تناوب الفنانون: العراقي محمود التركي، والأردنيان: أسامة جبّور ويحيى صويص، على المسرح الجنوبي، ضمن فعاليات الدورة 36، من مهرجان جرش للثقافة والفنون، فتح أقواس الهوى، وبثّ الشجن، وحلّ معادلة التفاعل مع الجمهور النوعيّ الخاص بالمسرح الجنوبي في مدينة جرش التاريخية، وفي هذه نجح ثلاثتهم بإيجاد مساحة تفاعل تليق بجدل الآلات وبوح الكمنجات.
بعد وصلة سريعة الإيقاع، تجلّت بوصفها تحية لجمهور الجنوبي، قدم الفنان العراقي أغنية “هسّه شنو” كلمات ضياء الميالي، ألحان حسن الجابري وتوزيع نور هاشم، وفيها تتناغم دقّات قلب العشق مع أوتار الموسيقى.
ولم يبتعد التركي عن أجواء “هسّه شنو” فباح في أغنية “راحتي النفسية” بمقامها الخفيف وإلكترونياتها الصاخبة، من كلمات عمار محمد، ألحان علي جاسم وتوزيع أمجد يعقوب، بما يسبغ على روحه السلام، وما يصب في قلبه الهموم.
“وجهك صباح الخير” ثالث أغنيات التركي في ظهوره الأول على المسرح الجنوبي ومشاركته الأولى في المهرجان المتواصلة دورته الحالية تحت شعار “نوّرت ليالينا” حتى السادس من شهر آب/ أغسطس الحالي 2022. الأغنية من كلمات علي الطيب وألحان محمود التركي نفسه وتوزيع المايسترو مدحت خميس:
“وجهك صباح الخير كلّه
نسمه صبح بالستة إلّا
وياك عمري صار أحلى
نسمة صبح بالستة إلّا
ولا مثل حبّك شِفت
وإذا تبعد أني مِتِت”.
ومع تصاعد تفاعل جمهور الجنوبي مع أجواء أدائه، وصخب آلاته المستفيدة من خدمات التكنولوجيا، واصل التركي تقديم أغانيه، ورفع دوزان التفاعل والأداء، فغنّى: “توقع عالجرح” من ألحانه أيضاً، “يا ملاكي” بلحنٍ عراقيٍّ سريع من كلمات عباس عبدالله وألحان كرّار شريف، ومن ألحانه غنّى “حبيب قلبي” كلمات قصي عيسى، أتبعها بـ “كلش قطعت وياي” من ألحانه وكلمات مصطفى الحمداني بتوزيع أخّاذ لِسرمد عز الدين.
التركي لم يبخل على جمهوره بوصلة أردنية تفاعل معها الجمهور، ومن ألحان التشوبي غنّى “بين العصر والمغرب” بمرافقة فرقة من شباب وصبايا قدموا دبكة “الجوبي العراقية، ولسعدون جابر غنّى “عالهودلك” من التراث العراقي الجميل.
وغنّى “عفتك وراسي بُرَدْ/ تدري من جد وجد” القريبة من مقام الخشّابة العراقي المشع بالشجن، وأغنيات أخرى، خاتماً بأغنية “تعال” التي حققت، من كلمات زيدون مؤيد، رقم مشاهدات غير مسبوق، تقريباً، عربياً على قناة يوتيوب، وشاركه فيها غناء عند تسجيلها: علي الجاسم (ملحّن الأغنية) ومصطفى العبدالله.
بإطلالة سنوية، وقف الفنان الأردني أسامة جبّور على مسرح يعرفه حق المعرفة، أمام جمهور يعرف جبّور حق المعرفة. معرفة متبادلة شكّلت لغة انسجام عرف جبّور كيف يطوّعها غناء وطرباً ومودة للمكان والزمان وجمهور المهرجان.
بطلّة راقية رائقة قال الفنان الأردني يحيى صويص لجمهوره “أحلى كلام”، محضراً “صندوق العروس” ومتبتلاً بهوى عمّان “يا نغمة شوق يا عمان” من كلمات الشاعر الأردني الراحل حبيب الزيودي (1963-2012) وألحان الموسيقار د. محمد واصف، بكل أشجان اللحن، وإحساس الأداء، وشغف هوى عمّان الذي سكن روح الزيودي حتى مرتقى الأنفاس:
“هَلِي يا معسّفين الخيل ركّابة أصايلها
هَلِي يا مطوّعين الليل وقّادة مشاعلها
اسم عمّان أحنّ حروف وكل حرف بألف معنى
هلا يا دار.. هلا يا دار.. بيت الطيب يجمعنا”.