اشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى أنه عمد الى اقرار مرسومين يتعلقان بقانون استخراج النفط والغاز في اول جلسة لمجلس الوزراء في بداية عهده إدراكاً منه أن لبنان سيعاني من ازمة اقتصادية كان يرى مؤشراتها في ظل وضع سيء جداً، معتبراً أن هذه العملية هي اسرع طريقة للحصول على الاموال وتحسين اوضاع اللبنانيين الذين يعيشون كارثة كبيرة وصعبة بعدما زادت نسبة الفقر في لبنان واصبحت 75% وهذا امر خطير .
واعتبر رئيس الجمهورية ان تحرك 17 تشرين كان موجها ضده، لأنه برغم استقالة الحكومة لم تهدأ الاحتجاجات. وأضاف: “وتم نعتي بأمور لا تنطبق عليّ، وهمنا كان تحسين الوضع، ولم تؤذ تصرفاتي فرداً او جماعة، الا انني تأذيت من الحرية التي تركتها للمواطنين لان ليس الكل يفهم معنى الحرية التي يستفيد منها البعض للكذب والشتيمة واختلاق الاخبار”.
وعن الوضع الحكومي اكد انه قد يقبل استقالة الحكومة، فالدستور لا يمنع ذلك.
وشدد الرئيس عون على انه لم تكن هناك إضاعة للوقت في ولايته، “بل كان هناك تخريب لما نقوم به”، ولفت الى ان الحياة في قصر بعبدا حياة عادية وليس فيها شيء من البذخ، “وقد طالتنا الظروف التي مر بها البلد” الا اننا تمكننا من التحمل والعيش بما يحق لنا من مخصصات شرعية”. وكشف ان لقب “الجنرال” هو لقب عزيز على قلبه.
وأكد الرئيس عون أنه سيتابع عمله ولن يتقاعد، “وسيكون العمل في المرحلة المقبلة على تنظيم الناس لمعارضة قوية لان الاصلاح لم يتم، فالوضع المالي والاداري في الدولة “نكبة” فمعارضة الاصلاح قوية ولم يسمح الوقت باكمال الامر لان الولاية محدودة.”
مواقف رئيس الجمهورية جاءت في مقابلة له مع قناة “المنار” اجرتها الزميلة منار صباغ، في ما يلي وقائعها:
وقائع الحوار
في بداية اللقاء، ورداً على سؤال عما إذا مرّت السنوات الست بسرعة ام ببطء، اشار الرئيس عون الى انها “مرّت بسرعة بعدما تخللتها احداث كبيرة، فرضت علينا التفكير بحلول فمرّ الوقت بسرعة من دون أن نشعر به.”
وعن روتينه اليومي، كشف رئيس الجمهورية أن يومه يبدأ بالاجمال عند الساعة الخامسة والنصف صباحاً بممارسة الرياضة ومن ثم حلاقة الشعر وتناول الفطور، وبعدها يبدأ العمل عند الساعة السابعة حيث يستلم الملفات في مكتبه ويبدأ بمتابعتها بسبب كثرة المواعيد والنشاطات خلال النهار وكل ايام الاسبوع، إلا أن يوم السبت تكون المواعيد قليلة فينصرف الى متابعة العمل على الملفات والبريد وكافة التفاصيل.
وأشار الرئيس عون الى أن مواعيد لقاءاته قد تمتد الى ما بعد الظهر، ثم ينصرف الى متابعة نشرات الاخبار المسائية التي قد تتضمن بعض الشائعات والكذب وفي الوقت نفسه بعض الاخبار الصادقة، داعياً الجمهور الى أن يجري عملية تصنيف لهذه الاخبار بين الصحيحة والباطلة. ورأى ان هناك حجما كبيرا من الاخبار الكاذبة، لاسيما عندما تُقرأ اخبار نقلاً عن مصادر مطلعة او رفيعة او لخلق الشائعات والتهجم على شخص معيّن. “ولكن بالنسبة الي ليس لذلك اي فاعلية. فمن هو هذا المصدر وما هي قيمته؟ لا شيء. ولكن لا أعلم ما إذا كان هناك من يصدق هذه الاخبار او لا.”
