انطلاقاً من أهداف منظمة العمل العربية والجمعية العربية للضمان الاجتماعي في تطوير أنظمة الحماية الاجتماعية في الدول العربية من خلال الدعم الفني وتنسيق الجهود من أجل الاستثمار الأمثل لمواردها وتنمية قدراتها من أجل الاستمرار في تقديم خدماتها بصورة مناسبة ومستدامة لأبناء الوطن العربي مما يحدّ من مخاطر الفقر والبطالة .
ومن هذا المنطلق افتتحت الجمعية العربية للضمان الاجتماعي بالتعاون مع منظمة العمل العربية / ادارة الحماية الاجتماعية ندوة قومية حول ” تنويع مصادر التمويل وفرص الاستثمار في مؤسسات الضمان الاجتماعي تعزيزاً لبرامج الحماية الاجتماعية ” في العاصمة الاردنية – عمان – يوم الاحد الموافق 27 تشرين الثاني / نوفمبر2022 برعاية معالي وزير الصناعة والتجارة والتموين والعمل في المملكة الاردنية الهاشمية و بمشاركة ممثلون من وزارات العمل ومنظمات أصحاب العمل والعمال ومؤسسات الضمان الاجتماعي والتأمينات الاجتماعية في الدول العربية ، وكذلك المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس الشؤون الاجتماعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة العمل الدولية والاسكوا .
بدأ حفل الافتتاح بالسلام الملكي الاردني ثم كلمة مدير العلاقات العامة في الجمعية العربية للضمان الاجتماعي الاستاذ محمد خليفة أشار فيها الى دور الحماية الاجتماعية كآلية لاغنى عنها للتضامن الاجتماعي ، مسلطاً الضوء على أهمية الندوة وعلى الاهداف المرجوة منها .
ثم كانت كلمة رئيس المكتب التنفيذي للجمعية العربية للضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي ، استهل كلمته مرحباً بالسادة الحضور ، ومعبراً عن سعادته في اقامة النشاط في مدينة عمان ، مدينة الحب والفرح والثقافة .
واضاف من دروس التاريخ تعلمنا بأن الأزمات غالباً ما تؤدي الى تسريع وتيرة النهوض بأنظمة الحماية الاجتماعية حيث تتكشّف بين ثناياها أوجه النقص في الانظمة وضرورة تطويرها، مشيداً بالجهود المبذولة خلال فترة الجائحة لتعزيز برامج الحماية الاجتماعية والتي لا زالت التغطية العامة لهذه البرامج منخفضة في العديد من البلدان , العربية لا سيما في البلدان التي تعيش ظروفاً غير مستقرة امنياً وسياسياً واقتصادياً. وهذا يتطلب المزيد من الاستثمارات الحكومية في مجال توسيع وتعزيز نُظم الحماية الاجتماعية القائمة على الحقوق .
كما أشار الى أن هذه الندوة الهامّة تُعقد في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، حيث تُظهر المؤشرات الاقتصادية الحالية انخفاضاً في معدل نمو الأجور وارتفاعاَ في نسب التضخم، وتدهورعوائد الاستثمار في كثير من الأصول المالية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يشكل انخفاض معدلات الخصوبة وزيادة أعمار السكان حيث تتوقع منظمة الأمم المتحدة ارتفاع نسبة سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر من 9،7 % هذا العام الى 16،4 % بحلول العام 2050 كل ذلك يشكل تحديات هامة أمام أنظمة الضمان الاجتماعي.
وفي ختام كلمته توجه بالشكر لمعالي وزير الصناعة والتجارة والتموين والعمل السيد يوسف الشمالي على رعايته الكريمة لهذه الندوة ، كما تقدم بالشكر لعمالي المدير العام لمنظمة العمل العربية الاستاذ فايز علي المطيري ولسعادة الدكتور طلال ابوغزالة على مشاركته الطيبة والمميزة .
ومن جانبه ، أكد المدير العام لمنظمة العمل العربية معالي الاستاذ فايزعلى المطيري على أهمية الضمان الاجتماعي كأحد مرتكزات منظومة الحماية الاجتماعي وحق من حقوق الانسان ومظلة حماية ليس للعمال فقط بل للمجتمع ككل . مشيرا الى أن الاستثمار في الضمان الاجتماعي وتطويره هو استثمار في تعزيز الاقتصاد الوطني والسلام الاجتماعي وأدة لتطوير وتقدم وازدهار المجتمع .
كما أشار الى حجم التحديات الراهنة الذي تستدعي تعزيز التعاون بين كافة الاطراف وبخاصة الشركاء الاجتماعيين وبما يعود بالنفع والفائدة على الفئات الفقيرة والمهمشة في مجتمعاتنا العربية .
داعيا الى تطوير أنظمة الضمان الاجتماعي وحوكمتها وتطبيق استراتيجية للتحول الرقمي بهدف الوصول الى شمولية الحماية الاجتماعية بما يساهم في النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي .
ثم ألقى عطوفة الدكتور محمد الطراونة المدير العام للمؤسسة الضمان الاجتماعي في الاردن كلمة نيابة عن معالي السيد يوسف الشمالي – وزير الصناعة والتجارة والتموين والعمل – راعي الندوة ، اشار فيها على أن جائحة كورونا كشفت هشاشة الاقتصادات التي لم تكن تهتم بنظم الحماية الاجتماعية مما تسبب باتساع رقة الفقر في تلك الدول مقارنة بالدول التي لديها مؤسسات تعنى بالضمان الاجتماعي.
واضاف الطراونة ، أن تنويع الرامج وتطوير التأمينات نجحت في تحقيق أهدافها ، وكان لها أكبر الأثر في تخقيق آثار الجائحة وسواها من الأزمات العالمية التي تكاد تفتك بالمجتمعات من حين لآخر ، كما أظهرت في الوقت نفسه الحاجة الماسة لتوفير الحماية الاجتماعية للقطاعات غير المشمولة بأنظمة الحماية الاجتماعية ، خاصة القطاع غير المنظم واستحداث حزم من البرامج والسياسات التي تعزز كفاءة أسواق العمل للوصول الى الأمان الاجتماعي .
وأشار الى أن التحديات التي تواجه تحقيق الاستدامة التأمينية لمؤسسات التأمينات الاجتماعية في العالم العربي كبيرة وإن اختلفت خصوصية كل بلد ، إلا أن الحل الذي يشكل القاسم المشترك الأكبر وأحد الروافع الأساسية لاستدامة أنظمة المنافع التأمينية واستمراريتها في تأدية واجباتها هو الاستثمار في المحافظ واجراء الدراسات الاكتوارية .
وفي ختام حفل الافتتاح منح الدكتور كركي درع الجمعية لمعالي وزير االصناعة والتجارة والتموين والعمل السيد يوسف الشمالي ولمعالي مدير عام منظمة العمل العربية الاستاذ فايز على المطيري ، كما تم تقديم درع المنظمة لمعالي السيد يوسف الشمالي ولسعادة الدكتور محمد كركي .
وتقديرا لمسيرته الطويلة في خدمة المجتمع والانسانية في مجال المعرفة والابتكار ، كرم معالي الاستاذ فايز على المطيري وسعادة الدكتور محمد كركي الدكتور طلال ابو غزالة بتقديم درع المنظمة والجمعية تقديرا لعطاءاته في خدمة الانسانية .
بدوره شكر الدكتور ابو غزالة المكرمين واثنى على عمل الجمعية العربية للضمان الاجتماعي وعلى الدور الفعّال التي تضطلع به على المستوى العربي وكانت له كلمة اطلق خلالها عدد من التوصيات الهامة .