كيف سيكون الوضع بعد الأعياد؟
د. ليون سيوفي
كاتب وباحث سياسي
يختلف اللبنانيون حول الأزمة السياسية التي تعصف بالبلد وأسبابها وتداعياتها
ومن كثرتها أصبحت أكتب وأُردّد تفاهات وسخافات ما يجري بين السياسيين يشمئز منها القارىء.
وما أتوقعه لعام2023”لا يطمئن له القلب، أرقام النزيف الاقتصادي واضحة وتتكاثر ، فنتيجة التضخم ارتفعت جداً ونسبة النمو تعاني ضعفاً منذ عدة سنوات غير مسبوقٍ، كما يغرق البلد في الديون والافلاسات كل يوم أكثر من أمس.
من يشاهد كيف غرقت طرقات الوطن اليوم يعلم تماماً كيف سيكون مشهد غرق الوطن الاقتصادي، صدقوني هذا لا شيء أمام ما أتوقعه قريباً..
لو كنت حاكماً لكانت عواميد الكهرباء شاهداً على تعليقي لكل سياسي فاسد عليها..
كل أسباب الاحتجاجات الشعبية صارت مشروعة، ألذل الذي يعيشه المواطن لا يرحم وسنشهد تحرّكات متنقّلة وقطع الطرق من قبل مئات المحتجين نتيجةً للأوضاع السيئة
إنفجارٌ اجتماعيٌّ وشيك.. ألفقر يهدّد أكثر من ثمانين في المئة من الشعب اللبناني..
فكلّ فرد أو أسرة لا تكفيها مواردها لسدّ احتياجاتها الأساسية تعتبر فقيرة
سيعيش اللبنانيون قلق توالي فقدان العملة الوطنية لقيمتها أمام الدولار، بشكل مرعب وطبعاً سيُتحفنا مصرف لبنان بقراراتٍ كالّتي جاهرنا بها وسيُنهب آخر فلس يملكه المواطن في المصارف الخاصة.
ألخوف على 286,8 طناً من
الذهب الذي تملكه الدولة اللبنانية ويُصنّف بالرقم ال 20 عالمياً والثاني عربياً من حيث الكمية أن يتصرفوا به ولا أستبعد أن يذوب بعد الصورة لحاكم المصرف التي وزعها منذ يومين وكأنه يطمئننا أن الذهب لونه أصفر هذا إن كان لدينا بعد ذهب لتأمين الرواتب لموظفي القطاع العام .
سترتفع أسعار كل شيء منها الاتصالات والانترنات والكهرباء والمولدات والاستشفاء والأدوية والبنزين والمازوت والمواصلات وحتى المواد الغذائية..
سترتفع قيمة الجمارك، والضرائب لن ترحم المواطن وكأنه يعيش في نعيمٍ لا في أزمة ..
سترتفع وتيرة العنف وتغلب لغة العصبيات السياسية والطائفية..
مجموعات كبيرة من أشهر العلامات التجارية، والشركات والمؤسسات المحلية ستقفل فروعها ومحلاتها في لبنان، ممّا سيشكّل خطراً كبيراً على الأسواق والمجمّعات في البلاد، وسيخسر آلاف العمال وظائفهم.
يستعد لبنان بعد الأعياد لموجة هجرة جديدة، ستكون كواحدة من تداعيات الأزمة الاقتصادية الأسوأ في تاريخه، والأعقد عالمياً حسب الإحصاءات.
وسنرى طوابير انتظار طويلة لآلاف المواطنين، يتنقلون بين مراكز الحصول على جوازات السفر، ولو بأي ثمن ، وأماكن تخليص الأوراق والمعاملات، كذلك الأمر أمام السفارات التي باتت بالأعداد مرعبة
نحن ذاهبون من سيىء إلى أسوأ.
أتمنّى أن أكون مُخطئاً لكن الوقائع تُشير إلى كل ما ذكرته
نحتاج إلى قُدرة إلهيّة لتخليصنا من هذا الجحيم..
شكراً يا أولاد الافاعي على ما أوصلتمونا إليه ..
حتى في الكتاب المقدس قبل 2023 سنة ذكركم السيد المسيح “يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ.” (مت 12: 34).