د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
قد يتعجب البعض أن يقرأ لمسيحي وهو يكتب عن الإمام الحسين، من هو هذا الرجل؟
هو سبط الرسول محمد، وصَحابيّ، والإمام الثالث عند إخواننا الشيعة، أطلق عليه النبي محمد لقب سيد شباب أهل الجنة وهو خامس أصحاب الكساء.
قرأت كثيراً عن الإمام الحسين وتأثرت بحياته وبشجاعته إلى يوم استشهاده حتى أنّ هناك مقولة لن أنساها وأنا حيّ، قيل عنه إنه مصباح الهُدى وسفينة النجاة فصوروا لنا الدنيا بأروع ما يمكن تصويره ليقربونا إلى واقع الدنيا وحقيقتها، فيشبهون بلجج البحار المظلمة، التي لا سبيل للنجاة من لججها إلاّ بالسفينة، ولا طريق للخلاص من ظلماتها إلاّ بالمصباح، وهو تشبيه رائع.
نعم عرف الإمام الحسين بن علي بالشجاعة والبطولة والبسالة كأبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي كان مضرب المثل في الشجاعة والفروسية والإقدام والبطولة.
قد حيّر الإمام الحسين في يوم عاشوراء الألباب، وأذهل العقول بشجاعته وصلابته وثباته، وقد أظهر من الشجاعة والإقدام ما يعجز عنه الفرسان والأبطال.
ومن شجاعته وصلابته وصبره وثباته كان الأعداء يتعجبون من الإمام الحسين ، وأنه كيف لا يبالي بالموت.
الحسين بن علي قحة العطاء الإنساني بعد جده وأبيه.
الحسين بن علي معين الحياة الذي لا ينضب وروحها التي لا تهرم وقلبها الذي لا يهدأ.
الحسين جو الإباء المتجسد على الأرض وهو الصلابة الحقة في وجه الظالم الفاني.
الحسين مدرسة شاملة في الأدب والسلوك والصلابة والتمسك بالمبدأ
كم نحن بحاجة لحسين مسيحي بيننا اليوم فوالله لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض مزاراً، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين.
إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على اسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي..
فصَلب السيد المسيح ومأساته واضطهاده على يد الظالمين لا تختلف عن حياة الحسين بن علي .
أنصار الحسين لا يجب علينا أن ننسى بطولاتهم عندما قالوا له إننا نقتل سبعين مرة، فإننا على استعداد لأن نقاتل بين يدي الحسين ونقتل مرة أخرى أيضاً، بهذه الكلمات اعلم أنّ الرجولة ليست لفئة من الناس بل لكل إنسان يحارب الظلم وينصر المظلوم..
عاشوراء يوم انتصر الدم على السيف بإستشهاد الإمام الحسين ومن أبرز دلائل الوفاء للإمام الحسين إستشهاد مسيحي وأمه في واقعة الطف نصرة للحسين
واقعة عاشوراء من أشهر الحوادث المأساوية في التاريخ وأكثرها إثارة، وجري فيها الإنتهاكات وهتك الحرمات، فكانت لها انعكاسات وأصداء واسعة.
كم نحن بحاجة للحسين اليوم ليحاسب من يستعمل اسمه لينهب شعبه.
كم نحن بحاجة للحسين اليوم ليقطع رؤوس من يبكونه ولا يملكون ذرة رحمة وانسانية في قلوبهم..
أستنجدك يا حسين شعب جاع، إشهر سيفك ولا ترحم من ظلمه وأفقره ونهب أمواله وداس على كرامته …
أهل السنة يحبون أهل بيت النبوة حبًّا شرعيًا
كما هناك مسيحيون متفقون على ما قاله علي بن ابي طالب، الخلق صنفان إما أخٌ لك في الدين أو أخٌ لك في الانسانية..
وأنا أقول عشقي للسيد المسيح جعل مني إنساناً لا يعرف إلا الحب والتسامح وأعتبر الجميع خاصة المسلمين إخوتي في الانسانية وعلينا أن نتضامن من أجل نشر الحرية والسلام ونحارب الظالمين …