افتتحت “الجامعة اللبنانية الاميركية LAU- مؤسسة لويس قرداحي” في جبيل ورشة عمل “الايام الاندلسية في لبنان-المتحف الرقمي للدرب الاموي” ، والتي تشكل احدى المفاعيل الايجابية لإنضمام لبنان اخيراً إلى “الاتفاقية الجزئية الموسعة” لـ “المعهد الأوروبي للطرق الثقافية” التابع لمجلس أوروبا. الى جانب اتفاقية التعاون بين “الارث الاسباني (El Legado Andalusí) و”المؤسسة” بهدف القيام بأنشطة مختلفة وتطوير اخرى اجتماعية وثقافية لخدمة المجتمعات المشاركة وتعزيز الحوار الأوروبي المتوسطي بين الثقافات.
واقيم للمناسبة حفل في مقر المؤسسة في جبيل القديمة حضره وزير السياحة المهندس وليد نصار، روني آلفا ممثلاً وزير الثقافة القاضي محمد مرتضى، الوزير السابق جان لوي قرداحي، رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية LAU الدكتور ميشال معوض، سفير اسبانيا في لبنان خيسوس سانتوس أغوادو، سفير الاردن زيد زريقات، ممثل السفارة التونسية السيد رضا شاهيدية، المديرة التنفيذية لـ “الارث الثقافي الاسباني” ماريا فرنانديز، مدير LAU-مؤسسة لويس قرداحي الدكتور رشيد شمعون، وحشد من المهتمين في وزارتي السياحة والثقافة ورؤساء بلديات منطقة جبيل وفاعلياتها والمعنيين بالقطاع السياحي. واستهلت الحفل نقيبة الادلاء السياحيين آليسار بعلبكي التي تحدثت عن اهمية المتحف الرقمي الاموي وابعاده على المستوى السياحي، وقدمت رئيس الجامعة الدكتور معوض الذي اعتبر ان هذه الاحتفالية مناسبة مميزة تعني الكثير على مستوى الحوار الثقافي المتوسطي ما يغني، ورأى ان الاحتفال لا يقتصر على الاثار والمعالم السياحية على اهميتها بل يؤشر الى اهمية القيم والمبادئ والثقافة التي يتقاسمها حوض المتوسط. وتطرق الى الجهود الكبيرة التي تبذل من اجل تعزيز حضور لبنان ومشاركته في “مجلس اوروبا” الى جانب التعاون مع “الارث الاسباني” والدرب الاموي. وشدد على ان هذه الانشطة ما كانت لتنجح من دون دعم وزارتي السياحة والثقافة وخص الوزيرين نصار ومرتضى بالشكر، وقال ان النهوض الثقافي هو من اولويات الجامعة اللبنانية الاميركية التي تفخر بالتراث اللبناني والهوية المتعددة الثقافة والموحدة في لبنانيتها دون ادنى شك. واعتبر ان هذه الانشطة ليست مجرد استعراض بل تدخل في صلب رسالة الجامعة ومهمتها وتندرج في سياق تعزيز الهوية المتوسطية للبنان والحوار الثقافي الاشمل بين الشرق والغرب. وكانت كلمة للوزير السابق قرداحي الذي عرض لتاريخ مؤسسة قرداحي وانشطتها والتعاون “الفاعل الذي لا يهدأ” منذ انطلاقتها مع جامعة LAU.
وشرح الدكتور شمعون ان ما تقوم به الجامعة اللبنانية الاميركيةLAU – مؤسسة لويس قرداحي هو جزء من التعاون مع مجلس اوروبا بهدف دعم القطاع السياحي الثقافي في لبنان، وشرح بإختصار بعضاً من أوجه التعاون مع “المعهد الأوروبي للطرق الثقافية” التابع لمجلس اوروبا، والتعاون مع “الارث الاسباني” والذي كانت احدى نتائجه المتحف الرقمي الاموي اضافة الى مشاريع اخرى يجري العمل عليها. وعرضت المنسقة الادارية في المؤسسة المهندسة المعمارية ماريا بشور للوثائق والخرائط السياحية التي اعدها فريق من المهندسين والخبراء باشراف الدكتور شمعون عن اهمية اكتشاف لبنان من خلال الدرب الاموي. . اما المديرة التنفيذية لـ “الارث الثقافي الاسباني” ماريا فرنانديز فاعربت عن الفخر لما تقوم به LAU- مؤسسة لويس قرداحي لدعم التراث والنهوض الثقافي، وقالت ان التعاون المشترك بين لبنان واسبانيا يمثل نموذجاً للتعاون الخلاق والمبدع وهذا ما يشكل دفعاً لمشروع “الارث الاسباني والدروب الاندلسية”، وتمنت استمرار هذه العلاقة وتطورها. وتحدث الفا ممثلاً وزير الثقافة عن اهمية العيش المشترك والنموذج الاندلسي واهميته في تعلم العيش معاً كلبنانيين، وشكر الجامعة اللبنانية الاميركية معتبرا ان اللبنانيين ورغم تنوعهم الثقافي إلا انهم شعب واحد، وان الدرب اللبناني يجمعهم.
ورأى وزير السياحة المهندس وليد نصار ان الدروب الثقافية هي من المحطات السياحية المميزة في لبنان، وشكر العاملين على مشروع الدرب الاموي، وايضاً ادارة LAU واصفاً اياها بالشريك الاستراتيجي وايضاً وزارة الثقافة. واوضح نصار ان خطة وزارته تستند الى اعادة تفعيل سلسلة من الاتفاقات اوروبياً وعربياً لدعم قطاع السياحة وتنشيطه. واشار الى اهمية انضمام لبنان الى مجلس دروب اوروبا سواء الدرب الفنيقي، ام درب الزيتون، او درب النبيذ ودرب الاندلس الاموي. وعرض لأهمية الخطط الموضوعة مع مجلس التعاون السياحي العربي وان لبنان سيتم ترشيحه ليكون مقراً للسياحة العربية، الى جانب توقيع اتفاقات تعاون مع قبرص واليونان لتعزيز القطاع السياحي مع الاشارة الى ان السياحة ساهمت بنحو 40 في المئة من الناتج الوطني خلال السنوات الاخيرة. وسلم الوزير نصار في ختام كلمته الى رئيس الجامعة شهادة رسمية باعتبار الجامعة اللبنانية الاميركية LAU – لويس قرداحي معلما سياحيا ثقافيا.
وبعد حفل الافتتاح كانت للوفود المشاركة جولة في مدينة جبيل، والمتحف الوطني في بيروت الى زيارات للمواقع الاثرية في بعلبك وجبيل وعنجر ومعمل نبيذ كسارة ولقاءات عمل مع المسؤولين.
ويعتبر المتحف الأموي الرقمي أحد النتائج الملموسة الرئيسية لمشروع الطريق الأموي (2013-2016). وتم تصميمه في (2016) بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي بتمويل من برنامج ENPI-CBC MED. ويضم المشروع 14 شريكا من لبنان والأردن وتونس ومصر والبرتغال وإسبانيا وإيطاليا. اما في لبنان فالشركاء هم الجامعة اللبنانية الأميركية LAU ، بلدية جبيل، مؤسسة الصفدي، وزارتي الثقافة والسياحة.