بعد اسبوعين من الجهود المبذولة على مدى الساعة، تمكن عناصر من الدفاع المدني صباح اليوم من السيطرة على النيران التي اندلعت داخل مستودع الأقمشة على طريق المطار. وعملوا على تبريد الطبقات السفلى الثلاث حيث اندلعت النيران للتأكد من عدم تجدد الحريق بشكل نهائي.
وكانت غرفة عمليات المديرية العامة للدفاع المدني قد تلقت بلاغاً يفيد عن اندلاع النيران داخل المستودع حوالي الساعة التاسعة من مساء يوم الاثنين بتاريخ ٣١-٧-٢٠٢٣. على الفور استدعت المديرية العامة للدفاع المدني عناصرها من المراكز المنتشرة في المناطق اللبنانية للمؤازرة وبدأت عمليات الإطفاء بمؤازرة من فوج إطفاء بيروت وفوج اطفاء الضاحية. وقد استشهد المتطوع المثّبت محمد جهاد بيدي في تلك الليلة نظير استبساله إلى جانب رفاقه أبطال الدفاع المدني لتنفيذ المهمة الموكلة إليهم، وتوالت عمليات الإطفاء داخل مستودع الاقمشة دون توقف على مدار ساعات الليل والنهار. وقد تعرض عدد من العناصر لإصابات متفرقة خلال تنفيذ المهمة. كما أن ثمة تعقيدات أساسية أعاقت عمليات الإطفاء أبرزها أن المستودع ملاصق لمستودعات أخرى مجاورة، لذا انعدمت إمكانية الوصول إلى مصدر النار الا من المدخل الرئيسي. كما إن كمية المواد المخزنة ضخمة جدا ولا يمكن تحديدها الا من قبل أصحاب المستودع.
مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار أشرف على تنفيذ عمليات الإطفاء وقد شدد على العناصر لجهة ضرورة التقيد بإرشادات السلامة العامة وعدم تعريض أنفسهم والمواطنين لأي خطر. وكان معالي وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي يتابع مسار العمليات بأدق التفاصيل مشيدا بتضحيات عناصر الدفاع المدني الذين استقدموا من المراكز المنتشرة على كافة الأراضي اللبنانية للتمكن من تنفيذ المهمة بالشكل المطلوب.
من جانبه كان دولة رئيس الحكومة الاستاذ نجيب ميقاتي قد تابع تفاصيل المهمة بالتواصل مع المدير العام، للاطمئنان على سلامة العناصر منوها بما يبذلونه من تضحيات جسيمة في سبيل تأدية رسالتهم الإنسانية والوطنية.
وتجدر الإشارة إلى أن عودة المواطنين القاطنين في المبنى حيث اندلع الحريق في الطوابق السفلية هي مرهونة بالقرار الذي ستتخذه المراجع المعنية بهذا الشأن.
وبعد أن تم التأكد من انتهاء عمليات التبريد ستكلف المديرية العامة للدفاع المدني، كما جرت العادة، خبيرا معتمدا لديها، لإجراء التحقيقات اللازمة والكشف عن الأسباب التي أدت إلى اندلاع النيران وجلاء الموضوع برمته.