معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت
يعقد مؤتمراً حول العنف السياسي وتأثير الأرشيف على الذاكرة والعدالة
بمناسبة اليوم الدولي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجرائم، أقام معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت بالتعاون مع الاتحاد العام للجمعيات الخيرية الأرمنية فرع لبنان
(AGBU Lebanon) وليبسيوس هاوس بوتسدام، مؤتمراً بعنوان “الذاكرة والعدالة: التذكّر في أعقاب العنف السياسي.” وقد عقد المؤتمر في التاسع من كانون الأول الجاري، واشتمل حلقات نقاش تناولت أهمية المحفوظات في تحليل وتفسير التاريخ، بالإضافة إلى التجارب الإقليمية في تعديل التاريخ والذاكرة وانعكاسات ذلك على العدالة.
وقال مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية الدكتور جوزيف باحوط في كلمته الافتتاحية، “هذه هي الحلقة السادسة في سلسلة المؤتمرات التي يعقدها المعهد بانتظام مع الاتحاد العام للجمعيات الخيرية الأرمنية.” وأضاف، “هذا سادس مؤتمر نعقده حول موضوع الإبادة الجماعية والعدالة والذاكرة والتذكر والتعويض وغيرها من القضايا المؤلمة للغاية. رأيي الشخصي وأظنه ايضا رأي قادة الاتحاد أننا قد بدأنا في بناء تماسك فكري ومفاهيمي حول موضوع مهم للغاية، ليس فقط سياسياً ولكن فكرياً ومفاهيمياً حول كيفية التفكير في الجروح والصدمات الماضية، و كيف نتعامل معها سياسياً وتاريخياً.” وخلص قائلاً، “من دون هذا لا يمكن أن يكون هناك حاضر سلمي ولا مستقبل سلمي.”
وقالت المديرة التنفيذية للاتحاد العام للجمعيات الخيرية الأرمنية فرع لبنان آرين غزاريان، “في هذه المناسبة، نكرّم ونتذكر ضحايا جريمة الإبادة الجماعية بينما يواصل الاتحاد تاريخه الممتد مئة وستة عشر عاماً في قيادة المحادثات المعمّقة والبرامج المؤثرة، بصفته أكبر منظمة خيرية أرمينية في العالم لدعم الأمة الأرمنية العالمية من خلال مبادرات التنمية الثقافية والتعليمية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.” وأضافت غزاريان، “اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها تم تبنيها في كانون الأول 1948 وكانت أول معاهدة لحقوق الإنسان تتبناها الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومنذ العام 2016، يقف الاتحاد بفخر مع الأمم المتحدة لتسليط الضوء على قضية الوعي بالإبادة الجماعية وحقوق الإنسان ومساعدة اللاجئينً.”
مدير ليبسيوس هاوس بوتسدام والمتحدث الرئيسي في المؤتمر الدكتور روي نوك أبرز أهمية المحفوظات الأرشيفية في تحليل وتفسير التاريخ. ووصفها بأنها “ذاكرة الشجرة تُقرأ في خشب جذعها الملتوي،” وشدّد على ذاتية هذه الوثائق وكيف يمكن تعديل الذاكرة وتغييرها وفقًا لعوامل مختلفة. وعلى هذا النحو، قال نوك أن هناك “وجهات نظر مختلفة للحدث التاريخي ذاته في المحفوظات. التاريخ عبارة عن لوحة شاسعة من المناطق الرمادية، والتي ينبغي التعامل معها.”
وتناولت حلقات النقاش في المؤتمر عملية جمع الأرشيف، واستخدامات وسوء استخدام المحفوظات وتخزينها، ودور المحفوظات كشاهد مستقل وتاريخي وعلاقتها بالعدالة الانتقالية. كما تم عرض دراسات الحالة عن الأيزيديين وكمبوديا ولبنان. وانتهى المؤتمر بمحادثة حول آليات المساءلة، وسلّطت الضوء على الأساليب الجديدة للأرشفة والتوثيق، بما في ذلك دور وسائل التواصل الاجتماعي كمؤسسات أرشيفية.
يمكن مشاهدة تسجيل المؤتمر بأكمله عبر الإنترنت على صفحة معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية على فايسبوك.