د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
مازال لبنان خارطة نرى رسمها في أطلس جغرافي، لكن حدوده تُستقطع يومًا بعد يوم، والجهات الطامعة والتي تريد السيطرة عليه لا تُحصى والعالم يرى وطنا يتآكل بِنَهَم، وتُنتزع كل خصائصه في وحدة كان يتغنى بها .
أحزاب تمتلك أجندات أجنبية تعمل بما هو مطلوب منها على الأرض.
أحد عشر سنة وأنا امارس الكتابة والبحث السياسي حتى أصبحت مُدمناً عليهما ظاناً أنّ كتاباتي ستجعل المواطن يصحو من غيبوبته التي طالت وستطول ، وكم طالبته بالعصيان المدني وإعلان الثورة ضد هذه المنظومة ليأخذ أقله أدنى حقوقه كإنسان أو كمواطن وكان كلامي كمن أنادي في الصحراء .
ستترحمون يوماً على كل كلمة خرجت من أعماق فكري محارباً بها الطغمة السياسية الحاكمة ومعرّضاً نفسي للمساءلات الأمنية والمخاطر وكله كان خدمةً مجانية من أجل بقائكم وتحريركم من عبوديتكم التي تمارسونها ولا يشعر بها إلا القليل.
أصبح الوطن مجرد اسمٍ في كوميديا ساخرة، يؤدّي أدوارها ممثلون “كومبارس” حيث انتفض الشعب يوماً عليهم لهد خشبة مسرحها، وإعادة الحياة إلى نمطها الإنساني الطبيعي وكانت النتيجة تبنّي الاحزاب لها وكأنهم من خارج هذه المنظومة وتضامنوا ضدها حتى أفشلوها..
شعب يريد تحرير القدس قبل تحرير وطنه من السياسيين الفاسدين.
شعب همه “طق الحنك” والنكات وتدخين النرجيلة وكل ما حلّ به وكأنه لا يعنيه..
شعب يشبه القط الذي يعشق خناقه.
سنين طويلة وأنا خائف على مصير المواطن والوطن من السياسيين المجرمين حيث يناديهم اللبنانيون بأبسط حقوق العيش، ونبذ اتفاقات المحاصصة ومحاسبة رؤساء عصابات الأحزاب لكن كيف؟
إنتفضوا لكرامتكم لبنان الوطن يحتاج إلى سواعدكم للنهوض من كبوته، وإلى إخلاصكم له وتفانيكم في سبيله. إنه يمر في مرحلة سياسية واقتصادية وأمنية دقيقة، متأثراً بأزماته الداخلية، أنتم وحدكم الخلاص بيدكم لتحرروا وطنكم من الفساد السياسي، هل أنتم جاهزون؟