نشأت جماعة «كنيسة من أجل لبنان» عندما تَداعى مكرّسون ومكرّسات في الثامن من آب 2020 للتضامن مع شعبِنا في وجعِه والتعبيرِ عن غضبِه إثر انفجار مرفأ بيروت. وحمَلَت الجماعة مذّاك هَمّ ضحايا جريمةِ المرفأ من الجرحى والمتضرّرين في معرفةِ الحقيقة وتحقيقِ العدالة فتبنّت القضية من الناحية الإنسانيّة والوطنيّة لتكون حضورًا مقدّسًا يُعلن حضور الله وسط شعبه، عبر تفقّد أهالي الضحايا والمتضرّرين ومرافقتهم بثبات في معركتهم الطويلة.
أتى الكتيّب “مع آلامنا يا يسوع: صلوات لزيارة سبع كنائس” بمبادرة من جماعة كنيسة من أجل لبنان بالتعاون مع مجموعة من الشبيبة الملتزمة كي نضفي على ممارساتنا التقويّة معنى أعمق يجعلنا نغوض أكثر لا في آلامنا فنَنهار بل في آلام يسوع الّتي تفتدي آلامنا.
لقد أصابنا انفجار الرابع من آب 2020 في الصميم ولكنّ تتابع الأزمات على وطننا لبنان، إزمات إقتصاديّة، ماليّة ومعيشيّة، كسر فينا الهمّة حتّى على الصلاة. فكان لا بدّ من أن نرفع رؤوسنا ونتأمّل في ما يجري وندع الروح النبويّة تصلّي فينا.
الكتيّب يضمّ سبع تأمّلات في آلام يسوع نصلّيها ونحن نزور الكنائس السبعة حسب التقليد الشائع في كنائسنا عشيّة خميس الأسرار، فنعيش مع المؤمنين من الكنيسة جمعاء هذا التقليد متأمّلين آلام يسوع الخلاصيّة فإذا اشتركنا في آلامهم شاركناه في قيامته أيضًا.
والجديد في هذه التأمّلات هو أنها تمكِّننا من التنقّل مع يسوع الّذي يعيش العبثية وخيانة أصدقائه ومواجهة الشرّ، فنذهب معه من مكانٍ لآخر مفتكرين ليس فقط بآلامِه بل بآلامنا أيضًا وبخاصة ما يرتبط بتفجير مرفأ بيروت وما يحصل اليوم في لبنان: يسوع يعيش معنا وجعنا ووجع أبناء وطننا.
عند تأمّلنا بما نعيشه من اختبار الوجع المرتبط بتفجير مرفأ بيروت والشعور بالأسى لما وصلت إليه حال بلادنا والرغبة في الوصول إلى الحقيقة والعدالة، نحن نعلن موقفين: الأول مقاومة الرغبة في الإنتقام من كلّ مَن آذانا والثاني مقاومة نسيان ما حدث كي لا تتكرّر المأساة.
ولكلّ من يقول لنا أن نطوي هذه الصفحة كي نكمل حياتنا كما لو أنّ شيئًا لم يحصل، لكلّ من قَبل أن يُقتل أناس ويصاب آخرون بإعاقة وتندثر حياة آخرين ولا من يسائل ولا من يريد الوصول إلى الحقيقة، نجيب: أننا نزور كنائسنا كي لا ننسى معه وكي تشفى ذاكرتنا وتتنقّى وكي تكفّ ثقافة اللامحاسبة واللاعقاب وثقافة التمويه الّتي تريد أن تطمس الحقيقة وترفض العدالة
نزور السبع كنائس كي نقول ليسوع وجعنا ونكرّر حتى الإزعاج أنّنا موجوعون ولن ندعه يرتاح حتى نلتقيه قريبًا عند صبح القيامة
نزور السبع كنائس كي نقول ليسوع أن يحمل آلامنا ويحوّلها ويخرج من كلّ المآسي الّتي تعيشها بلادنا زرعًا جديدًا للبنان جديد
نزور السبع كنائس كي نقول ليسوع أنّ يقدّم آلامنا عنا فلا تبقى عبثيّة بل نشترك بها معه إن لم يكن في فداء العالم فأقلّه فداء أهلنا وشعبنا وبلادنا.
لدخول الرابط