تجعل منها أيقونة كُبرى على جبين وطننا الحبيب. منطقتنا خرّجت أفضل المحامين والمهندسين والأطباء والمثقفين والأدباء وغيرهم من رجال الدولة والفكر والفنون والقانون، ورجال الأعمال فيها يمارسون أعمالهم حول العالم. وأبناء الشمال وعكار خصوصا يتميّزون في بلاد المهجر، ويقدمون عنّا جميعا أفضل وأبهى صورة. وبرأيي المتواضع، عكار قادرة لا على انتشال نفسها من الأزمة فحسب، بل قادرة أيضا على مساعدة باقي مناطق الشمال وكل لبنان على الخروج من الأزمة نظرا لطاقتها الهائلة”.
وتابع متحدثا عن قدرات عكار الاقتصادية: “عكار تمتلك فرصة لتكون عاصمة الطاقة المُتجددة في لبنان، إذ توصلت دراسات ميدانية شملت معظم الأراضي اللبنانية إلى تحديد ممرات هوائية هائلة في عكار يمكن الاستفادة منها لتوليد الطاقة استنادا إلى الرياح، ومد كل لبنان بجزء كبير من احتياجاته من الطاقة المُتجددة. وتقع هذه المنطقة التي تتميّز بسرعة الرياح وساعات الشمس الطويلة، على سلسلة الجبال الشرقية من المقيبلة حتى فنيدق – كرم شباط والمناطق المحيطة، وهو ما يفتح الباب أيضا للاستفادة من طاقة الشمس على مدار العام. ونظرا لمناخها، تستطيع عكار أن تلعب دورا استراتيجيا في لبنان على صعيد التكنولوجيا وعصر المعرفة، لأنها وبحسب عدد كبير من الخبراء تشكل مكانا مناسبا لإقامة مراكز البيانات أو مراكز الداتا. وهذا هو المستقبل في اقتصاد المعرفة الذي يقوم على شبكات الاتصالات وانترنت الأشياء والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والبرمجة وتحليل البيانات، وغيرها من المُقدّرات التي تؤكد وصول العالم إلى مرحلة الثورة الصناعية الرابعة”.
وعن مزايا عكار السياحية، قال العبد الله: “هذه الأرض ترتفع فوق جغرافيا هي من بين الأغنى في المشرق العربي، وتحمل تاريخ شعوب عبرت أو استقرت فيها من أكثر من ستة آلاف عام، وشواهد التاريخ فيها المعلوم منها والمدفون تحسم عمقها وثرائها، من الحصون والقلاع إلى النقوش المحفورة على الصخور مرورا بالمعابد القديمة والكنائس والمساجد وتكايا وسرايات ومعاصر، وصولا إلى الخانات والجسور والعمران الأثري الضارب عميقا في التاريخ. وهذه فرصة أخرى لتعزيز القطاع السياحي في المنطقة”.
وتابع قائلا: “عكار الممتدة على مساحة تُقارب عُشر لبنان تستطيع أن تُطعم لبنان قمحا من سهل البقيعة إلى وادي خالد وغيرها من الأراضي. ومصانع المواد الغذائية فيها تستفيد من محاصيل الحبوب والخضار، ولا تنتهي عند التبغ والزيتون. وجدير بالذكر أن 57 في المئة من أراضي عكار صالحة للزراعة، ومرويّة بنسبة تفوق 43 في المئة. ونسبة 38 في المئة من أرضنا الخيّرة المزروعة تنتج الحبوب، فيما 25 في المئة منها تُنتج الخضار. وأكثر من 18 في المئة من انتاج زيت الزيتون اللبناني هو من حصة عكار، وبشكل خاص حلبا وبقرزلا وبينو ومنيارة”.
وحول الانتخابات النيابية، قال: “نحن على أبواب الانتخابات فيما البلد يمرّ بأكبر تحد في تاريخه المعاصر. وأريد أن أدعو الجميع إلى عدم نسيان أننا كلنا أهل، ولن يُنقذ منطقتنا إلا التفاهم والتضامن والصبر ريثما تمرّ السحابة السوداء الهائلة من فوق صدر الوطن. كما أدعو كل فعاليات المنطقة إلى التوحّد، من أجل عكار والوطن. أدعوكم للوحدة، وللتعاون، تعالوا نجتمع كلنا وبغض النظر عن أطيافنا الحزبية والدينية والمناطقية، عند كلمة سواء، ونتضامن مع الفئات الاجتماعية المهمّشة، نكفكف دموع الناس. فوالله إن تضميد جراح الناس الحزينة في هذه الأزمة الاقتصادية هو واجب أخلاقي وانساني وديني واجتماعي ووطني لا يعلو فوقه واجب آخر بينما ينزلق لبنان في الهاوية”.
وأضاف: “لن يقف مع عكار إلا أبناء عكار، ولن يحزن على عكار إلى أبناء عكار، صحيح أن كل اللبنانيين يجتمعون على حب الشمال وعكار، لكن وسط هذه الأزمة الكُبرى التي نعيشها، كلٌ لديه ما يشغله في منطقته. ونحن أيها الأصدقاء من واجبنا الالتفات إلى أهلنا في عكار وإيلائهم الاهتمام اللازم، فقريبا تنتهي الانتخابات ونعود إلى واقعنا الصعب الذي يتطلب منا بذل الغالي والرخيص، للصمود والخروج من الكارثة. وسبق أن قلت منذ فترة أنه ليس المهم أن نخرج من الأزمة فحسب، الأهم كيف نخرج منها، وأن نمارس بذات الوقت قناعاتنا وأخلاقنا ومبادئنا”.
وختم قائلا: “تذكرني عكار بقصة راعي الغنم في كتاب الخيميائي للروائي البرازيلي باولو كويلو. وكتابه يتحدث عن راع أندلسي شاب يُدعى سانتياغو، ترك قريته وقطيعه بحثا عن كنز مدفون قرب أهرامات مصر. وجال بلدان عدة وخاض تحديات هائلة وتعرض للموت مرات، ولم يجد الكنز، فأقفل عائدا إلى قريته ليتفاجأ أن الكنز كان طوال الوقت تحت الحجر الذي ينام عليه خلال رعيه للقطيع”.