هل انتهى دور سلامة قبل نهاية عهده؟
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
من منا لا يذكر كيف تمّ توقيف رجا شقيق سلامة حاكم مصرف لبنان إثر اتهامه بفساد مالي حيث أوقفته النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية عون، عقب انتهاء التحقيق معه في قضية عقود وتحويلات مالية إلى حساباته خارج البلاد”. وكيف خرج بعدها بتسوية فيما بين الحاكم والحكومة عندما وُضعت صناديق الاقتراع في مصرف لبنان ودفع أكبر غرامة مالية آنذاك، هل سنشهد تسوية جديدة بعد توقيف الممثلة صليبا وجاهياً ومثولها أمام النائب العام المالي ؟
ووُجّهت إلى “آنا ك.” التهم وهي أوكرانية تبلغ 46 عاماً، وقُدّمت على أنّها مقرّبة كثيراً إلى سلامة وهي والدة لابنته غير الشرعية والتُهم “تكوين منظمة إجرامية”، و”غسل أموال منظّم”، و”غسل ضريبي احتيالي خطير”، و”إخفاء جرم يُعاقب عليه القانون بالسجن 10 أعوام”، ثمّ تمّ وضعها تحت إشراف قضائي.
ماذا يخبىء لنا الحاكم من مفاجآت بعد كل هذه الاتهامات والفضائح ؟
ماذا يخبىء في الصندوق الاسود من تسويات ليخرج بها صديقته وعشيقته الاوكرانية مما ورطهما به؟
مذكرة إحضار مفتوحة بحق رياض سلامة بعد فشل القوى الأمنية في تحديد مكانه هل نفهم أنّ سلامة أقوى من الدولة ؟
من منا لا يتذكر يوم أرسلت سويسرا المراسلة القضائية في كانون الثاني من العام 2020 إلى لبنان بحق سلامة وكيف دافع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عنه ووصفه “بالضابط في الحرب الذي لا نستطيع الإستغناء عنه”
فتوسّعت حينها التحقيقات لتطال ثماني دول ومن بينها فرنسا التي دخلت على خط التحقيقات بقوّة مؤخراً.
من منا لا يذكر كيف أنه هناك أكثر من قاضٍ لبناني ومن كبار القضاة قاموا بإدانة سلامة حينها تحرّك القاضي غسان عويدات وادّعى على الحاكم، ولكن النائب العام الإستئنافي في بيروت رفض استلام ملفّ الأخوين سلامة وطلب عدم تسجيله في القلم..
من يحمي سلامة الذي وفي عهد حكمه للمصرف المركزي لا يزال في منصبه الذي يشغله منذ عام 1993، الأمر الذي جعله أحد أطول حكّام المصارف المركزية عهداً في العالم حيث انهارت الدولة اللبنانية وهو محمي من كبار رؤوسها..
هل إن سقط هذا الرجل تسقط معه المنظومة وتتفكك الشبكة العنكبوتية ونرى أكثر من فاسدٍ في السجن ؟