جال وفد المنظمة العربية للتنمية الزراعية الذي يضم الرئيس التنفيذي للمنظمة وزير الزراعة اللبناني الدكتور عباس الحاج حسن ومدير عام المنظمة الدكتور إبراهيم الدخيري في ريف محافظة اللاذقية الشمالي برفقة وزير الزراعة السوري المهندس محمد حسان قطنا ومدير عام المركز العربي أكساد الدكتور نصر الدين العبيد على حرائق الغابات التي نشبت خلال الأيام الماضية على محور مشقيتا ربيعة واطلعوا على الأضرار التي خلفتها.
وزير الزراعة اللبناني الدكتور عباس الحاج حسن أكد أن النتائج الإيجابية بدأت بالظهور بعد قمة جدة التي أعادت سورية إلى الحاضنة العربية، واليوم الجولة تهدف إلى الاطلاع على إمكانية تجديد وتمكين التعاون بين المنظمة والدول العربية بما يحقق الأمن الغذائي وكيفية تطوير النظم الغذائية ومواجهة التغيرات المناخية.
وأشار إلى أن الحرائق التي نشبت في سورية هي نتيجه طبيعة للتغييرات المناخية، لافتاً إلى أن المعهد التقني للزراعة والثروة السمكية سوف يتم تطويره وإعداد دراسة معمقة للوصول إلى لقاءات عربية زراعية في سبيل تمكين الوحدة العربية من خلال البوابة الزراعية، كاشفاً أنه سيتم لقاء لوزراء الزراعة العرب في القاهرة تحت مظلة جامعة الدول العربية في شهر أيلول القادم لطرح الرؤى وبداية لعودة العمل العربي المشترك ضمن البوابة الأكبر وهي الأمن الغذائي العالمي.
الوزير الزراعة السوري المهندس حسان قطنا أشار في تصريح للصحفيين أن سورية تمتلك مساحات واسعة من الغابات الطبيعية، حيث تعرض جزء منها للحرائق، لافتاً إلى أهمية زيارة وفد المنظمة إلى معهد الغابات ومواقع الحريق في مشقيتا والاطلاع على الواقع الحالي لهما، مؤكداً على ضرورة تطوير المعهد وتحويلة إلى مستوى أكاديمي بحيث يستطيع الخريجين منه التعامل مع مناطق الغابات بشكل ميداني علمي، منوهاً إلى ضرورة تطوير التعاون مع المنظمات ووضع البرامج والدورات التدريبية والاتفاقيات السابقة موضع التنفيذ، سواء في مجال مكافحة الحرائق ودعم فوق الحراج بمستلزمات منها لباس الإطفاء وشبكات الاتصالات وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر وتوفير المعدات والمرشات المكانية والخراطيم بحيث تمكن فرق الإطفاء من التدخل المباشر فور حدوث أي حريق.
مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية د. إبراهيم الدخيري بيّن إن الهدف من اللقاء هو تمكين العمل بين سورية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية التي تشكل أحد أعمدة العمل العربي المشترك المعنية بالتنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي، مشيراً إلى الجهود الحثيثة التي قدمتها سورية لدعم العمل العربي المشترك وقضية الأمن الغذائي، منوهاً إلى أن الصعوبات التي تواجه سورية بسبب الحرائق تتطلب تظافر الجهود مع المنظمات لتأمين مستلزمات مكافحتها من أجهزة الإنذار المبكر وإجهزة خاصة بعمال الحراج، مؤكداً أن المنظمة سوف تنظر بعين الاهتمام لكافة المتطلبات.
وأشار الدخيري إلى أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية خلال الفترة الماضية قدمت كل الدعم اللازم لمعهد الغابات وسوف يتم تطويره لتقديم خدمات للحراج والغابات بشكل أفضل، واعتماد خطة تمويل إضافي وتقديم كافة الخدمات اللازمة.
مدير عام منظمة أكساد المهندس نصرالدين العبيد أكد على أهمية حشد الطاقات والإمكانيات لتنفيذ مشاريع تنموية في المناطق التي تعرضت للكثير من التحديات والأضرار من الزلازل والحرائق والجفاف والتغيرات المناخية وغيرها بحيث نستطيع إعادة الحياة البرية والغطاء النباتي لها، وتأمين مستلزمات مكافحة الحرائق كالخراطيم وأجهزة الإطفاء واالألبسة المخصصة لعمال الإطفاء وتقديم الدعم من كافة الهيئات والمنظمات الدولية للنهوض بالقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وتحقق الاستقرار.
وقال: قامت أكساد بإعداد مشروع لإقامة السدات المائية في مجموعة من المناطق التي تهطل فيها الأمطار بغزارة لتأمين مياه الري التكميلي للمحاصيل الزراعية ومياه الشرب في قرية المتركية وبسوت وهذه المشاريع ستعمم على كافة القرى مما يزيد الإنتاج في المنطقة ويعمل على استقرار السكان وخفض التكاليف والأعباء.