في الأيام الماضية تداعى المودعون إلى لقاءات مكثفة تلبية لدعوات وإصرار بعضهم استيفاء حقوقهم من المصارف بالقوة والقانون بموجب حق الدفاع المشروع سنداً للمادة ١٨٤ من قانون العقوبات اللبناني، وهم خطّطوا لدخول عدد من المصارف اليوم ٢٠ تموز كان منها بنك بيبلوس فرع الحازمية. غير أن بعض الرياح جرت بما لا تشتهي سفنهم، بما أدّى إلى فشل عملية تحرير الودائع للمودعَين أشرف صالحة ووسيم حاطوم من المصرف المذكور، كما وعرقلة العمليات الأخرى المعدّة.
الأهم في الأمر ومن باب تعلّم الدرس، ولو الموجع بعد كل صولات وجولات استعادة الودائع، ومن باب تقديم النصح للمودعين بخصوص عمليات تحرير الودائع القادمة وأين ومع مَن ينبغي أن تكون ثقتهم فيها، هو أن الفشل لم تكن أسبابه ناتجة عن إدارة المصرف المذكور بقدر ما كانت ناتجة عن خفّة وقلّة دراية في التخطيط والتنقيذ، عدا زرع عناصر بين المودعين هدفها محاولة زعزعة عزيمة المواكبين للمودعَين المذكورين وإلهاءهم باستعراضات إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع، مما أتاح لإدارة المصرف أن تأخذ وقتها في تهريب مئات الآلاف من الدولارات على مرأى المودعَين الحاضرَين بحجة إجراء مفاوضات ما كان ينبغي أن تحصل أساساً، حيث لم تؤدي لا هي ولا أي من سابقاتها على مدى سنوات أربع إلى أي نتيجة تُذكر لأن أصحاب المصارف ومديريها لا ثقة بهم أبداً بعدما أعماهم الجشع في السطو على جنى وتعب الناس، وبالتالي لم تتم الاستفادة من عامل الضغط السريع بأعداد المودعين والمحامين الحاضرين وهو الأهم في عمليات كهذه.
هي جولة من معركة عمادها حق المودعين في تعب سنين حياتهم وشقى أعمارهم، لن تحرفها عن مسارها لا بل ستنقلها إلى موقع متقدّم واستعدادات أفضل، لا مفرّ فيها من التواصل والتنسيق المسبقَين مع أهل الخبرة والعزيمة من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.