ليندا مطر المناضلة من أجل حقوق المرأة، وقضايا الإنسان والوطن. بيروتية رائدة، ولبنانية مؤمنة بدور لبنان الرسالة، وعربية عاملة على محاربة كل اشكال التمييز ضد المرأة، وعالمية لتحرير المرأة بل الانسان على هذه البسيطة.
غادرتنا الرئيسة والقائدة الفذّة من دار الفناء الى دار البقاء، بعد نضالٍ طويلٍ ضد الطائفية والمذهبية، فكانت المثل والمثال بالسمعة الطيّبة ونظافة الكف والنضال من أجل الحق وكرامة الإنسان. عشقت العمل المنظّم البعيد عن الفردية حيث كان لها الدور والحضور المميز في لجنة حقوق المرأة اللبنانية، وفي المجلس النسائي اللبناني للعمل من أجل حقوق المرأة السياسية والإجتماعية والإقتصادية وصيانة وسيادة لبنان واستقلاله وازدهاره.
نجحت الراحلة العزيزة برئاستها للمجلس النسائي اللبناني في توجيه جمعياته، التي تتجاوز الــ150 المائة والخمسين والمنتشرة في كل المحافظات اللبنانية، للنضال من أجل المواطنة، وإلغاء اشكال التمييز ضد المرأة وتأكيد ثقة المرأة بالمرأة، واحترام حقوق الانسان واحترام الآخر أياً يكن رأيه، بل عملت أكثر من ذلك على توحيد الجهود فكان للتشبيك الذي قادته داخل مكونات المجلس الأثر الطيّب في تحويله الى كتلة متضامنة لتحقيق التغيير المنشود والذي يستحقه لبنان واللبنانيون.
ونحن اليوم نحمل هذه الرسالة بكل أمانة واخلاص مع الهيئة الادارية للمجلس لتحقيق اهدافه.
لقد كانت الراحلة بالفعل واحدة من مائة سيّدة كنّ يحرّكنَ العالم في العام 1995، وهي المشاركة بستين مؤتمراً عربياً وعالمياً منها المؤتمرات التي نظّمتها هيئة الامم المتحدة في مكسيكو وكوبنهاغن ونيروبي وبكين واختيرت رائدة العمل النسائي للعام 2002.
لقد افتقدنا برحيلها انسانة تمثّل ضمير المرأة اللبنانية التي تميزت بالإصالة، وسمو الأخلاق والوطنية الصافية، والقادرة على تحمّل المسؤولية، والثبات على الموقف، والوفاء حيث قلّ الوفاء.
تغمّدكِ الله بواسع رحمته، وستبقى سيرتك النضالية العطرة فخراً واعتزازاً، وللعائلة الكريمة من بعدكِ جميل الصبر والسلوان، لنفسكِ الرحمة ولروحكِ السلام.
رئيسة المجلس النسائي اللبناني
عدلا سبليني زين