الرد على الشائعات
وعن مدى ظلم العهد بهذا الضخ الهائل من التشويه الاعلامي ومحاولة فرض صورة مغايرة تماماً عن الرئيس عون وعهده، قال رئيس الجمهورية: “أنا لا أحب الرد على الاكاذيب، بحيث كنت دائماً أقول أن هناك بين الناس من هو ذات قيمة صغيرة وبالمقابل هناك من هو ذات قيمة كبيرة، كي لا نقول قليلة جداً. فإذا ردّت القيمة الكبيرة على تلك الصغيرة، سينخفض مستواها. ولذلك إن الرد غير مستحب دائماً، إلا إذا تسبب هذا التشويه بأذى كبير، أما إذا كنا نريد أن نردّ على “حرتقات” وبشكل دائم ، “فسأكون في حاجة الى مكتبين او ثلاثة مكاتب اعلامية لكتابة بيانات الرد على هذه الحملات. فأنا لم ألجأ الى إستعمال اسلوب الرد. ”
ورداً على سؤال عما إذا كان سيشتاق الى مكتبه في القصر الجمهوري، قال الرئيس عون:”كلا. لدي مكتب أفضل في البيت. وانا اشتاق لمكتب الرابية أكثر.”
واشار الرئيس عون الى أنه يقرأ كثيراً في مختلف المواضيع لا سيما الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً الى انه لا توجد اسرار للعهد في لبنان، إن كانت سياسية او غيرها.
وعن حصول لقاءات في مكتبه تميزت بالقساوة قال الرئيس عون:” كلا. أنا صوتي لا يعلو امام أحد، مهما كان الاختلاف في الرأي السياسي فأنا اتقبل الرأي الآخر . ولكن عندما يحصل كذب وجهاً لوجه، يرتفع صوتي ويحصل تأنيب.”
وعن الانجازات والعمل اليومي الذي يقوم به كرئيس للجمهورية، لفت الرئيس عون الى أنه يقوم بكتابة المشاريع وقراءة البريد وانجاز الكثير من الاعمال، وقال:”لقد حققنا الكثير من الامور الضرورية بدءاً باقرار مرسومين يتعلقان بقانون استخراج النفط والغاز خلال الجلسة الاولى لمجلس الوزراء مع بدء ولايتي الرئاسية إدراكاً مني أن لبنان سيعاني من الازمة الاقتصادية التي كنت أرى مؤشراتها وكان الوضع سيئاً جداً، ونحن في حاجة الى مصادر للاموال، واستخراج الغاز والنفط يعتبر اسرع طريقة لذلك بالرغم من انه مكلف، ولكن بعد الاستخراج سيتحسن الوضع، كما ان مجرّد وجودهما يسمح بالاقتراض واستباق الاستخراج خصوصاً بعد التلزيم.
وأكد الرئيس عون ان انجاز الترسيم واستخراج النفط هو الامل للبنانيين الذين يعيشون كارثة كبيرة وصعبة، وقد زادت نسبة الفقر في لبنان، واصبحت 75% بعدما كانت 25 %. وهذا امر خطير .
وعن السر وراء كثرة اللقاءات والعمل في نهاية العهد كما في بدايته، أجاب: المهم ان يظل الانسان واعيا لمسؤولياته، واذا بقي هناك شيء يقوم به يجب ان يفعل. اليوم استقبلت الوفد القبرصي وتداولنا بموضوع البحث وبدأ التقنيون عملهم سويا، فلماذا إضاعة الوقت؟ في ولايتي لم تكن هناك إضاعة للوقت بل كان هناك تخريب لما نقوم به.
الحياة في القصر
ولدى سؤاله عن حضور عائلة الرئيس في القصر، أجاب عندما تكون هناك استقبالات رسمية تكون هناك أمور تتعلق بحسن الضيافة تتطلب وجود عقيلته، الا ان هذا الحضور ليس فيه من البذخ لان الحياة هنا عادية. وعن سر تواضعه منذ كان في الرابية وبقائه وافراد اسرته على هذا التواضع بعد الوصول الى قصر بعبدا، قال الرئيس عون: هذه هي تربيتنا الخالية من شهوة المظاهر او السعي وراء الثروة، فثروتنا بقيت عادية و”الشبعان يبقى شبعان”. وأعاد التأكيد على ان الحياة في القصر ليس فيها بذخ، والظروف التي مر بها لبنان “طالتنا أيضا، الا اننا تمكنا من التحمل والعيش بما يحق لنا من مخصصات شرعية”. وأضاف: “عندما سئلت عما اقترفته من أخطاء في ولايتي، اجبت ضاحكا: أول الاخطاء استصدار مراسيم الاستخراج والتنقيب عن الغاز والنفط، ودحر الإرهابيين من الجرود، وإقرار قانون انتخابي، وتحقيق الانتظام بعد 12 سنة من عدم اقرار الموازنة. اما خامس الأخطاء، فاصلاحنا للوضع الديبلوماسي في العالم وتعيين قناصل في المدن الكبرى التي لا سفارات فيها وذلك خدمة للبنانيين، فهل هذه كانت أخطاء؟
ولدى سؤاله عن رأي البعض بأن الخطأ كان الوزير جبران باسيل، أجاب، انهم يتهمونه بكل شيء حتى اذا فاضت الطرقات بالمياه. وعن أي الألقاب يفضل فخامة الرئيس او جنرال، قال: “ان لقب جنرال عزيز على قلبي والألقاب بالنسبة الي متشابهة،” مؤكدا انه لذلك اسمى قصر بعبدا بقصر الشعب، “وعندما يزورني الناس احرص على تصوير الفقراء قبل الأغنياء لانهم بشر مثلي مثلهم، ولديهم شعور وحاجات معينة”.
