كلودين عون تلقي كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة في دورتها السابعة والستين CSW67.
” اليوم ندرك في لبنان، أن الأزمة التي نعيشها، تضعنا عند منعطف يحتمّ علينا التحديث في المؤسسات، كما في أنماط الحياة. وندرك أيضاً أنه في عصرنا، لا بدّ من أن تكون النساء مشاركات على قدم المساواة مع الرجال في إجراء هذا التحديث. لذلك تضع الهيئة على رأس سلّم أولوياتها، السعي لأن تكون النساء رائدات في شتّى ميادين العلم والعمل.”
ألقت السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة في دورتها السابعة والستين، بحضور السيدة جانّ مراد القائمة بالأعمال بالوكالة في بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وكاتبة العدل رندة عبود أمينة سر الهيئة الوطنية، والمحامية مايا زغريني عضو المكتب التنفيذي في الهيئة، والسيدة سوسي بولاديان عضو المكتب التنفيذي في الهيئة والسيدة ميشلين الياس مسعد المديرة التنفيذية للهيئة، وجاء فيها:
“يعوّل لبنان اليوم على قطاع العلوم والتكنولوجيا للخروج من الأزمة المستعصية التي يمرّ بها. فهذا القطاع الذي لم يكن يمثل قبل خمس سنوات، سوى ٢٪ من الناتج القومي، بات من أكثر القطاعات قابلية للنموّ. واليوم أصبحت معظم فرص العمل، تتطلب مستويات متفاوتة من المهارات التكنولوجية. ويتميز لبنان في هذا المجال، بتوفر مهارات عالية لدى القوى العاملة. فقد ظهر مثلاً مؤخراً، أنه على الرغم من الأزمات، إندرج بلدنا في المراتب الأولى عالمياً من حيث الاهتمام بالإطلاع على أحدث تطبيقات تقنيات الذكاء الإصطناعي. مع ذلك تظهر أيضاً في لبنان الفجوة التي تلاحظ عالمياً، في عدم تكافؤ تواجد النساء مع الرجال في قطاع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، في التعليم كما في العمل. فبموازاة تفوّق عدد النساء على عدد الرجال في التعليم الجامعي، يلاحظ توجه الغالبية العظمى من الطالبات إلى التخصص في مجالات التربية والرعاية الصحية والعلوم الإنسانية والفنون، فيما تقل أعدادهن في التخصصات العلمية.”
وأضافت: “أما في العمل، فقد كان التأثير السلبي للأزمة على عمالة النساء، أكبر ممّا كان على عمالة الرجال، بحيث ارتفعت نسبة البطالة أكثر لدى النساء، علماً أن نسبة الناشطات في العمل، لا تزيد عن ثلث مجموع القوى العاملة، وإن مجالات التقنيات الحديثة لا تستقطب أعدادا كبيرة من العاملات. مع ذلك نشير إلى أن السنوات الأخيرة، شهدت تميز شخصيات نسائية في الهندسة والتكنولوجيا الحديثة، وبرزت وجوها نسائية في مؤسسات إقتصادية ناشئة في مجالات التكنولوجيا الرقمية.”
وتابعت: “اليوم ندرك في لبنان، أن الأزمة التي نعيشها، تضعنا عند منعطف يحتمّ علينا التحديث في المؤسسات، كما في أنماط الحياة. وندرك أيضاً أنه في عصرنا، لا بدّ من أن تكون النساء مشاركات على قدم المساواة مع الرجال في إجراء هذا التحديث. لذلك تضع الهيئة على رأس سلّم أولوياتها، السعي لأن تكون النساء رائدات في شتّى ميادين العلم والعمل.”
وأشارت إلى أن: “تعدّ الهيئة حالياً البرامج بغية محو الأمية الرقمية لدى النساء بنوع خاص، عبر تطوير المناهج الدراسية، وتكثيف الدورات التدريبية، وهي تتعاون لهذا الغرض مع وزارة التربية والتعليم العالي، كما مع هيئات المجتمع المدني ومع السلطات المحلية والمنظمات الدولية. وتعير الهيئة في برامجها اهتماماَ خاصاَ لتطوير خدمة التوجيه المهني في المدارس، بغية إطلاع الطالبات على فرص العمل المتاحة في مجالات التخصصات العلمية وتشجيعهن على متابعة الدراسة في مجالها. كذلك تتعاون الهيئة مع المؤسسات التربوية بغية تنمية المؤهلات القيادية لدى الطالبات، لمساعدتهنَ على إنماء شخصيتهن، وعلى اكتساب المهارات الحياتية. وعلى صعيد آخر، تتعاون الهيئة مع شركائها ومع المنظمات الدولية، لإيجاد بيئة عائلية واجتماعية مشجعة لقيام المرأة بنشاط إقتصادي، عبر جعل الرجل مشاركاَ لها في تحمل أعباء الرعاية المنزلية والأسرية، وعبر جعل خدمات الرعاية لصغار الأطفال وللمسنين، متوفرة وبمتناول جميع الأسر في كل المناطق. كما تعمل الهيئة على تطوير أحكام قانوني العمل والضمان الاجتماعي، لتحسين شروط العمل بالنسبة إلى النساء.”
وختمت: “تجهد الهيئة لحماية الفتيات والنساء من العنف عموماَ والإلكتروني خصوصاَ. وفي هذا الإطار، جالت الهيئة السنة الماضية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، على 3000 طالبة في المدارس الرسمية لنشر الوعي حول مختلف أشكال العنف، ومنها الابتزاز والتحرش الالكتروني، وحول سبل مناهضته والإضاءة على الخطوط الساخنة التابعة لوزارة التربية ولقوى الأمن الداخلي، التي يمكن للفتيات أن يلجأن إليها لطلب المساعدة والحماية. كما نكثف حملاتنا التوعوية في هذا الإطار، ومنها فيلم حول الإبتزاز الإلكتروني، فاز بجائزة أفضل فيلم توعوي في المؤتمر ال45 لقادة الشرطة والأمن العرب.
إن النساء في لبنان تجاهد منذ عقود عديدة لتطوير الصورة النمطية الرائجة عنهن في المجتمعات التقليدية. وأودّ من هذا المنبر الرفيع، أن أحيي اليوم ذكرى إحدى رائداتنا، عالمة الفيزياء النووية الدكتورة سلوى نصّار، ثامن امرأة تتخرج من جامعة بركليه الأميركية في علم الفيزياء في العام ١٩٤٥، والتي كانت شخصية ملهمة لأجيال من الشابات.”