عقد مدير عام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي د. محمد كركي الاجتماع النهائي للجنة إعداد النظام الخاص لتطبيق الفقرة 5 من المادة 54 من قانون الضمان الاجتماعي التي تنصّ على إمكانية تحويل تعويض نهاية الخدمة الى معاش تقاعدي مدى الحياة على ضوء الدعوة التي توجّه بها معالي وزير العمل السيد مصطفى بيرم لدراسة الخيارات المحتملة.
وقد حضر الاجتماع كل من كبير خبراء الحماية الاجتماعية في منظّمة العمل الدولية السيد لوكا بيليرانو ترافقه مسؤولة هذا الملف في المنظّمة، والمدير الفني والمدير الإداري بالتكليف السيد أسامة الزهيري، ورئيس الديوان والمدير المالي بالتكليف السيد شوقي أبو ناصيف، ورئيس مصلحة القضايا السيد صادق علوية، ورئيس مصلحة الشؤون الإدارية السيد عدنان فرحات والخبير في مجال التأمين على الحياة السيد بيار السبعلاني والمدير العام السابق لوزارة الاقتصاد والتجارة السيدة عليا عبّاس .
وقد تداول المجتمعون أبرز الخيارات المتاحة أمام إدارة الصندوق لاتّخاذها من أجل إيجاد أفضل حلّ لأزمة فقدان القدرة الشرائية لتعويضات نهاية الخدمة بعد تدهور سعر صرف العملة الوطنية. وقد خلص الأمر الى خيارات ثلاث، تمّ رفض الأوّل القاضي بتقسيط التعويضات الحالية دون القيام بأي تعديلات، وذلك بسبب التضخّم الحاصل. كذلك رفض المجتمعون الخيار الثاني المتبنّى من بعض الجهات التي ترى أن عدم اتّخاذ أي إجراء في خضم الأزمة المتفاقمة هو خيار محتمل.
أمّا الخيار الثالث، فقد لقي استحسان وموافقة جميع الحاضرين إذ يضع المضمون المتقاعد أمام خيارين اثنين: إمّا تحصيل تعويض نهاية خدمته دفعة واحدة بعد ما تم تحسين الأجور، وإمّا اللجوء الى خيار معاش تقاعدي مرن مدى الحياة يؤمن له حوالي ثلاثة أضعاف قيمة تعويض نهاية الخدمة مع الأخذ بعين الاعتبار الزيادات والتعديلات التي قد تطرأ على الأجور خلال السنوات اللاحقة، مع الملاحظة الى أنّ هذا المعاش التقاعدي ينتقل الى الورثة في حال وفاة المتقاعد.
وقد أكّد د. كركي على أهميّة هذا الخيار الانتقالي والذي من المفترض تطبيقه على مدى خمس سنوات قابلة للتجديد الى حين صدور قانون الشيخوخة العتيد، وسوف يشمل كل أجير لديه 20 سنة خدمة على الأقلّ وقد أتمّ ال 64 عاماً كاملةً.
وأعلن المدير العام بأن التمويل سوف يتمّ من خلال زيادة على اشتراكات فرع نهاية الخدمة بحدود 1% وذلك على ضوء الدراسات التي اعدّتها منظّمة العمل الدولية.
كما اعتبر مدير عام الصندوق أن الحل المقترح سوف يؤمن حياة لائقة للمتقاعدين وسوف يحمي الضمان من الشح في إيراداته جرّاء تهرّب أصحاب العمل من التصريح الحقيقي عن الأجور، ويحميه أيضاً من الغرق في حال تخلّف أصحاب العمل عن دفع التسويات الناتجة عن تصفية تعويض المضمون، كوْن الصندوق ملزم بدفع تعويضات نهاية خدمة المضمونين خلال 30 يوماً في حال تمنّع المؤسسة عن تسديدها.
وفي الختام، تقدّم د. كركي بالشكر من جميع أعضاء اللجنة الذين شاركوا في هذا العمل الذي استمرّ لأكثر من 4 أشهر وخاصة ممثلي منظّمة العمل الدولية الذين تولوا إجراء الدراسات الاكتوارية اللازمة على مدى أشهر ثلاثة وأعلن بأنّه سوف يرفع تقريراً بنتائج أعمال اللجنة الى معالي وزيرالعمل الأستاذ مصطفى بيرم ومجلس إدارة الصندوق ليتمّ التوافق عليه بين أطراف الانتاج الثلاثة : دولة، أصحاب العمل وعمّال.