العلاقة مع الارض والعائلة
واستكمل الحديث في حديقة القصر الجمهوري، وسئل عن الاشجار والزيتون المزروعة في الحديقة، فقال الرئيس عون ان للجميع حقا بخيرات هذه الحديقة ويستفيد منها العسكريون، وحاولنا اقامة “جنينة” في القسم السفلي ايضاً من الحديقة ولكن الظروف لم تسمح بذلك. واضاف: بدأت بمشروع تنظيم زرع الاشجار في اول العهد، وعقيلتي كانت عرابة هذه المشاريع الكبرى لتشجير الاراضي اللبنانية، وقامت بزيارة للجنوب والشمال في هذا السياق، وهذا امر اشجعه وهناك “غرام” بيني وبين الاشجار، لانه لا يمكن للناس العيش من دون الاشجار، والارض هي منبع للحياة، فكل ما يغذينا مرده الارض.
هناك رموز لبعض الاشجار، فالخلود هو للارز الذي يعيش آلاف السنوات، وانا ادعوها الكائن الوحيد الذي شاهد مرور الرسل والانبياء، فلا احد شاهدهم الا الارزة لانها معمّرة. وبالنسبة الى السنديانة فهي ترمز الى الصلابة ولكنها تحمل رمزاً افضل وهو التعليم لانها المدرسة التي تعلم اجدادنا في ظلها (مدرسة السنديانة)، وهذا رمز احبه. وهناك شجرة الزيتون رمز الغذاء وهي كريمة جدا، وقد رافقتنا في العهد القديم ولا تزال وستبقى، وهذه الاشجار اساسية بالنسبة اليّ. هناك اشجار مهمة وتثمر في الارض وتعتبر مصدراً متعدداً للغذاء كالعنب مثلاً (ورق العنب، خل، دبس عنب، مشروبات روحية وعصير، وغيرها…)، وهو حال الزيتون ايضاً.
قلة الوفاء
وعما اذا كانت الرئاسة قد غيّرت شعوره نحو العائلة، اوضح الرئيس عون ان هذا الامر لم يحصل، لانه مرتبط عاطفياً وانسانياً بالعائلة وهو واجب طبيعي تم خلقه معه. وتوجه الى بناته الثلاث بالقول انهن شاهدات على حياته ويدركن المسؤوليات التي تقع على رئيس الجمهورية، ولكنهن لا يحببن السياسة، لان نتائجها قلة الوفاء.
وعمن يعتبر انه كان قليل الوفاء خلال ولايته الرئاسية، اجاب: بالتأكيد هناك قلة وفاء واجهتها، ولكنها لا تؤثر بي لانني اتحمل، واعرفها مسبقاً وقد حصلت معي سابقاً، وانا لا اتكلم عن الشعب بل عن مراكز حساسة تخلق عند هؤلاء مصالح اخرى، فهناك عدوى في المجتمع ولا يبقى البعض على القيم التي اختير من اجلها.
وسئل عمن كان جديراً بثقته، فقال الرئيس عون انه لا يجوز التسمية، لانه عندها “كأنني اسميت من لا يتمتعون بثقتي، وابقي هذا الامر لي.”
