نظمت جمعية “نحن” ونقابة الحرفيين الفنيين في لبنان حفل اختيار التّصاميم الأجمل للمنتجات الحرفية المبتكرة في مركز بادغير في برج حمود، بمشاركة 45 مصصمّماً ومصمّمةً، حرفيّاً وحرفيّةً من لبنان وذلك بهدف المساهمة في تسليط الضوء على القيمة الثّقافية والإبداعيّة والاقتصادية للقطاع الحرفي في لبنان، بالإضافة إلى تطوير العمل الحرفيّ من خلال تعزيز التّفاعل بين الحرفيّين وجيل الشّباب والفنانين.
تأتي هذه المسابقة في سياق حملة “حرفتنا هويتنا” التي تضم نقابة الحرفيين وتعاونيات حرفية وجمعيات وأفراد يعملون لتفعيل القطاع الحرفي، وتأمين الحماية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية له، في ظل غياب أي دعم من قبل الدولة وتهميش لهذا لقطاع الذي يعتبر مكوناً أساسياً من مكونات الهوية اللبنانية لارتباطه بالتراث غير المادي المتوارث عبر الأجيال.
وأشار رئيس جمعية “نحن” محمد أيوب إلى أن الدولة اللبنانية لم تؤمن الحماية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية اللازمة كما لم تعمل على دعم هذا القطاع ليواكب احتياجات السوق، حيث تعتبر وزارة الشؤون الاجتماعية الجهة الوصية على القطاع، وهنا تكمن المشكلة، إذ أنّ وضْعَ الحرفيين تحت وصاية وزارة الشؤون يعكس نظرة الدولة تجاه الحرفيين على أنهم فئة مهمشة وضعيفة، فيما يكتسب هذا القطاع قيمة اقتصادية عالية في دول العالم.
وبعد عرض المشاريع على لجنة التحكيم المؤلفة من السيدة رلى حيدر (L’Artisan du Liban) والمهندسة آربي منغاسريان ((Badguer والمهندسة رشا دوغمان والفنانة فيرا الفخري والفنان سامح الحلواني، فاز المصمم فارتان أوسبيان بالجائزة الأولى وقيمتها 2000 دولار أميركي، ضمن مسابقة تصميم تجهيزات مدينية باستخدام حرفة النجارة اليدوية. وتمحورت فكرة أوسبيان حول تصميم طاولات وكراسي بشكل وتصميم الخيزران، حيث يقوم المصمم برسم الطاولات على شكل الخيزران وهي الصناعة التي لطالما اشتهر وتغنى لبنان فيها.
بينما الجائزة الثانية، فحصدها المصمم بسام إبراهيم والذي صمم 3 قطع منفصلة يتم تركيبها بالطريقة التي تناسب المُستخدم، فيمكن تحويل القطع إلى مقعد بطول 120 سنتيمتراً لتسع 6 أشخاص، أو تحويلها لمقعد صغير بطول 60 سنتيمتراً لتسع شخصاً واحداً فقط. كما يمكن من خلال التصميم تحويل المقعد إلى طاولة تسع العديد من الأشخاص يمكن تركيبها بالطريقة التي تناسب الأشخاص، كم يمكن تحويل الطاولة بحسب إبراهيم إلى سرير والعديد من الأشكال المختلفة.
وضمن مسابقة تصميم حقائب جلدية متعددة الاستخدامات حصدت المصممة رشا شحادة والحرفي وسام حوري الجائزة الأولى بقيمة 2000 دولار أميركي وذلك عن تصميم حقيبة متعددة الاستخدامات بألوان عصرية، وأشار الحرفي حوري أن صباغة الجلد هي طبيعية مئة في المئة عبر استخدام الكستناء وورق السنديان ليعطيا لوناً محدداً، كما يتم تعتيق الجلد بمواد طبيعية غير مصنّعة، كما أن جميع مراحل عمل الحقائب تتم يدوياً، بطريقة حديثة تواكب العصر، وهي مهنة اكتسبها حوري أباً عن جد.
وحصدت الجائزة الثانية بقيمة 1500 دولار ضمن المسابقة عينها المصمّمة مريانا ابكان، وحرفي الجلديات كريكور بابوجيان عن تصميم “فستان وحقيبة” مصمَّمان بطريقة عصرية وألوان مميزة تضاهي بجماليتهما أهمّ التصاميم العالمية وبطريقة حرفية مميزة.
في ختام المسابقة، أكد أيوب أن هذا النشاط يأتي ضمن سلسلة نشاطات تقيمها الجمعية لحماية القطاع، في ظل عدم وجود أي دعم للإنتاج المحلي، على أن يستكمل المشروع بأفكار جديدة وحرف مميزة