ورداً على سؤال عن تأثير تحرك 17 تشرين عليه، اعتبر الرئيس عون انها موجهة ضده، فهم طالبوا باستقالة الحكومة وحصل هذا الامر، الا انهم بقوا على تحركهم، وحاولوا التحرك نحو القصر ولم ينجحوا، “وتم نعتي بأمور لا تنطبق عليّ، وهمنا كان تحسين الوضع، ولم تؤذ تصرفاتي فرداً او جماعة، الا انني تأذيت من الحرية التي تركتها للمواطنين لان ليس الكل يفهم معنى الحرية التي يستفيد منها البعض للكذب والشتيمة واختلاق الاخبار، فليس الجميع يفهم ان الحرية عليها مسؤولية حمل الحقيقة وليس الكذب، ولكن هذه الامور لم تؤثر فيّ كي اغيّر معتقداتي. ”
وعن كلفة البقاء على ثوابته السياسية، اكد الرئيس عون انه امر مكلف بالفعل، فالثوابت السياسية تتبع التغييرات التي تحصل في المجتمع، وما كان صالحاً بالامس قد لا يكون صالحاً غداً، فالحياة في حركة تطور دائم والا يقتلها الجمود، وعلى الانسان ان يتمتع بقدرة المتابعة. وهذا الامر ينطبق على التحالفات السياسية، وعلى السياسيين ان يتبعوا التغيير ولكن ليس من ناحية المبادىء، “وسبق ان اعطيت مثلاً ان ورق الاشجار يسقط في الخريف، ولكن الجذور تبقى. ويمكن للانسان ان يغيّر رأيه في امر ما، ولكن لا يغيّر جذوره والمبادىء التي عاش عليها”.
وفي ما خص العلاقة التي تجمعه بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ومحبة جمهور المقاومة له، رأى الرئيس عون ان الامر يعود الى معتقدات سياسية ووطنية مشتركة، على غرار المفهوم للمقاومة والسلوك التضامني في الامور العادلة، وهذا ما يؤمن استمرار العلاقة الخالية من الغش والتي تقوم على المصارحة، والرأي حول لبنان الذي لم يتغيّر، والتضامن في وجه الظروف القاسية لرفعها عن لبنان.
وسئل عما يريد توجيهه الى السيد نصر الله والشعب في ما خص انجاز ترسيم الحدود البحرية، فسأل ممازحاً: “شو بدي ربّحن جميلة”؟ تم انجاز هذا التفاهم غير المباشر حول استخراج النفط واتى في ظل مصلحة للطرفين، والمنطقة كلها في مواجهة مع بضعها، فكل طرف يرغب في الاستفادة من هذا الامر، ووضعنا المادي اصبح لا يحتمل. ووفق مفهومي، كان هناك تهديد للسلام في حال لم تنجح المفاوضات، لانه لا يمكننا في ظل حاجتنا، تجميد ثروتنا الطبيعية، ولو كنا في غنى عنها لما دخلنا في حرب، بل كنا حافظنا على الحضور المانع، ولكننا كنا نحتاج الى انتاج معيّن لانقاذ لبنان.
وسئل عن ورقة القوة التي قدمتها المقاومة للوصول الى هذا اتفاق، فأجاب الرئيس عون: ساعدت هذه الورقة في الغاء التردد الذي كان سائداً.
الوضع الامني والمقاومة
وعن انجاز فجر الجرود والقضاء على الارهاب والاستقرار الامني، والكلمة التي يوجهها لكل جندي ومقاوم اوصل الامور الى ما وصلت اليه على الصعيد الامني وتأمين قوة التفاوض في الترسيم الحدودي البحري، اوضح الرئيس عون ان الجهوزية لاستعمال القوة او استعمالها، هي التي تصلح الوضع غير الطبيعي. فخطر الارهابيين تمت ازالته بالقوة وليس بالقبلات، وشكلت القوة عنصراً مؤثراً خلال المفاوضات لناحية الردع احياناً والتشجيع لعمل معين احياناً اخرى. فالقوة تفرض العدالة ولها ابعاد متعددة، وهي ضرورية عند العقلاء وسيئة جداً عند المجانين.
وعما اذا كان هناك من مجانين في هذا السياق في لبنان، اشار الرئيس عون الى انه ليس هناك من مجانين في هذا المجال، فالقوة تصبح ضرورية عند الاعتداءات ولكن بالحالات الطبيعية فهي قوة رادعة.
ورداً على سؤال حول تمسكه بالمقاومة وقوة لبنان وما يقوله لمن سيأتي بعده، جدد الرئيس عون القول ان القوة ضرورية ولكن يجب ان تكون رادعة ولها انضباط معين ولا يمكن استعمالها بصورة اعتباطية، يجب ان تحمي الحدود والمجتمع، ولكنها تتعرض احياناً للتشويش وهذا ما يزعج، ويجعل الناس تغير رأيها.
وسئل الرئيس عون عما يقوله عن عهده في ظل بروباغاندا مقولة “عهد جهنم”، فأجاب: ليس عهد جهنم، والكلمة قلتها حين سئلت عما يمكن ان يحصل اذا لم يتم تنفيذ الاصلاحات، فقلت اننا ذاهبون عندها الى جهنم، وهذا ما نعيشه حالياً. لقد تم استغلال الكلمة، بينما هي كلمة اسمعها منذ ان كنت صغيراً.
اما ما سيكتبه التاريخ وما اذا كان سينصف فترة رئاسته للجمهورية وهو الذي يعمل من الفجر الى المساء من دون كلل، قال الرئيس عون انه يترك للتاريخ ان يسجل، “وانا اعلم ما فعلت. اما ضمير الناس فسيكون بالقيام بالمقارنة، وآمل ان يأتي من هو افضل مني.” وحتى لو بشّر الشخص بالمحبة، سيبقى هناك من يبغض الآخرين، فهناك من يحب المشاكل وليس الانضباط. ويقول الناس لبعضهم بأنه “شالها من تم السبع” اي انه سرقها، والآخر لم يستفد من منصبه لانه كان موظفاً طوال حياته وبقي فقيراً، وبالتالي هناك طرق تفكير مختلفة للمجتمع، حتى لو تم التبشير بالكلام الجيد. فاجراء الاصلاح سيضر ببعض الناس الذين سيعارضونه وهو امر نعيشه كل يوم.
وعن استشهاده بقول الامام علي حول ان الحق لم يترك له صاحباً، قال الرئيس عون: اذا كنا قد قرأنا واطلعنا، فلماذا ننكر الحكمة والعقل الراجح؟ هناك كلام قاله من اجمل ما يقال عن الحياد: ان الحياد لم ينصر الباطل ولكنه خذل الحق.
وسئل عما اذا كان هناك من محايدين في عهده، فأجاب رئيس الجمهورية: كلا، فهناك ناس تبعتني ولذلك انا موجود هنا، فلست من اصل سياسي ولا املك ثروة، بل وصلت من خلال محبة الناس. وسئل: هل تغادر بمحبة الناس؟ فقال: نعم، هل رأيت رئيساً يأتي الشعب اليه وهو يغادر؟
وعما اذا كان مشتاقاً الى الرابية، لفت الرئيس عون الى انها ليست بعيدة جغرافياً كما كان لبنان بعيداً عنه حين كان في فرنسا مثلاً.
الحكومة ومنزل الرابية
وعن قوله في مجالسه الخاصة انه تعب، اوضح الرئيس عون انه تعب جسدياً، ولكن رأسه لم يتعب وهو سليم، ” وانا اتابع عملي ولن اتقاعد، وسيكون العمل في المرحلة المقبلة على تنظيم الناس لمعارضة قوية لان الاصلاح لم يتم، فالوضع المالي والاداري في الدولة “نكبة” فمعارضة الاصلاح قوية ولم يسمح الوقت باكمال الامر لان الولاية محدودة.”
ورداً على سؤال، قال انه قد يقبل استقالة الحكومة، فالدستور لا يمنع ذلك.
اما عن رأيه في حصول الفراغ الرئاسي وعدم وجود حكومة فعلية، قال الرئيس عون انه برأيه، المشهد عاطل جداً جداً، وانه وفق الوضع الراهن من الصعب الوصول الى حل، ولكن من جهته لا يضع حاجزاً اذا كانت الامور صحيحة في تشكيل الحكومة، وهذا ما قلته بالامس واليوم، وحزب الله يعلم ذلك.
وحول حظوظ تشكيل حكومة، قال الرئيس عون:” اذا تم رفع الوصاية عنا، فسأوقع مراسيم التشكيل الليلة، ولكن ان يعطيني احد وزارة مع اسم الوزير فلا يمكن ان يحصل ذلك، فقد حاربنا وقاتلنا من اجل الغاء الوصاية عنا، ولن اقبل بوصاية كتلك وانا في السلطة، وهذا ما يجب على البعض ان يفهمه وهو في مراكز السلطة”.
وعن منزله في الرابية، اوضح الرئيس عون انه بدأ بإنشائه عام 2015، وتم استكمال الاشغال بعدها فقط.
وتوجه الرئيس عون الى من كان معه في مسيرته بالقول: “لقد كنتم معي وانا معكم وسأبقى، وابقوا معي”. ولمن ليسوا معه، دعاهم الى التفكير ومقارنة ما قام به مع اعمال غيره، في كل المفاهيم والمقاييس، ومن صدق معهم ومن كذب عليهم، ومن وعدهم ولم ينفذ، وكل ما يتعلق بالحياة العامة، فإما يبقوا مكانهم او ينتقون خياراً آخر.”